رأيه في بن سلمان ونصيحة لصديقه بعدم الذهاب للسفارة السعودية.. ماذا وجدوا في “واتس آب” خاشقجي؟ (صور)
كشفت شبكة “CNN” في تقرير لها، حصولها على أكثر من 400 رسالة عبر تطبيق “WhatsApp” أرسلها الصحفي السعودي جمال خاشقجي للناشط السعودي عمر عبد العزيز، المقيم حاليًا في مونتريال بكندا.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن الرسائل التي يشاركها عبدالعزيز مع خاشقجي، والتي تشمل التسجيلات الصوتية والصور ومقاطع الفيديو، ترسم صورة لرجل يشعر بقلق عميق من الأمير الشاب القوي في المملكة.
وكشف تقرير الشبكة أن خاشقجي كان يقول في إحدى الرسائل التي يعود تاريخها إلى مايو الماضي، بعد أن تم اعتقال مجموعة من النشطاء السعوديين: “كلما زاد عدد الضحايا، كلما أراد أكثر”. وأضاف خاشقجي: “لن أفاجأ إذا كان الاضطهاد سيصل حتى إلى أولئك الذين يبتهجون به”، في إشارة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
بدوره قال عمر عبدالعزيز في لقاء صحفي مع شبكة “CNN”: “اعتقد جمال أن محمد بن سلمان هو القضية. المشكلة هي أنه يجب وقف هذا الطفل”، موضحًا أنه في أغسطس، عندما اعتقد أن السلطات السعودية قد تعترض سبيل محادثاتهما، فكتب خاشقجي: “الله يساعدنا”.
وأضاف التقرير أنه في التبادلات اليومية تقريبًا بين أكتوبر 2017 وأغسطس 2018، خطط خاشقجي وعبدالعزيز لتشكيل “جيش إلكتروني” بهدف إشراك الشباب السعودي في الوطن وفضح الدعاية الحكومية على وسائل الإعلام الاجتماعية، وذلك من خلال الاستفادة من مكانة خاشقجي وقوة عبدالعزيز البالغ من العمر 27 عامًا، وعدد متابعيه يصل إلى نحو 340 ألف متابع.
وقد ظهر الهجوم الرقمي، الذي أطلق عليه اسم “النحل السيبراني”، من خلال مناقشات سابقة حول إنشاء بوابة لـ”توثيق انتهاكات حقوق الإنسان” في وطنهم، وكذلك مبادرة لإنتاج أفلام قصيرة تنشر عبر الهواتف المحمولة.
في هذا الصدد قال عبدالعزيز: “ليس لدينا برلمان، بل لدينا تويتر فقط”، مضيفا أن تويتر هو أيضًا أقوى سلاح للحكومة السعودية، وتابع: “تويتر هو الأداة الوحيدة التي يستخدمونها للقتال ونشر شائعاتهم. لقد تعرضنا للهجوم، تعرضنا للإهانة، تعرضنا للتهديد مرات عديدة، وقررنا القيام بشيء ما”، على حد تعبيره.
وأضاف عبدالعزيز أنه تلقى رسالة من السعودية مفادها أن المسؤولين الحكوميين كانوا على علم بمشروعهما على الإنترنت، ومرر تلك الأخبار إلى خاشقجي، الذي رد عليه بقول: “الله يساعدنا”.
وذكر تقرير “CNN” أن عبدالعزيز تحدث لأول مرة علنًا عن اتصاله مع خاشقجي الشهر الماضي بعد أن ذكر باحثون في “Citizen Lab” بجامعة تورونتو أن هاتفه قد تم اختراقه من قبل برامج التجسس من الدرجة العسكرية، ووفقًا لـ “بيل ماركزاك”، وهو زميل أبحاث في “Citizen Lab”، فإن البرنامج كان يخص شركة إسرائيلية تحمل اسم “NSO Group”، وتم نشره بإيعاز من الحكومة السعودية.
وقال “ماركزاك” إن اثنين على الأقل من المعارضين السعوديين قد استُهدفا باستخدام أدوات منظمة الأمن القومي: ناشط يدعى يحيى عسيري وموظف شارك في عمل بمنظمة العفو الدولية في المملكة العربية السعودية.
وأضاف التقرير أن خاشقجي يقول عن الأمير محمد بن سلمان: “إنه يحب القوة والظلم ويحتاج إلى إظهارهما، لكن الاستبداد لا منطق له”، مشيرًا إلى أنه وكما كان تخمين خاشقجي بشأن مستقبل الأمير محمد بن سلمان، كان عبد العزيز بالفعل يقع تحت نظر ولي العهد السعودي، وكان على وشك الحصول على زيارة برسالة مباشرة من الأعلى.
وبين التقرير أنه في مايو الماضي، قال عبد العزيز إن اثنين من مبعوثي الحكومة السعودية طلبا الاجتماع معه في مونتريال، ووافق على ذلك وقال إنه سجل سرًا 10 ساعات من محادثاتهما على مدار إقامتهما التي استمرت 5 أيام. وقد شاركها مع “CNN”.
وكشف التقرير أن الرجلان يتحدثان بالعربية، ويشار إليهما فقط باسم عبدالله ومالك، ويخبراه بأنهم قد أرسلا بناء على أوامر من ولي العهد نفسه، متجاوزين القنوات المعتادة مثل وزارة الداخلية.
وأردف أنه بشكل مثير للإعجاب، ذكر الرجلان أيضًا اسم سعود القحطاني، المستشار بالديوان الملكي السابق، الذي تمت الإطاحة به والتحقيق معه في السعودية، وسط مزاعم من تركيا بأنه العقل المدبر لعملية قتل خاشقجي.
ونشر قول أحدهم : “إذا سمع سعود القحطاني نفسه اسمك، فسوف يعرف، ويمكنك مقابلة الأمير محمد مباشرة”، ثم يوصي الرجلان عبدالعزيز بزيارة السفارة السعودية لاستلام بعض الأوراق.
وألمحت الشبكة إلى أن عبد العزيز قال إنه من المحتمل أن تكون نصيحة خاشقجي هي التي أنقذت حياته، موضحا: “أخبرني ألا أذهب؛ فقط ألتقي بهم في الأماكن العامة”.
وأشارت إلى أنه في هذا الأسبوع، جاء اسم عبدالعزيز ضمن دعوى قضائية رفعت بالفعل في إسرائيل وقبرص. وتزعم الدعوى، التي رفعها المواطنون في المكسيك وقطر في الأصل، أن منظمة NSO قد خرقت القوانين الدولية عن طريق بيع برمجياتها إلى “أنظمة قمعية”، مع علمها أنه يمكن استخدامها في “انتهاك” حقوق الإنسان.
