الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

البابا تواضروس يكشف مصير ملايين لجنة “بر” الكنيسة

القاهرة 24
أخبار
الأحد 09/ديسمبر/2018 - 04:53 م

كتب البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مقالًا افتتاحيًا للعدد الجديد من مجلة الكرازة حمل عنوانا “لجنة البر”، كشف البابا من خلاله على العديد من الأمور الهامة داخل الكنيسة وحجم الإنفاق المالي بتلك اللجنة والمساعدات التي قدمتها الكنيسة لمئات الأقباط وعدد الآباء الكهنة الذين أشرفوا على تلك الأمور، ونص المقال كالآتي:

 

عدد مجلة الكرازة الأخير

تُعتبَر أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية هي الجهة المنوط بها تقديم الخدمة الاجتماعية بكل صورها على مستوى الكنائس والإيبارشيات في ربوع الوطن. وقد تأسست عام 1962 على يد القديس البابا كيرلس السادس، وذلك بسيامة الأسقف الشهيد الأنبا صموئيل الأسقف العام، والذي اُستُشهِد منذ 37 سنة في حادث اغتيال الرئيس أنور السادات في أكتوبر 1981.

وتوالى على إدارة الأسقفية عدد من الأحبار الأجلاء من الآباء المطارنة والأساقفة، مع مجموعة من المختصين والعاملين من الخدام والخادمات؛ ويشرف عليها حاليًا نيافة الأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة.

ويقوم عمل الأسقفية على محورين أساسيين:

الأول: التنمية بكل صورها، وذلك من خلال برامج تهدف إلى العمل مع المجتمعات الفقيرة والمُهمّشة، وتقديم التنمية الصحية والتعليمية والاقتصادية، ورعاية الطفولة، والتنمية الزراعية، ومكافحة العنف ضد المرأة والطفل، ومكافحة الإدمان وغيرها… بحيث تحصل هذه المجتمعات على قدر من الخبرة والمعرفة لتتعامل مع مشاكلها بالجهود الذاتية، ولا تعتمد على أيّة جهات خارجية.

والثاني: برنامج أغابي (كلمة يونانية تعني “محبة”)، وهو يختص بتقديم الدعم والمعاونة للحالات التي تحتاج إلى هذا النوع من الخدمة مثل المرضى والأرامل، وتحسين المأوى، وزواج الفتيات، ومساعدات التعليم سواء العام أو الجامعي، وتمتد الخدمة إلى ذوي الإعاقات والمساجين وأسرهم وغيرهم.

ويقوم بهذا البرنامج عشرات من الخدام والخادمات وفق مواعيد وخطط محدّدة لضمان وصول الخدمة لمستحقيها. ومن خلال هذا البرنامج تم مشروع الرعاية الاجتماعية على مستوى القاهرة والإسكندرية، ثم القاهرة الكبرى، ثم الوجه البحري، ثم الوجه القبلي. وتم تأسيس برنامج إلكتروني عام لمتابعة هذه الخدمة وفق نظام خاص بجمع حالات الاحتياج على مستوى الإيبارشيات والكنائس اعتمادًا على الرقم القومي.

ولأن هناك عدة جهات كنسية تقدم خدمات مماثلة لما تقدمه الأسقفية، ومنعًا للإزدواجية ، والتزامًا بجودة الخدمة واستدامتها مع الشفافية المتكاملة بين الخدمات المتنوعة.. قامت الأسقفية بعمل تنسيقي بين هذه الجهات لتكون تحت مظلة واحدة في عملها إداريًا ورعويًا.

ونجحت الأسقفية في جمع هذه الخدمات مثل: خدمة الراعي وأم النورن وخدمة الأنبا أبرآم، وخدمة أبونا أنسطاسي، وخدمة لجنة البر، وخدمة الرعاية الاجتماعية، وغيرها.. لتكون الأسقفية هي المنسِّق العام بين هذه الخدمات التي تعمل جميعًا من خلال محبتنا لله التي تدفعنا لمحبة الإنسان واحترام كرامته، وتشجيع روح الإبداع والعطاء والتطوع.

وعلى سبيل المثال: “لجنة البر”، والتي بدأها المتنيح البابا شنوده الثالث، وكان لها مكان خاص، وحاليًا تم نقلها ومكاتبها إلى قسم خاص في مباني أسقفية الخدمات بمنطقة الأنبا رويس بالعباسية بالقاهرة (حيث سيتم إقامة مبنى كبير للخدمات ملحق بالمقر البابوي).

وقد عَهِد البابا تواضروس الثاني خدمة هذه اللجنة بفرعيها (القاهرة والإسكندرية)، إلى نيافة الأنبا مكسيموس الأسقف العام، وإلى نيافة الأنبا كيرلس آڤا مينا أسقف ورئيس دير مار مينا بمريوط. وتقوم هذه الخدمة تحت برنامج أغابي في الأسقفية بالاهتمام بمساعدة العرائس في زواجهن، وكذلك مساعدة ذوي الحاجة للمأوى والسكن، وتعتمد في تمويلها على تبرعات الأقباط من خلال الأفراد والكنائس القبطيه ورجال الأعمال.

وأودّ أن أقرأ معكم التقرير المالي خلال عام نوفمبر 2017  حتى نوفمبر 2018، الذي يوضّح صوره الخدمة المنظمة في هذين المجالين خلال عام:

أولًا: مجال زواج العرائس: تم خدمة عدد 1310 حالة زواج، وذلك بقيمة أحد عشر مليونًا وثلاثمائة وأربعة وسبعين ألفًا وتسعمائة جنيه مصري (11,374,900)، وقام بخدمة هذه الحالات 682 كاهنًا من 19 إيبارشية ومنطقة رعوية.

ثانيًا: مجال المأوى والسكن: تم خدمة عدد 324 حالة سكن، وذلك بقيمه ثلاثه ملايين ومائتين واثنين وسبعين ألفًا وستمائة وسبعة وأربعين جنيهًا مصريًا (3,272,647)، وقام بخدمة هذه الحالات 213 كاهنًا من 17 إيبارشية ومنطقة رعوية.

وهكذا العمل المنظم يأتي بثماره.. وعلى سبيل المثال نشأت الحاجة إلى تأسيس قسم جديد بالأسقفية لرعاية أسر الشهداء والمصابين في العمليات الإرهابية، ودوام خدمتهم صحيًا وتعليميًا ومعيشيًا، وهو يتلقي التبرعات والمساهمات التي تساعد في تقديم هذه الرعاية، وآخرها أسر الشهداء والمصابين في حادث طريق دير الأنبا صموئيل أوائل نوفمبر الجاري.

إن أسقفية الخدمات كجزء من الكنيسة تقوم بعمل رعوي وتنموي وخدمي كبير، وتخضع لمتابعة إداريه ومحاسبية دقيقة وتقدم تقارير نصف سنوية وسنوية عن نشاطها وأعمالها.

ويعمل بالأسقفية عدد من الرؤساء والمديرين لوحدات العمل الرئيسية، كما أن هناك مجلسًا تنفيذيًا له اجتماعات شهرية، ويقوم بالتنسيق بين وحدات العمل لأداء كافة المهام وتذليل أيّة عقبات تعترض العمل.

كذلك هناك لجنة استشارية معاونة، ومصدر للخبرات المطلوبة في مجالات الإدارة والموارد البشرية والشئون القانونية والمالية. ويُعتبَر أسقف الخدمات هو مدير الأسقفية، ونقطه الاتصال الرئيسية بين الإيبارشيات القبطية داخل وخارج مصر، وهو المسئول عن إعداد التقارير الفنية السنوية، وعن ترشيح الأشخاص لشغل المناصب العليا بالأسقفية، ثم اعتمادها من قداسة البابا.

إنه عمل كبير وهام في خدمه الكنيسة، ومن الضروري أن يتم بصورة منتظمة ومتطورة، وبصورة علمية مدروسة.. وفي سبيل ذلك أنشأنا منذ ثلاثة أعوام معهدًا “لـلتدبير الكنسي والتنمية”، لتدريب كوادر بين الأساقفة والكهنة والشماسة والخدام والخادمات، قادره على الخدمة في مجالات التنمية وتحسين المعيشة وفهم الواقع المعاصر، وهذه كلها من صميم العمل الرعوي للكنيسة وهي تخدم في القرن الحادي والعشرين بما يتناسب مع معطيات العصر. وكل هذه الخدمات تحتاج صلواتكم ومحبتكم وجهدكم ووقتكم… «الحَقَّ أقولُ لكُمْ: بما أنَّكُمْ فعَلتُموهُ بأحَدِ إخوَتي هؤُلاءِ الأصاغِرِ، فبي فعَلتُمْ» (متى25: 40)

تابع مواقعنا