الثلاثاء 23 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من رانيا يوسف لمولانا.. يا عقلى احزن!

القاهرة 24
السبت 15/ديسمبر/2018 - 07:40 م

لم يتحمل رواد موقع التواصل الاجتماعى “فيسبوك” مشاهدة فيديو كليب لفتاة فى العشرينيات من عمرها وهى تتراقص على إحدى الأغانى الشعبية الدارجة أمام خطيبها فى حفل خطوبة يظهر الفيديو القصير أنه تمت إقامته على أحد المراكب النيلية البسيطة، تعليقات السب والقذف طالت العروس الصغيرة وأهلها لأنهم لم يفلحوا فى تربيتها، فكيف لها أن تكشف وتعلن عن سعادتها وفرحتها لأنها ارتبطت بالشخص الذى اختاره قلبها، كيف لها أن تتراقص وتتمايل فرحاً بأنه استطاع فى مثل هذه الظروف أن يجمع نقود تكفى لشراء دبلتين وجمع تكاليف حفل الخطوبة المقام على الضيق، أحداهن قالت فى تعليق »البنات المتربية والمؤدبة ما بقاش ليها نصيب، هى ديه شكل البنات إلى بتعرف توقع الشباب«.. وكأن العروس الصغيرة قد ارتكبت الفاحشة برقصها أمام خطيبها وأهلها فرحاً بحفل خطوبتها، ربما يكون تصرفها خارجا أو غير مسئول بالنسبة لأسر مصرية كثيرة، لا تقتنع بأن تعبر البنت عن فرحتها بخطبتها وزواجها بالرقص أمام الناس، لكن يمكن أن تشارك برقصة بسيطة فى فرح أحد الأقارب أو الجيران للفت النظر إليها أنها أصبحت عروسة وعلى وش جواز، ولكن أن ترقص فى حفل خطبتها أو زواجها فهذا هو العيب فى حد ذاته..

المتطرفون ومدعو الدين حاولوا أن يفسدوا فرحة العروس الصغيرة بذكر آيات جهنم والعذاب لكل متبرجة أمام أعين الناس.. تعليقات تشعرك أننا نعيش على حدود جبال تورا بورا، وهكذا أصبح الحال الذى وصلنا إليه إما سفهاء وسفلة أو متطرفون وجهلة، ولكن كيف وصلنا إلى هذا القاع السحيق من التطرف الأخلاقى والدينى، كان من السهل أن أعثر على الإجابة فى تصريحات رانيا يوسف وهى تبرر فعلتها الأخيرة بمهرجان القاهرة بأن بطانة الفستان أترفعت لوحدها، وأنها لم تكن تقبل أن ترتدى فستانا بهذا المظهر الغير لائق، وللأسف كل من دافعوا عن رانيا يعلمون علم اليقين أنها تكذب لتنجو من الحبس فى دعوى أقامها محام محترف مطاردة الفنانين والمشاهير وكأنه عين نفسه حارسا على الأخلاق! وكل هذا يحدث من أجل ظهور تليفزيونى أو مداخلة برامجية! وفى نفس الوقت تجد الشيخ خالد الجندى يحدثك أنه لا وجود للأعضاء التناسلية فى الجنة لأنه ليس هناك حاجة لها ! وتصفعك بعدها الدكتورة سعاد صالح بفتوى تؤكد فيها أن معاشرة الحيوانات ليست حراما، وأنه يجوز للشخص أن يتصالح مع خطيبته بتقبيلها ! تجد نفسك محاصرا بين فستان رانيا يوسف وما يشمله من بطانة وخلافه، وبين التفكير فى مستقبلك فى الآخرة إذا ما علمت أنك ستكون فى الجنة بدون أعضاء تناسلية!

 

تسأل نفسك وما هو الحل إذا كان هذا ما يصدره لنا أهل الفن وأهل الدين، أين تذهب ومع من تتحدث وإلى من تستمع، وتهبط الحقيقة عليك بأنه لم يعد هناك من تثق فيه لتسلمه عقلك وفكرك، فالجميع أصبحوا كجهاز الكمبيوتر الذى أصابه وابل من الفيروسات التى لا حل لها سوى حرق الهارد وشراء آخر جديد على الزيرو لتبدأ فى تعبئته من جديد بمواد أكثر نظافة وأمانا، ولكن من أين لك هذا والجيمع يقضون الليل فى البحث عن لينكات الفيلم الأباحى الذى تم تصويره فوق سطح الهرم الأكبر، ولم نصل حتى كتابة هذه السطور هل كانت الواقعة حقيقية أم مفبركة كما خرجت علينا بعض التصريحات الحكومية، فوزارة الآثار تلقى بالمسئولية على الشرطة، والشرطة تؤكد أن وزارة الآثار هى المسئولة، وإن شاء االله ستظهر الحقيقة بعد أن تضع الفتاة بطلة الفيلم الإباحى مولودها الأول خوفو الناتج عن ليلة العمر التى قضتها فوق سطح الهرم الأكبر ! التطرف يأكلنا، والانحلال الأخلاقى ينهش فينا ويحاصرنا، بينما مشايخنا الأفاضل مشغلون بالأعضاء التناسلية فى الجنة ومدى مشروعية إعطاء الزوجة الفياجرا الحريمى!.

تابع مواقعنا