الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كيف كانت علاقة السادات بالرباعي الذي دخل قلبه أولًا؟ | صور

السادات
تقارير وتحقيقات
السادات
الثلاثاء 25/ديسمبر/2018 - 06:50 م

في مثل هذا اليوم منذ 100 عامًا، وُلد الرئيس الأسبق، محمد أنور السادات، في قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، لأم سودانية تدعى ست البرين من مدينة دنقلا، وأب مصري تزوج والدته حينما كان يعمل مع الفريق الطبي البريطاني بالسودان.

حياة السادات شهدت العديد من المحطات الفارقة والهامة، بدءًا من دخوله الجيش المصري، ومرورًا بفصله من الخدمة وعمله بأحد المحاجر، ثم الزج به في السجن في أكثر من مرة لعل أبرزها عقب قتل أمين عثمان باشا، وزير المالية آنذاك، وحتى انضمامه إلى الضباط الأحرار وتوليه منصب رئيس تحرير الجمهورية وعضو مجلس الأمة وتحوله إلى نائب رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر ثم رئيسًا للبلاد، وخوضه معركة تحرير سيناء وتحقيق نصر أكتوبر الذي تلاه اتفاقية كامب ديفيد للسلام.

الجانب السياسي والعسكري من حياة السادات كان دائمًا وأبدًا هو الأهم على الإطلاق، سواء على صفحات الجرائد أو شاشات التلفاز وحتى الأفلام السينمائية، ولكن من يعلم أدق التفاصيل عن حياة المواطن مُحمد أنور السادات الذي رُزق بـ 7 أبناء وتزوج مرتين، وكان يصف نفسه دائمًا بأنه “فلاح”.

“إقبال ماضي”، الحب الأول في حياة السادات كما كانت الزيجة الأولى أيضًا، كانت من أسرة ميسورة الحال حينما وقعت في حب الفتى الأسمر الفقير، الأمر الذي دفع أسرتها إلى رفض تلك الزيجة، ولكن المحاولات كُللت في النهاية بالنجاح، حيث تزوجا في عام 1940، وانتقلت معه إلى 183 شارع القائد بحي كوبري القبة لتعيش في بيت العائلة

“إقبال” كانت إمرأة قدمت كل شئ لزوجها، فقضيت من شبابها أيام تبحث عنه في السجون، كما أنها خبأت جهاز التجسس الذي كان بحوزة السادات في منزله، واقتحم البوليس السياسي المنزل بحثًا عنه، وذكرت قبل وفاتها أنه بعد حصوله على رتبة ملازم أول زاد راتبه وبلغ 12 جنيهًا، كان يمنحها جنيهين لها ولابنتهما رقية التى أنجباها فى عام 1941، ويحتفظ لنفسه بجنيهين، ويقدم بقية المبلغ لأبيه، واستمر زواجهما 9 أعوام فقط.

رقية وراوية وكاميليا، ثلاث بنات رُزق بهم السادات وزوجته إقبال، أكبرهن رقية التي لم يُكتب لها أن تكبر في أسرة مستقرة حيث انفصل والديها وعمرها 8 سنوات فقط.

السادات كان دائمًا ما يُرسل خطابات إلى بناته واصفهن بـ”الغجر”، ففي فبراير 1952، أرسل السادات برسالة إلى بناته قال فيها: “حبيبتي راكا وراوية وكاميليا.. أقبلكم جميعًا يا أولادي وأدعو لكم بالصحة والسعادة، لم أتمكن من أن أجد لكم عربة لكي تتفسحوا فيها، وأرجو إن شاء الله أن أتمكن من ذلك في المرة القادمة بعربة عمكم جمال”.

وتابع: “يا ست راكا ذاكري دروسك كويس، وكمان عايز خطك يتحسن لأنه عامل زي نغبشة الفراخ. أما حضرتك يا راوية بنتي يا غجرية فلازم تاكلي كويس علشان صحتك وبلاش غلبة وشقاوة، وإن شاء الله في الصيف تيجي مع أختك وتركبي العربية، والعجوزة كاميليا لازم تاكلي كويس علشان تكبري وتروحي المدرسة مع أختك الغجرية راوية”.

رسالة السادات إلى بناته

وفي أبريل من نفس العام، أرسل السادات رسالة إلى بناته قال فيها: “حبيبتي راكا وراوية وكاميليا.. أقبلكم يا أولادي وأدعو لكم بالصحة والسعادة، وحشتوني جدًا يا غجر يا أولاد الغجر وإن شاء الله سأحضر حوالي يوم 10 في الشهر الحالي وأتعشم أن أراكم في أحسن صحة وأتم سعادة”.

وتابع: “يا ترى يا ست راكا بنتي حضرتك مجتهدة في المدرسة ولا لأ؟ وأنت كمان يا راوية بنتي يا غجر صحتكم كويسة ولا لأ.. وبتاكلي كويس ولا لأ.. إذا حضرتك وسمعت عن شقاوتك رايح أموتك. وانت يا كاميليا يا غلباوية بنتي اتجدعني علشان تروحي المدرسة مع أختك راوية وتبقي كبيرة.. ختاماً يا أولادي أقبلكم وأرجو أن أراكم في القريب إن شاء الله”. 

تمر السنوات سريعًا حتى مايو 1963، وإذ بالسادات يرسل رسالة أخرى إلى بنته رقية التي كان يكتب أسمها “روكية”، وقال السادات في رسالته: “بنتي الحبيبة روكية.. طبعاً يا سافلة انتظرتي كل هذه المدة الطويلة قبل أن تكتبي لي لأنك مشغولة فيما هو أهم من أبوكي.. فأنا أفهم أن يتأخر أمين قليلاً بالنسبة لظروفه.. ولكن ما عذرك أنت.. يا.. المهم أنني سامحتك بالنسبة لظروفكم التي حكى لي عنها أمين – أما عن صحتي فاطمئني فهي بخير ولله الحمد.. وحكاية الحلم بتاع حضرتك دي قديمة لأنك مش فاضية لي..!”. وتابع: “كما قلت لأمين سأعمل إن شاء الله تحاليل هذا الأسبوع ورسم ولكن المهم أني منتظركم ومنتظر العمل الجديد. أن شاء الله سأعمل جهدي أنا وجيهان لكي نمر عليكم في الصيف إلا إذا انشغلت هنا.. وأرجو ألا تتأخروا في إدخال حمادة المدرسة وأن تهتمي أنت أيضاً بشغل وقتك والاستفادة من وجودك لتساعدي أمين في عمله وفي البيت وأرجو أن تساعديه بكل طاقتك وتوفري له الراحة والسعادة لكي يستطيع أن ينجز عمله. ختاماً تقبلي مني قبلاتي لك وللكلب حمادة وأخلص دعواتي وتمنياتي لكم بالسعادة والتوفيق”.

رسالة السادات

كاميليا، الإبنة الصغرى في بنات السادات من زوجته إقبال، كانت على علاقة غير جيدة بوالده، ربما لانها رأت معاملة سيئة من جيهان السادات، زوجة أبيها، وتجاهل من والدها تجاه هذا، فقررت الصمت فقط.

“لما كبرت أصبحنا أصدقاء.. كانوا يصفوني بالمشاكسة لأنى كنت أناقشه في السياسة وفي قراراته، وعلى العكس من باقي المجموعة ومن إخوتي لم أطلب منه فلوس أبدا وعمري ما أخذت منه أي أموال” هكذا روت كاميليا عن شكل العلاقة بينها وبين والدها.

الأكيد أن الرباعي الذي سكن قلب السادات أولًا، لم يحظى بذات القدر من الشهرة والثراء الذي حظي به أبناء السادات من جيهان، حتى أن زوجته إقبال قبل أن يموت أقر لها معاشًا استثنائيًا كي تقوى على الحياة، وتقول بناته أنهن لم يربحن من أبيهن حتى بعد وفاته.

تابع مواقعنا