الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“أكل الغلابة” يا بلد

القاهرة 24
الأربعاء 26/ديسمبر/2018 - 09:52 م

لا أعتقد أن هناك دولة في العالم تعاني من كم التسيب والإهمال وغياب الرقابة على “الغذاء” مثلما يحدث في مصر، بعد أن وصل الأمر بالبعض إلى بيع وجبات من لحوم الكلاب والحمير، والطيور الفاسدة، ومخلفات السلخانات، والمواد المسرطنة للمواطنين، وكأننا نعيش في دولة بلا حكومة أو برلمان.

فمنذ أيام كشف الدكتور “مجدى نزيه عزمى” أستاذ ورئيس وحدة التثقيف الغذائى بالمعهد القومى للتغذية، عن كارثة غذائية يتعرض لها ملايين المصريين يومياً، جراء تناول وجبات “الكبدة” التي تباع على العربات المنتشرة في كل شوارع مصر، مؤكدا أن تلك الوجبات عباره عن “دم مجمد من السلخانات” يتم تجميعه فى بلوكات، وبيعه للمواطنين على أنه “كبدة” تؤدي إلى كوارث صحية رهيبة.

ولعل ما يدعو للتفكير في أمر تلك العربات بالفعل، أن سعر كيلو الكبدة المستورد يباع بسعره يصل إلى 50 جنيهًا، وأن متوسط جرعة الكبدة في السندوتش الواحد تتراوح بين 80 إلى 100 جراما، إلى جانب ما يضاف إليه من ثوم وبصل وتوابل ووقود وعمالة والكهرباء وغيرها، مما يجعل تكلفة السندويتش الواحد تجاريا لا يقل عن 9 جنيهات، في حين أنه يباع للمواطن بسعر جنيهان على أكثر تقدير.

ومنذ شهور، حذرت تقارير من كارثة صحية رهيبة يتعرض لها ملايين المصريين يوما من جراء تناول “الفول” كل صباح من الاف العربات التي تنتشر في كل شوارع مصر، بعد تأكد استخدام كل “مواقد الطهي” التي توزع كل “قدر الفول” على كل تلك العربات، ل “بودرة كيماوية” خطيرة تسمى “الاديتا” يطلقون عليها اسم “فنكوش الفول” تباع علنا لدى العطارين، تساعد على طهي الفول خلال ساعة واحدة، بدلا من 12 ساعة.

في حين أكدت النتائج التي تم اجرأها على فئران التجارب باستخدام تلك مادة، والتي اشرف عليها الدكتور “يسرى أحمد عبد الدايم” استاذ علوم الأغذية بكلية الزراعة جامعة عين شمس، أن المواطن يتناول نحو 10 جرامات في طبق الفول الواحد كل صباح، في حين تم إضافة المادة بنسبة 2.5 جرام إلى غذاء فئران التجارب، لمدة 90 يومًا فقط، اتضح خلالها أن “الاديتا” توقف نشاط إنزيمات الكبد، وترفع من نسبة الكرياتين واليوريا فى الدم، مما يسبب الفشل الكلوى بشكل مباشر، إلى جانب الإصابة بقطاعات استلوجية للكبد والكلى والرئتين والبنكرياس والخصيتين.

ورغم ذلك مازالت عربات الكبدة والفول تنتشر في كل شوارع مصر، وتقدم وجبات الموت للمصريين يومياً، دون أدنى رقابة أو تدخل من السلطات.

وفي العام الماضي، أصدرت نقابة الأطباء البيطريين، تقريرا “كارثيا” حمل عنوان “ثروتنا الحيوانية” حوى معلومات لا يمكن وصفها سوى بـ “الجرائم” أكدت استخدام عدد من المصانع للحوم “الكلاب والحمير ” في صناعة اللحوم المصنعة، واستخدام “جلود الحمير” في صناعة الحواوشي، واحتواء اغلب اللانشون المصنع على لحوم “الفئران” التي تدخل إليه عن طريق أجولة فول الصويا، بعيدا عن أي رقابة صحية أو بيطرية.

وقال التقرير، الذي تم إرساله إلى “رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء، ومجلس النواب” صراحة، إن أغلب “المطاعم والفنادق والأندية” في مصر لا تخضع لرقابة طبية أو بيطرية، وأن كبرى المطاعم في مصر تستخدم لحوم غير صالحة للاستخدام، وتحتوى على أوبئة، ومذبوحة خارج السلخانات، نتيجة لاستمرار العمل بقانون صدر عام 1966 ومازل معمولا به حتى اليوم، أقر عقوبة الذبح خارج السلخانة بغرامة تصل إلى 10 جنيهات.

ورصد التقرير، تقديم مطاعم كبرى وجبات “دواجن ميتة” للمواطنين، وحفظ اللحوم في “براميل” مخصصة لحفظ المواد الكيماوية، تتفاعل مع الدهون وتؤدى إلى تكون مواد مسرطنة، ووجود المئات من مصانع “الجبن والشاورمة والسجق واللانشون والبسطرمة” تعمل تحت “بير السلم” تخرج يوميا آلاف الأطنان من الأغذية الغير صالحة للاستخدام الآدمي، دون ضابط أو رابط.

للأسف، أن أمر الرقابة علي الغذاء في مصر أصبح بمثابة “الكارثة”في ظل أجهزة تعمل دون سلطات، وقوانين تم تشريعها منذ نحو 60 عاماً، تفرض غرامات هزيلة في جرائم تستحق” الإعدام” في غيبة من البرلمان، وكل الأجهزة المعنية بحماية صحة المصريين.

والله الأمر من قبل ومن بعد

تابع مواقعنا