القاهرة 24 ينفرد بالقصة الكاملة لنجاة طفل سوداني لاجئ من الموت بسبب العنصرية
في واقعةٍ مؤسفةٍ تعرض أحد الأطفال الأفارقة اللاجئين في مصر، إلى أعتداءٍ عنصريٍ منذ 8 أيام في محافظة الإسكندرية.
الطفل جنوب السوداني، مكاكو أنجلو، كان خارجًا من مدرسته وصعد إلى رصيف أحد محطات “الترام” بالإسكندرية، ففوجئ بطفلًا آخر يدرس بمدرسة جمال عبد الناصر العسكرية، يدفعه من خلفه فيُسقطه على قضبان الترام أثناء قدوم القطار، لينجو الطفل السوداني بأعجوبة من الموت.
والدة الطفل الجنوب سوداني، السيدة فيفيان، تحدثت لـ”القاهرة 24″، عن الحادث المؤسف الذي تعرض له أبنها، حيث أوضحت أن الحادثة وقعت منذ حوال 8 أيام ومنذ ذلك الوقت ويحُتجز أبنها في غرفة العناية المركزة بالمستشفى الميري بالإسكندرية.
وأضافت فيفيان أن أبنها فوجئ بأحد الأطفال يدفعه من الخلف ليُلقي به على شريط القطار متسببًا له في إصابات بالغة، بعدما تنمر به.
وأشارت في تصريحاتها لـ”القاهرة 24″ أن مكاكو يحمل أسم فايز عبد الله أنجلو في مصر، موضحةً أنهم قدموا إلى مصر في العام 2010 لاجئين من جنوب السودان وأن أبنها يدرس في الصف الأبتدائي.
وبينت أن حالة أبنها في تحسن نسبي، مشيرةً إلى أن مكاكو أو فايز لديه ثلاثة أشقاء وهو قبل الأخير.
وحول سير التحقيقات في القضية، قالت فيفيان: “النيابة أتت إلى أبني في المستشفى وأخذت أقواله في الواقعة وقال أن طفل دفعه من الخلف أثناء وجوده على رصيف محطة الترام فسقط على القضبان الحديد ولولا ستر الله لكان مات”.
وأردفت: “النيابة قبضت على الطفل وأخلت سبيله بشكل سريع وأسرته قدمت إلينا في المستشفى وعرضوا نقله إلى مستشفى أخرى وأنا رفضت وماشيين في الإجراءات القانونية ومعانا ناس من مفوضية للاجئين وسفارة جنوب السودان ومحامي يتابع القضية”، مشددةً: “متمسكين بحقنا”.
وحول أحلام طفلها الذي نجى من الموت بأعجوبة، قالت فيفيان أن أبنها مكاكو يحلم أن يُصبح مهندس حينما يكبر.
لم يعجبه لون بشرته فألقى به أمام الترام.. قصة طفل سوداني ضحية للعنصرية في الإسكندرية (صورة)
في هذا الصدد أيضًا، تحدث أحد شهود العيان حول حال الطفل جنوب السوداني، الذي سقط أمام قطار “الترام” ولولا أنتباه سائقه “محمد” وتوقفه فورًا، لكان مر القطار فوق جثة الطفل مكاكو وقطعه، ولم يكتف السائق بهذا بل قبض على الطفل الجاني وحبسه في غرفة قيادة القطار حتى سلمه للشرطة.
وأوضح شاهد العيان الذي رفض ذكر أسمه، أنه فور علمه بالواقعة ذهب إلى المستشفى الميري العام بالإسكندرية، وقام بزيارة الطفل مكاكو وأكتشف أنه يعاني من إصابات عديدة مثل تجمع مياه على الرئتين تسبب في صعوبة تنفس للطفل، مشددًا أن الطفل تُجرى له عملية “درنقة” لأستخراج المياه من رئته، فضلًا عن إصابته بكدمات شديدة في العمود الفقري وأماكن متفرقة من جسده.
الطفل السودانى
وأوضح شاهد العيان في تصريحه لـ”القاهرة 24″ أن الطفل يقابل معاملة حسنة في المستشفى الميري ويجلس في غرفة منفردة بها تكييف وتطل على البحر ومجهزة بكافة الأجهزة ويقابل رعاية خاصة.
الطفل مكاكو
وحول زيارته برفقة آخرين للطفل، قال شاهد العيان أن مكاكو قال له: “أنا عاوز أبقى رجل أعمال”، موضحًا أن الطفل الجنوب سوداني لا يعرف شيئًا عن والده منذ 6 سنوات، وحينما تم ذكر اسم والده أمامه لم يتمالك دموعه وبكى.
وأشار إلى أنه مكاكو طالب منهم تكرار الزيارة مرة أخرى، مشددًا على أنه طفل برئ في كل تصرفاته.
