على أكتاف “السينما النظيفة”.. خطة تركي آل الشيخ للترفيه في مصر بـ11 مسرحية ومجموعة أفلام

في تسعينيات القرن الماضي ظهرت شخصية سعودية أثارت الجدل فى مصر رغم حبه وعشقه الشديد لها، وهو الشيخ صالح عبد الله كامل لكونه أهم ومن أوائل المستثمرين السعوديين في المجال الإعلامي حيث أنشأ مؤسسة للإنتاج الإعلامي والتي تعرف “بالشركة العربية للإنتاج الإعلامي” فى الرياض لكن تأثيرها دفعت القاهرة ثمنه بل وربما لا تزال تدفع فاتورته حتى الآن.

في هذا الوقت حدثت طفرة كبيرة في الإنتاج السينمائي في الدول العربية وخاصة مصر، وبدأت وقتها السينما في الازدهار بعد فترة ركود في مرحلة الثمانينات لكن المثير والمرصود فى هذا السياق من كتاب ونقاد ومحللي هذه الفترة أن خط ونمط الإنتاج الدرامي والسينمائى تغيير 180 درجة سواء فى الشكل أو فى المضمون وهو ما يعبر عنه التعبير الدارج “القصة والمناظر” فكلاهما تغير بشكل كبير، وهو ما دفع البعض حاليًا للمقارنة بينه وبين تركي آل شيخ الذي تولى هيئة الترفيه في السعودية والذي يسير على نفس الخط.. “القاهرة 24” يرصد فى هذا التقرير عبر مصادر مختلفة خطة وخريطة تحركات آل الشيخ الجديدة فى مصر عقب توليه منصب رئيس هيئة الترفية.

بداية فالتعاون بين مصر والسعودية له جذور قديمة وتزايد بين الدولتين أكثر بعد ظهور آل الشيخ في الصورة، عقب توليه منذ أعوام قليلة هيئة الرياضة بالمملكة، ونتج عنه شراكات واستثمارات ضخمة في مجال الرياضة.

• تُركي آل شيخ مسؤول الترفيه

وبعد انتقال آل شيخ فى الأيام الماضية من هيئة الرياضة لرئاسة هيئة الترفيه بأمر ملكي، يتوقع الكثير أن تنتقل شركاته من مجال الرياضة إلى مجال الفن والثقافة، خاصة وأنه على المستوى الشخصي مُهتم بهذا الأمر، فبعيدًا عن كون تركي آل شيخ كان يتولى منصب سياسي بالمملكة السعودية فهو ايضًا شاعر غنائي، ويتعاون مع أشهر مُطربي الوطن العربي وعلى رأسهم عمرو دياب، بجانب الصداقات القوية التي تجمعه بعدد كبير من نجوم الفن في مصر.

تركي لم يدع مجالًا للتخمينات، فبعد لحظات قليلة من توليه منصب رئيس هيئة الترفيه، داعب عبر صفحته الرسمية على تويتر الأميرعبد العزيز بن تركي آل الفيصل، الذي جاء خلفًا له في هيئة الرياضة، قائلًا له: “يوفقك ويعينك”، واستطرد قائلًا: “ربنا عطني عادل إمام وهنيدى”، وفي صباح اليوم التالي لتوليه الترفيه غرد قائلًا: “سأقوم في منتصف شهر يناير القادم ان شاء الله بعدة زيارات خارجية ابداها ب مصر العزيزة لتوقيع عدة اتفاقيات لـ الترفيه تشمل مسرحيات وحفلات”.

• تركي آل شيخ في المسرح

ما لم يكشف عنه رسميًا تُركي بعد انه بالفعل قد بدأ خطته في مجال الترفيه كما يُطلق عليه، وذلك بعدما قرر ضخ أموال كثيرة وضخمة في مجال الإنتاج المسرحي والسينمائي، من خلال شركة “كايرو شو”، التي يترأسها المُنتج والمُخرج مجدي الهواري، على أن يكون المشروع الأول لهم من خلال مسرحية النجم محمد هنيدي “3 أيام في الساحل”، والمُقرر عرضها يوم 10 يناير المُقبل.

ومن المعروف عن النجم محمد هنيدي أنه تربطة علاقة صداقة قوية وقديمة بتركي آل شيخ، لذلك كان هو الحصان الرابح الأول له، ذلك بخلاف مساهمته في إنتاج ألبومات عمرو دياب الغنائية التي قدمها الأعوام الماضية.

مصادر من إدارة “كايرو شو” – أكدت أنه أول كيان مصري لصناعة الترفيه- وإن المسرح الذي اتخذته الشركة وهو مسرح موفنبيك السادس من أكتوبر فريد من حيث التصميم والتجهيزات بمستوى يليق بقيمة وعراقة المسرح المصري وعلى غرار مسارح برودواي .. وسيجمع بين الفخامة الكلاسيكية وروح العصر.

وضمن خطة تركي آل شيخ القادمة في المسرح 11 مسرحية أخرى من أهم نجوم مصر والوطن العربي وهو مشروع ضخم بدأ بمسرحية 3 أيام في الساحل.

• تركي آل شيخ في السينما

وأكدت مصادر لـ “القاهرة 24″، أن تُركي آل شيخ سيخوض مجال السينما ايضًا، من خلال عدة أفلام من المُقرر إنتاجها الفترة المُقبلة، وتعاقد بالفعل مع عدد من أهم النجوم من بينهم النجم كريم عبد العزيز والنجم أحمد السقا ومحمد هنيدي.

وحسب تصريحات آل شيخ، فإن استثماراته في مجال المسرح والسينما والترفيه في مصر سيعود بالنفع على المملكة العربية السعودية، فمن بين مهام آل شيخ في السعودية هو “دور العرض السينمائي” والتي عادت مرة أخرى للسعودية بعد غياب أكثر من 30 عامًا، وذلك بعد التغير في توجهات المملكة والإنفتاح الثقافي الذي شهدته الأعوام الماضية.

ومن بين خطة المملكة أن يصل عدد شاشات العرض هُناك إلى 600 شاشة عرض، الأمر الذي يتطلب ضخ أفلام كثيرة الفترة المُقبلة في هذه السينمات.

• عودة السينما النظيفة

ونطرح هُنا السؤال الأهم، هل بدخول الإنتاج السعودي مرة أخرى في السينما المصرية، “هل يعود مُصطلح السينما النظيفة مرة أخرى للساحة؟”، السينما النظيفة مُصطلح بدأ تداولة في بداية جيل التسعينيات، حينما تدخل وقتها قنوات الـ art في الصورة ومنعت شراء أي أفلام تحتوى على مشاهد خارجة حتى إن كانت “بوسة”.

السينما النظيفة قامت على أكتاف نجوم مثل محمد هنيدي وعلاء ولي الدين وأحمد السقا وكريم عبد العزيز، مُتخذين مُصطلح “السينما التي لا تخجل منها الأسرة”، ووقتها بدأ المُخرج مجدي الهواري مشواره الفني في تِلك الفترة بأفلام مثل “عبود على الحدود”، و”الناظر” و”بلية ودماغة العالية”، لذلك كان جيل السينما النظيفة هو الأقرب لقلب تركي آل شيخ للعمل وذلك لضخ أفلام تتوافق مع التوجه الأخلاقي السعودي.