نحكي اليوم في موقعنا “القاهرة24” حدوتة لأحد الأندية الجماهيرية في الكرة المصرية وكيف كانت قوته التى جعلت أهل الفن يتسابقون على تشجيعه للاستفادة من شعبيته  الكبيرة.

الاتحاد السكندري.. سيد البلد.. زعيم الثغر، تاريخ  لنادي عريق حيث يعد كواحد من أقدم الأندية الرياضية المصرية؛ حيث تأسس عام 1914 كأول نادٍ وطني للمصريين دون أجانب؛ فيُعد النادي المصري الوحيد من الأندية التي تأسست أوائل القرن العشرين الذي لم يترأسه محتل أو أجنبي قط.

نعم الاتحاد السكندري يتميز عن غيره من الأندية و على راسهم الأهلي الذي استعان بالإنجليزي ميشيل إنس للاستفادة من نفوذه لدى سلطات الاحتلال لتسهيل عملية الحصول على الأرض المناسبة لبناء النادي من قبل الحكومة، وأصبح هو أول رئيس للنادي الأهلي واستمر رئيساً حتى يوم 1 أبريل 1908.

وكذلك نادي الزمالك أسسه محامٍ بلجيكي يهودي عام 1911 يدعى جورج مرزباخ، رئيس المحاكم المختلطة فى مصر آنذاك،تحت اسم نادي قصر النيل ثم تغير اسمه مرتين: المختلط (1913 – 1944) ثم نادي فاروق (1944 – 1952)، قبل أن يصبح نادي الزمالك منذ ثورة يوليو 1952 إلى الآن.

وترجع قصة نشأة نادي الاتحاد إلى عام 1906 حين أسس حسن رسمي الشقيق الأكبر للأخوين محمود وسيد حودة نادي الاتحاد بمنطقة رأس التين وكان ملعب النادي هو أرض الملاحة أمام سراي رأس التين.

وفي عام 1910 قام مجموعة من طلبة المدارس بقيادة الأخوين عبده وشكري الحمامي بتأسيس نادي الأبطال المتحدة وانتخبوا لرئاسته الملازم مفضل أبو زيد وانضم نادي الأبطال المتحدة لفريق حسن رسمي… وفي عام 1914 بدأ تواصل مسؤولي نادي الاتحاد في إحدى المناسبات مع مسؤولى نادي السكندري، وذلك لتكوين فريق قوي يضم العناصر المتميزة والمتفوقة في كل الألعاب من الفريقين بتوحيدهما في فريق واحد وانتهت المفاوضات بتوحيد اسم الناديين ليصبح نادي الاتحاد السكندري.

علاقة سيد البلد بأهل الفن

كان لنادي الاتحاد سحر يجذب به أهل الفن فغنى له سيد درويش و أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهم كثيرون.

في البداية كان لفنان الشعب سيد درويش و ابن كوم الدكة بالاسكندرية، ارتباط تاريخي بالنادي السكندري حيث قام بتلحين نشيد النادى فى 1919.

سيد درويش كان يرتبط بعلاقة صداقة بمحمد شاهين رئيس نادى الاتحاد و حينما انتقل محمد شاهين بحكم عمله بالقاهرة وتقابل مع صديقه سيد درويش اخرج له فى أحد المرات من جيبه نشيد نادى الاتحاد الذى تلقفه سيد درويش وأخذ يلحنه على العود الخاص به و حينما عاد محمد شاهين إلى الإسكندرية ظل يُحفظ جماهير الاتحاد و أعضاء النادى النشيد الجديد بلحن سيد درويش.

لم تكن تلك نهاية قصة سيد درويش بالاتحاد بل ان ابنه محمد البحر كان مشجعاً مخلصاً لنادى الاتحاد و لعب ولديه الاثنين – احفاد سيد درويش – فى نادى الاتحاد و هما سيد درويش البحر الذى لعب للاتحاد منذ عام 1954 حتى 1958 حينما توفاه الله فى حادث طائرة و كذلك شقيقه خليل البحر الذى لعب للاتحاد منذ عام 1955 حتى عام 1962.

سيد درويش يغنى لسيد البلد

وكانت أيضا أغنية سيد درويش التي رقصت الإسكندرية كلها على أنغامها وكلماتها عندما فاز الاتحاد على الأهلي في كاس مصر أو كأس الأمير فاروق عام 1926  حيث تعد هى البطولة الأولى للاتحاد السكندرى والبطولة الكروية الأولى أيضا للإسكندرية كلها من القاهرة.

كلمات الأغنية.. «نادى الاتحاد الرياضى مشهور فى كل الدنيا.. الكورة دى يا سيادى لها لعيبة بالعنية.. ساعة ما ياخدها حودة بالرجل أو بالراس.. يا ويل اللى قدامه تلاقيه واقف محتاس.. يشوط الكورة تزمر تقول عليها رصاص.. مفيش منه فى أوروبا لاعيب صحيح يتباس.. دا رب كريم ونصرنا وطلعنا يا ناس فايزين.. وتمت والله فرحتنا فليحيا الرياضيين».

 

حفلة أم كلثوم تنقذ الاتحاد من الإفلاس

وفى عام 1960، أعلن النادى إفلاسه تماماً واضطر طلعت خيرى، وزير الشئون الإجتماعية وقتذاك، لدعم النادى بمبلغ 5 آلاف جنيه لإيقاف قرار المحكمة بالحجز على ممتلكات النادى، ونتيجة لتفاقم الديون قامت السيدة أم كلثوم بمبادرة نادرة حينما أعلنت إقامة حفل فى الإسكندرية يخصص إيراده لصالح نادى الاتحاد السكندرى فارس الثغر وصاحب الشعبية الطاغية بين جمهوره، ولأنه كان من الطبيعى أن تنجح الحفلة نجاحاً باهراً، فقد وافقت أم كلثوم على إقامة حفل سنوى فى الإسكندرية لصالح الاتحاد وانتهت أزمات النادى فى الستينات.

ومع نجاح الحفلة التى أحيتها السيدة أم كلثوم، أقام النادى مدرجاً كبيراً فى ملعب الكرة أطلق عليه «مدرج أم كلثوم»، واحتفلت أم كلثوم بافتتاح المدرّج فى الحفل الوحيد الذى غنت فيه فى ملعب الكرة ويومها وضعت شعار النادى الذهبى على صدرها وهى تغنى.

عبد الحليم حافظ يستقبل نادي الاتحاد في بيته

لم تكن أم كلثوم وحدها التي تفاعلت مع نادي الاتحاد السكندري حيث كان تفاعل الراحل عبدالحليم حافظ ” الأهلاوي” واستقبل في بيته فريق الاتحاد للاحتفال بفوزه على النادي الأهلي بالقاهرة بهدفين لهدف في نهائي بطولة كأس مصر وحصوله على البطولة عام 1973.

وكان عبد الحليم حافظ قد استقبل أبطال كأس مصر بالبدلة البيضاء والقميص الأخضر«زي نادي الإتحاد السكندري» وفاجأ الجميع بأغنيته الشهيرة «الناجح يرفع إيده».

تصريحات الجارم

وقال صاحب هدف الفوز نجم الاتحاد السكندري السابق، المهاجم الدولي عبد الفتاح الجارم في تصريحات صحفية سابقة :«كان العندليب الراحل كريما للغاية حينما استضافنا بمنزله بعمارته الشهيرة خلف نادى الجزيرة».

وتابع الجارم قائلا :” إن الراحل عبدالحليم حافظ منحه 100 جنيه عقب نجاحه فى تحقيق هدف الفوز، وكان الفقيد قد دخل فى رهان مع طبيبه المعالج وحينما فاز الاتحاد حرص العندليب الأسمرعلى منحي المبلغ الذي كان يمكنه حين ذاك شراء سيارة” .

ثلاثى اضواء المسرح

احتفل ثلاثى اضواء المسرح سمير غانم و الضيف احمد و جورج سيدهم بفوز الاتحاد بكأس مصر عام 1963 عبر مونولوجهم الشهير احمد يا صالح لو جبت جون لارش الملعب سكر و ليمون فى اشارة الى هدفى احمد صالح فى مباراة الاتحاد و الزمالك التى انتهت بفوز الاتحاد 3/2.