“حواديت”.. ابن وزير تسبب في فوبيا لفريد شوقي من الأسلحة النارية لازمته طوال حياته

في طفولة فريد شوقي حواديت كتير عاشها في حي السيدة زينب إلي كان بيضم وقتها كُل الطبقات الإجتماعية من العُمال والإقطاعيين والوزراء، والد فريد شوقي كان موظف في الحكومة، كان «رئيس أملاك مصر بمنطقة الأميرية»، وفريد كان الإبن «البكري» لأهله لذلك كان «متدلع» وجميع طلباته مُجابه.

لما وصل فريد لسن المدرسة قرر والده يدخله مدرسة «الناصرية»، وإللي كانت وقتها بتقتصر على أبناء الطبقة الغنية من الوزراء وكبار التُجار والعُمد، لكن والده قرر أنه يشيل 15 جنية من مُرتبه سنوياً مصاريف المدرسة وذلك لحبه الشديد وتعلقه بفريد، على الرغم من أن باقي المدارس وقتها لم تتعدى مصاريفها الـ10 جنية، وكان من ضمن تقاليد المدرسة أن كُل أسرة تبعت سيارة وسواق خاص بيهم في ميعاد خروج أبنائهم ويقف حارس المدرسة يُنادي على الأطفال «فُلان بيه اتفضل»، ماعدا فريد شوقي إللى كان بينتظر آخر الطابور لحد ما يجي السُفرجي بتاعهم ياخده لأنهم مكانوش يمتلكوا عربية في الوقت دا.

الأمر كان صعب على فريد وطلب من والده أنه لازم يسيب المدرسة دي لأنه يبحس أنه أقل من زملائه، ثاني يوم فوجئ فريد بحارس المدرسة بيُنادي «فريد بيه الحنطور وصل أتفضل» وأصبح يومياً يأتي حنطور لفريد يأخذه من المدرسة كباقي زملائه، لكن في الإجازة فريد مكانش بيشوف الحنطور دا موجود، وأكتشف بعدها أن والده اتفق مع حنطور بالإيجار مخصوص يوصله للمدرسة.

وفي يوم اجتمعت شلة فريد في فسحة المدرسة كعادتهم، لكن اليوم ده كانوا مُنبهرين برؤية سلاح في إيد واحد من أصحابهم سرقة من أبوه “الوزير”، رؤية سلاح بالنسبة للأطفال كان موضوع مش سهل لأنه مكانوش بيشوفوه غير في الافلام بس، لكن بضغطة على زناد المُسدس خرجت طلقة خِلسة استقرت في جوف واحد من شلة فريد وفارق الحياة في لحظتها.

لم يمر الأمر على فريد شوقي سهلاً، وظل يعاني من فوبيا الخوف من السلاح، وعلى الرغم من شُهرة شوقي بعد ذلك بـ وحش الشاشة ونجم الأكشن الأول في مصر إلى أنه كان يتحول طفلاً مذعوراً أمام السلاح، وكان لا يستخدم مُسدس أو بندقية إلى بعد أن يتفحصها أكثر من مرة ويطلب من صاحبها أن يقوم بتجربتها أمامة، على الرغم من معرفته الكاملة بأنها خاصة بالتمثيل فقط «فشنك».