فلان الفلاني يكتب: عودة طارق لطفي الوغد في فيلم تريد أن تطلب له النجدة!
(0) مرحى يا رفاق.. أول فيلم عربي يعرض في العام الجديد 2019.. إنها لمناسبة (غريبة) للاحتفال، ومع ذلك فالجميع مستعد ، حالة من البهجة الغريبة التي تجعلك تسأل : من أين أتى بها هؤلاء الذين يبتسمون حولك فاشخون ضبهم وهم يمسكون بأكياس مليئة بالملابس في مول شهير قبل الواحدة ظهراً ، ثم سرعان ما تكتشف أنهم (خلايجة).. في ستاربكس تسأل البنت عن (كافارات راس السنة الحلوة دي فين) لكن الولد على الكاشير يرد بابتسامة (مفيش بادجيت السنة دي) التي تجعل البنت تنظر له بنظرة (هي دي ستاربكس والا مدينة الإنتاج الإعلامي) ؟؟ بينما تنظر أنت للجميع بنظرة : (جتكم القرف مليتوا البلد) ، وتتركهم وتنصرف. حتى المبولة (العطلانة) منذ أكثر من أربعة أشهر في حمام السينما تم إصلاحها اليوم في نوبة (صيانة) غريبة لحقت بالمبولة وتركت كراسي الصالة !! كل ذلك لا يهم.. ستدخل الآن لأول فيلم عربي يعرض وتشاهده أنت في 2019..
(1) الاختيار سهل بالمناسبة.. هناك (عمر خريستو) وهو فيلم له بوستر رائع وبه ممثلون غير رائعون بالمرة يقودهم المنتج نفسه والذي تحول من تقديم برنامج مغمور إلى منتج وممثل وصاحب قصة وهي تجارب غير مبشرة أو مشجعة بالمرة.. التاريخ يقول ذلك والإيرادات تقول ذلك والناس تقول ذلك لكن صاحب الفيلم لن يعترف بذلك أبداً وسيكمل ما يفعله.. وهناك فيلم آخر أبطاله طارق لطفي وأمينة خليل وأحمد داوود مع قليل من أحد الفيشاوي وبعض محمد لطفي ووفرة في خنفرة محمد ممدوح التي تطغى كثيراً على موهبته.. أنا أحترم طارق لطفي (الجديد) كثيراً.. قدم مسلسلين نجحا بشدة ليكلل الله مجهوداته وتنزل عدالة السماء على حسابه البنكي بعد سنوات من النحت والظهور في الأدوار الثانية التي تذهب به لجحيم النسيان وتساعد من حوله في النجاح.. يا إلهي كيف لم يجن هذا الرجل بعد مشاركته في صعيدي رايح جاي ونجاح الجميع، حتى غادة عادل، بينما يظل هو على حاله يقدم أدوار الوغد الشرير الحقير القاتل النذل زير النساء هادم اللذات ومفرق الجماعات مع كل من يعمل معهم من الفنانين ، ثم لا يحدث أي شئ.. فعلها وفرحت له كثيراً في مسلسلين لكن في هذا الفيلم يجب أن نرحب بعودة طارق لطف الوغد الشرير الحقير القاتل النذل زير النساء هادم اللذات ومفرق الجماعات.. وحشتنا يا طارق (2) القصة: (أمنية) فتاة بسيطة تعاني من ضعف في السمع (أمينة خليل)، في قصة حب كللت ب(كتب الكتاب) مع (نصر) العامل في محل أحذية (أحمد داوود) الذي يعشقها ويتعلم لغة الإشارة لأجلها، وقد أسفر كتب الكتاب (بدون دخلة) عن (دخلة) أسفرت بدورها عن طفل في أحشائها لم يعلنا عنه بعد للعائلتين اللتين تتمتعان – بالطبع – بأمهات مصرات كما في الكاتالوج مما يعقد (الجوازة) بسبب طلبات.. هنا يأتي المؤلف صلاح الجهيني (مؤلف أولاد رزق بالمناسبة) بحلول (عبقرية كما سنرى) ليجعل نصر يصر على القيام بعملية تسليم (مخدرات) و(العودة) إلى كاره القديم لمرة واحدة لكي يوفر احتياجات الزواج (جديدة فعلاً) ، لكن الجديد (الجديد أكتر يعني) أن أمنية تصر على أن تكون معه في (التسليم) ، وسوياً تحدث لهم (حادثة) كبيرة.. هنا ينبغي التوقف كثيرًا عند رغبات دفينة على ما يبدو عند مؤلف الفيلم ربما أراد من خلالها صنع أفلام للأبطال الخارقين في واحدة منها ، لكن حين فشل ، قرر أن يهدينا نماذج تتعرض للموت أكثر من مرة في الفيلم ، وبعد أن نظن أنها ماتت يتضح أنها لا تموت.. في مستشفى الحياة (لاحظ الدلالة) نجد الطبيب العصبي (طارق لطفي) ومساعده (محمود حجازي) و ممرضة لعوب (ألا لعنة الله على التابوهات) يستقبلون الحادثة.. أمنية على قيد الحياة ، لكننا لا نجد (نصر) ونظنه ميتاً لكننا نكتشف أنه يعد لسرقة أعضائه من عصابة يديرها الوغد الشرير الحقير القاتل النذل هادم اللذات ومفرق الجماعات طارق لطفي الذي يضاف لسوابقه أنه مدمن ولم يكن ينقصه في الفيلم سوى أن يغتصب فتاة صغيرة أو ينبت له قرنان وتحمر عيناه لينال دور شيطان قدير.. وطوال الفيلم يحاول البطلان الخروج من مستشفى (الحياة) التي قست عليهما (لا مانع من مجاملة المؤلف وحسن الظن برموز أسمائه حتى لو لم يقصد ذلك أصلاً) حتى نهاية الفيلم المفاجأة (لا مانع من كتابة جملة غير صحيحة حتى لا نحرق الفيلم ونقول أنه لا توجد به مفاجآت والنهاية معروفة للجميع)
(3) المنتج سيف عريبي (وهو مؤلف الموسيقى التصويرية كذلك) أسند الإخراج للأستاذ (ياسر الياسري) ليكمل اجتهاده في (كيف تصنع فيلم ب 25 ألف جنيه) ، وبعيداً عن السخرية كانت محاولة ذكية وفيها بعد نظر لما تمر به صناعة السينما الآن ، وفي سيزون ملئ بالمخاطر مثل سيزون أجازة منتصف العام ، لوكيشن واحد ، وتصوير خارجي قد لا يتعدى الأيام الثلاثة حتى لتظن أن الفيلم كله تم تصويره في أسبوع.. ميزانية منخفضة التكاليف وممثلين موهوبين بحق لكن مغالطات غير منطقية بالمرة ومط وتطويل لا لزوم له.. البنت تحقن لتخديرها وأخذ أعضائها وتنام، ثم نفاجأ بها لازالت سليمة ومستيقظة ف المشهد التالي.. أحمد داوود يسعل دماً ويغيب عن الوعي ثم تفاجأ به عاد لمكان هروبه مرة أخرى سليماً معافى.. نصر يغرس مسماراً في وجه الوغد الشرير الحقير القاتل النذل المدمن تاجر الأعضاء والذي ربما فعل كل ذلك لأنه فاشل في حياته الشخصية وطلق زوجته التي لا تريد له أن يرى إبنه في تبرير ساذج لأفعاله ، ثم نجد الجرح مغطى ببلاستر طبي عادي جداً ربما لأن (البادجيت) لم تحتمل ذلك.. يظل السؤال يطاردك: “بوظتوا الطبخة ليه عشان شوية ملح”.. الملح هنا كان (السيناريو) الذي لا أتصور مشكلته في صلاح الجهيني وحده، وإنما – لابد – في تجويد ما حدث من المنتج أو من الممثلين الشباب أو حتى من ضيوف الشرف الذين لا تفهم لماذا ظهروا.. ما سبب ظهور محمد ممدوح في الفيلم في ثلاثة مشاهد ليس لها أي لزوم.. ما سبب وجود محمد لطفي إذا لم يكن سيؤثر في الأحداث بشكل أو بآخر.. ما سبب وجود ضيف الشرف من أساسه إلا لو كنت ستستفد منه فنياً أو تجارياً؟ ثم ستسأل نفسك بعدها كمنتج: هل استفدت؟.. في فيلم لم يكن ينقصه سوى الفنانة بدرية طلبة لتكمل التابوهات ، أو الفنان لطفي لبيب وبيومي فؤاد لكي يكتمل النحت لا تفكر في الإجابة على هذه الأسئلة
(4) النوايا الطيبة لا تصنع فيلماً جيداً، والمواهب التي لا تدار بشكل صحيح لا تنجح أي دعاية في تصديرها ، والضحك في الصالة على مشاهد أكشن وإثارة دليل عظيم على اقتراب ما تشاهده من أفلام الكارتون.. شكراً للاجتهاد.. مع تمنياتنا بالبحث عن ملح يصنع طبخة أفضل
