هبة خفاجى.. أن تسكن الأفئدة وتهزم سيرتك الموت ذاته (صور)

“يومئذ يصدُرُ الناس أشتاتًا ليُرَوا أعمالهم فمن يعمل مثقالَ ذرة خيرًا يره ومن يعملْ مثقالَ ذرة شرًّا يره”، تلك الآية الكريمة ربما تكون أنسب كلمات نرصد بها مشاهد الحزن والحب تجاه طبيبة فارقت عالمنا منذ ساعات، لتسكن ديار لا حزن فيه ولا وجع ولا تعرف النوح والألم.

هبة خفاجى، أستاذة الأورام بمستشفي 6 أكتوبر والقصر العيني، طبيبة وافتها المنية بالأمس ولاحقتها كلمات النعي والوداع والرثاء تباعًا، بل ورافقتها أحرف الود والحب في مرقدها الذي يأكل جسدها ويُرقي روحها.

بوفاة خفاجى برز ميراثها في الحياة، فأصبحت تتصدر في صدارة موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، الجميع يُنعي والكُل يخلد والكثيرين تنطق شفاههم وتسرد أطرافهم، آيات من حياة طبيبة الأورام الراحلة.

“ملهمة في موتك كما كنت في حياتك ياهبة.. ليتنا نعلم أن الباقي هو ما ينفع الناس، رحمة الله ياهبة وآنس وحشتك ورزقكك الفردوس الأعلى”، كلمات كانت في صدر نعي هبة خفاجى، لحقها شهادة عن جزء من سيرة هبة وفعلها، حيث قال أحدهم: “هبة كانت أكتر واحدة بتحل ازمات الدواء لأي حد من 2016 لحد امبارح و محدش يعرف كدا ولازم كله يعرف كدا دلوقي.. هبة اللي كانت بتروح للناس تساعدها من غير ما يطلبوا”.

وذكر أحد المغردين من أصدقاء هبة، أن الفقيدة هي من لفتت نظره  للتبرع لمستشفيات لا تحظى بتسليط الأضواء عليها مثل القصر العيني وأبو الريش والدمرداش، فيما قال صديق لها: “لمن لا يعرف هبة كانت من أكثر من ساعدوا الجريح والمصاب في يناير وكانت تجمع التبرعات وتوصلها للمستحقين للثقة الكبيرة فيها من كل الأطراف، انا بكلمكم عن بني أدمه غير عادية في إحساسها بالمجتمع وبالوطن”.

من كثرة الحديث عنها وتصدرها تريندات تويتر، نعي النجم المصري محمد أبو تريكة، الفقيدة الطبيبة هبة خفاجى قائلًا: “إنا لله وإنا إليه راجعون رحم الله الدكتورة هبة خفاجى وغفر لها وأدخلها فسيح جناته وألهم أهلها وأصدقائها ومرضاها الصبر والسلوان وجعل مجهودها في علاج مرضى الأورام ومساعدة المحتاجين في العمل الخيري التطوعي في ميزان حسناتها”.

وعن تفانيها في العمل، قالت صديقة هبة: “الناس كانت بتستنى الإجازات بتاعت العيد عشان تسافر وتشوف أهلها أو حتى تنام في البيت.. هبة كانت بتقعد ترتب ازاي العيد ده هتفرح فيه أطفال مرضى في مستشفى بتقعد ترتب وتحسب.. كل ده عشان تدخل السرور على قلبهم. كانت دايمًا ماشية في خير أو بتساعد”.

وذكرت مغردة آخر أن هبة دائمًا كانت تدعو الله:”اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا”، متابعةً: “فخدمت وسعت في راحة الناس وشفاءهم ومساعدتهم.. لم تبخل ابدًا بوقت أو بعلم أو بعلاج أو بفلوس حتى. كان تجسيد للطيبة في العالم ده والعطاء. أنا مصدومة جدًا ومش قادرة استوعب من الصبح. الله يرحمك يا هبة ويسعدك ويراضيكي”.

بينما قال الفنان الكبير نبيل الحلفاوي: “ملاك الرحمة والعطاء.. نبع الخير والنقاء. رحيلك الصادم أوجع القلوب وأدمع الأرواح. والله ما أنت إلا هذا كله فهنيئا لك يا طيبة بالجنة بإذن الله”.

وتابع المغردون في نعي هبة خافجى: “الله على كمية الحب اللى فى كلام الناس عنك، قسمًا بالله انا جسمى بيقشعر ولا اعرفك ولا عمرى اتشرفت بيكي بس من الواضح كده انك مكنتيش بنى آدمه زينا كنتي ملاك وسط الناس، ربنا يرحمك ويغفر لك ويصبر اهلك”.

وواصلت سيرة هبة في الذكر على تويتر، فقال مغرد: “ما عرفتهاش غير بعد موتها من السيرة الطيبة وعملها للخير ربنا يرحمها ويغفر لها ويتقبل حسناتها ويتجاوز عن سيئاتها ويجعل لنا عمل صالح ينفعنا ويحسن ختامنا”.

هبة خفاجى، أستاذة الأورام بمستشفى 6 أكتوبر والقصر العيني، تركت وصيةً لها قبل وفاتها، فطلبت من أصدقائها أن يقرأوا سور مريم، محذرةً إياهم وآيات العذاب وذكر جهنم، طلبت منهم أن يقدموا عصير بدلًا من الشاي والقهوة وبلا أي نكد.

وصية هبة