كأس آسيا 2019.. حين رفعت قطر علمها فى قلب الإمارات رغم الحصار (صور)
لا يخفى على أي شخص في الوطن العربي -وربما خارجه- الصراع الطاحن في المنطقة بين دول الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، واتهامات ومحاصرات قانونية، وقضايا سياسية ساخنة طالت الطرفان، فبين اتهامات بدعم الإرهاب، وأخرى بالتسليم للأوروبيين والأمريكان، تأتي كرة القدم لتزيح كل تلك الحسابات أمام 90 دقيقة داخل المستطيل الأخضر.
فانطلقت بطولة كأس آسيا لكرة القدم في نسختها السابعة عشر، والتي تستضيفها الإمارات للمرة الثانية في تاريخها، وكل المنتخبات محملة بعديد من الدوافع للفوز، فالرغبة في انتقال اللعبين إلى أندية كبرى، وزيادة القيمة السوقية والتسويقية، لم تكن عند كل اللاعبين بنفس المستوى، فالخلافات السياسية حملت مباريات مثل قطر والسعودية، وقطر والإمارات طابعًا سياسيًا لا يمس كرة القدم.
تلقي الخصومة بين الإمارات وقطر ظلالها على المواجهة في مباراة منتظرة الثلاثاء ضمن نصف نهائي كأس آسيا 2019.
وعلى شبكات التواصل، تكاد تغيب الروح الرياضية بين مشجعي الفريقين، في ظل تراشق حثيث بالهاشتاغات العدائية، في حين تحاول جهات رسمية الدفع باتجاه التخفيف من حماس الجمهور.
وتدور رحى الحرب الدبلوماسية الخليجية منذ يونيو 2017، حين قطعت الرياض وأبو ظبي والمنامة والقاهرة، علاقاتها مع الدوحة، واتخذت إجراءات اقتصادية ضد قطر تسميها الدوحة حصارا وخصومها مقاطعة.ولأجل الحظ الرياضى العثر واشتباك السياسة مع الرياضة، قابل منتخب قطر المحاصر غريمه الإماراتى فى ملعبه وأمام جماهيره فى موقعة نصف النهائى للكأس، مما دفع اشترى مجلس أبو ظبي الرياضي جميع تذاكر المباراة الثلاثاء الماضي ومنحها لجماهيره التي وقفت الأحد في طوابير للحصول عليها.
تراشق افتراضي
على مستوى الزعامات، تمنى أمير قطر تميم بن حمد لمنتخب بلاده مواصلة العطاء حتى نهاية البطولة.
تميم بن حمد
✔@TamimBinHamad
مبروك لمنتخبنا الوطني هذا الإنجاز الرائع وصعوده إلى دور نصف النهائي في بطولة #كأس_آسيا2019 .. متمنيا لأبطالنا مواصلة هذا العطاء والأداء المميز حتى نهاية البطولة.
هزاع بن زايد
✔@HazzaBinZayed
فرسان الأبيض يواصلون صنع الفارق ويحققون فوزاً جديداً رائعاً.. مبارك للمنتخب بفرسانه وإدارييه وكل الشكر للجمهور الإماراتي والعربي الذي كان حاضراً للدعم والمساندة… بهذه الروح الإيجابية والتنافسية العالية قادرون على الوصول إلى أبعد نقطة.
ودعت شرطة أبوظبي “الجمهور إلى التحلي بالأخلاق الرياضية والتشجيع بأسلوب حضاري داخل وخارج الملعب، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
ففي مباراة الإمارات وقطر، والتي انتهت بفوز المنتخب القطري بأربعة أهداف مقابل لاشيء، وهو ما دفع الجمهور الإماراتي لالقاء الزجاجات والأحذية على اللاعبين عقب احتفالهم بالأهداف، في تصرف رفضته وسائل الاعلام تارة، وبررته بالصراع السياسي تارة أخرى.
واليوم.. وبعد كل تلك القطيعة والصراع السياسي، يفرد القميص الرسمي لمنتخب قطر على الأراضي الاماراتية، في حفل تكريم المركزين الأول والثاني، في تقليد عرفته بطولات كرة القدم.
كما حمل لاعبو منتخب قطر علم بلادهم على الأراضي الإماراتية، الأمر الذي لم يكن ليحدث لولا بطولة آسيا لكرة القدم، كما يعانق قيادات الإتحاد الكروي الإماراتي، اللاعبين القطريين المكرم منهم كأفضل لاعب في البطولة، وهداف البطولة أيضًا، في مشهد انعدمت فيه أي خصومة سياسية.
ورفع أحد المتواجدين في مدرجات ملعب اللقاء علم سوارًا مكتوب عليه “قطر”، لتلتقطها الكاميرات لتؤكد على امكانية كرة القدم في كسر حواجز السياسة التي تصنعها.
