الثلاثاء 23 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صاحب الثعابين والعناكب.. كيف قضى شاب الغربية 10 سنوات داخل المنزل المهجور؟ (فيديو وصور)

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الخميس 07/فبراير/2019 - 11:12 م

“بيتٌ مهجور، مليء بالقمامة والثعابين وتنبعث منه روائح كريهة، لا يوجد به نور والعناكب تملئ أرجائه”، بداخل أحد حجراته قضى شابٌ 10 سنوات كاملة من المعاناة بين 4 جدران لا يخرج ولا يرى نور، فقط ينتظر كل يوم قدوم والدته لتقدم له الطعام، ثم تغلق عليه وترحل.

هكذا قضى محمد الغرباوي، أحد أبناء قرية سجين التابعة لمركز شرطة قطور في محافظة الغربية، فترة شبابه بعدما قررت والدته أن تحتجزه بعد وفاة والده، حينما كان في الـ17 من عمرها، ليخرج للنور ويتحرر من محبسه وهو في الـ27، بعدما والذي أنقذته السلطات إثر سماع الجيران لأنينه الذي  يخرج من داخل تلك البيت المجهور، لنتهي رحلة مأساة استمر عقد كامل في حياة الشاب.

 

“كنت خايفه عليه”، بتلك الكلمات بررت السيدة عزيزة القلمي، والدة الشباب في أول حديث لها، احتجازها لنجلها خلال تلك الفترة، حيث صرحت أن نجلها يعاني من الانطوائية ولا يرغب في التعامل مع المجتمع أو الأفراد وكان يفضل الوحدة، لذا قررت أن تحميه من المجتمع، وهو ما أكده عددًا من جيران الشاب لـ”القاهرة 24”.

جيران محمد يكشفون تفاصيل جديدة في واقعة شاب الغربية

منذ أن وطأت قدم محمد الشارع وهو  في طفولته، أخذ جانبًا من الجميع كبارًا وصغارًا وكان لا يتعامل مع أي أحد، وهو ما أكده جارهم أحمد زايد، “كان انطوائي بطريقة غريبة، وكان بيحب يعزل نفسه عن الناس لإنه شايف الوحدة أحسن من الناس”، وبخلاف ما هو متداول عن والدته التي أصبحت حديث الجميع بعد انتشار قصة محمد.

وينفي “زايد” التهم الموجهة للسيدة العجوز بممارسة أعمال السحر والشعوزة كما كُتب عنها، “الست بسيطة وكانت بتشتغل شحاته عشان تصرف على نفسها وابنها، اللي لما شافته انطوائي وبيكره الناس حافظت عليه”، ويرى أن محمد ووالدته كانوا ضحية لمجتمع لا يترك أحدًا يسير في حاله، “ست شافت ابنها بيتبهدل من الناس تريقة وشتيمة ومعايرة بالفقر.. فمكنش قدامها غير كده”.

شقيقتا محمد يرون كيف كانت تتعامل والدتهم معهما

وبصوتٍ خافت وجسدٍ نحيل يعلوه وجه حزين، بدأت “وردة” شقيقة الشاب محمد الغرباوي، في سرد تفاصيل قصة شقيقته ودوافع والدته في اتخاذ تلك القرار ومكابرتها في تنفيذه، موضحًة كيف عاش شقيها داخل غرفة مضلمة خلال الـ10 سنوات الأخيرة في حياته: “قولنالها كتير حرام عليكي.. بس هي خدت القرار وكانت بتقول إن أخوكم هيخف كده، لإنه كان انطوائي ومبيحبش يتعامل مع الناس”، حيث كان يرفض محمد أن يتحدث إليه أحد، بل وصل الأمر به  إلى إلقاء من يحاول الحديث معه بالحجارة.

لم تجد السيدة العجوز، التي حملت على عاتقا مهمة تربية أبنائها الثلاثة محمد وشقيقتيه، سوى أن تحتجز ابنها داخل تلك البيت المهجور وتذهب هي للتسول طوال اليوم، إلا أنها قست عليه في محبسه حسب تصريحات شقيقته، “سابته وهو ممعهوش غيار داخي أو ملابس تقيلة تحميه من برد الشتا”، وتجردت السيدة من مشاعر الأمومة ورفضت أن تستمع لأحد وأصرت على قرارها “كنًا نتحايل علي أمي تجيب لمبة أو أي حاجة تنور كانت تقول ملكوش دعوة”.

وتؤكد “وردة الغرباوي” أن شقيقها لم يكن يعاني من أي أمراض نفسية، “كان على دارية بكل اللي بيحصل حواليه، ولما كنت أزوره كان يقولي عيالك فين يا وردة نفسي أشوفهم”، فكل ما كان يعاني منه الشاب انه انطوائي، “كان انطوائب بس ومبيحبش يتعامل مع الناس”.

أما شقيقته الكبيرة نور الغرباوي، فبدأت والدموع تنزرف من عيناها في التأكيد على أن والدتها عادة ما كانت تأخذ قرارت خاطئة، وهي أيضًا كانت ضحية لها في بعض الفترات: “أمي وقفت حالي وسبتني صغيره لخالتي تربيني، وكانت بترفض أي عريس يجيلي “، إلا أنها تبرئ والدتها من استغلال شقيقها في التسول، “كانت بتشحت لان مكنشي في معاش ولا حتي مرتب ولاحد يصرف عليها وعلي محمد، بس ما استغلتش محمد في التسول”.

تابع مواقعنا