الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

شيخ الأزهر: التعددية طبيعة قررها القرآن.. ونحتاج إلى إدراك “التفاهم” للخروج من الأزمات الخانقة

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الأربعاء 13/فبراير/2019 - 09:39 م

نشرت جريدة صوت الأزهر، مقالًا جديدًا للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تحت عنوان “التعددية والتعارف والحوار”، وكيفية التعامل مع التعددية على أساس أنها طبيعة قررها القرآن، مطالبًا الجميع بالالتزام بمبدأ الحوار مع من نتفق أو نختلف معهم، للخروج من أزماته الخانقة.

وقال شيخ الأزهر في مقاله: “التعَدُّديَّة بينَ النَّاس واختلافُهم طبيعة قرَّرها القُرآن الكَريم، ورتَّب عليها قَانُونَ العَلاقَة الدَّوليَّة فى الإسلام، وهو التَّعَارُف الذى يَسْتَلزم بالضَّرورَة مبدأ الحوار مع من نتفق ومن نختلف معه، وهذا ما يَحتاجه عالَمُنا المُعاصِر -الآن- للخروج من أزماته الخانقة.

“الناس مختلفين في بصمات أصابعهم”

وأضاف “الطيب” أنه من الصعب على المسلم أن يتصوَّر صَبَّ النَّاس والأُمَم والشعوب فى دين واحد أو ثقافة واحدة، لأن مشيئة الله قضت أن يخلق الناس مختلفين حتى فى بصمات أصابعهم، في إشارة منه إلى أن القرآن قال: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين».

وتابع الدكتور أحمد الطيب، أن المؤمن بالقرآن لا يرتاب فى أنه ليس فى إمكان قوَّة ولا حضارة أن تُبدِّل مَشِيئة الله فى اختلاف النَّاس، وينظُر إلى النَّظَريَّات الَّتى تحلم بجمع الناس على دين واحد أو ثقافة مركزية واحدة نظرته إلى أحلام اليقظة أو العبث الذى يُداعِب أحلام الطفولة.

ولفت “الطيب” النظر إلى أمرين مهمين، موضحًا أنه لا يمكن تفاديهما فى أى تلاقٍ بين الشرق والغرب، وعلى أى مستوى جاد من مستويات هذا التلاقى، وهما: “الأول: الآية القرآنية التى يرددها المسلمون – رجالاً ونساءً وأطفالاً – صباح مساء، بل كثير من المثقفين والمفكرين الغربيين يحفظون فحواها عن ظهر قلب من كثرة ما ترددت على مسامعهم فى محافل الحوار ومنتدياته، هذه الآية هى قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».

تعريف التعارف المنصوص عليه في الآية

وأوضح أن المسلمون جميعاً لا يشذ منهم أحدٌ- يفهمون من الآية أن التعارف المنصوص عليه فى الآية الكريمة هو الهدف أو الغاية الإلهية العليا التى خلق الله الناس من أجله، مشيرًا إلى أن التعارف يعنى التعاون وتبادل المنافع، وليس الصراع ولا الإقصاء ولا التسلط، وإذا كان لقاء التعارف البشرى هو القانون الإلهى للعلاقات الدولية بين الناس أفلا يعنى هذا أنه أمر يمكن تحقيقه إذا ما خَلُصَت النَّوايا وصحَّتِ العزائم؟.

واستكمل شيخ الأزهر، أن مشايخ الأزهر فى أربعينيات القرن الماضى سبقوا الجميع فى التنبيه على هذا الحل الذى لا حل غيره، حيث نادى الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الأزهر فى عام 1946 بالزمالة العالمية بين الأمم كافة لاحتواء صراعات الأمم والشعوب، وذلك فى كلمته أمام مؤتمر عالمى للأديان الذى عقد بلندن سنة: 1936م.

وأشار “الطيب” إلى أن الشيخ محمد عرفة جاء بعده – بعشر سنين – والذي كتب فى مجلة الأزهر فى عامها العاشر سنة: 1946م مقالاً نادى فيه بضرورة التعاون بين الإسلام والغرب، وقد دفعه لكتابة هذا النداء ما انتهت إليه الحرب العالمية الثانية آنذاك من اختراع القنبلة الذرية والأسلحة الفتاكة، وقد حذَّر من فناء العالم كله، إذا استعمل المحاربون هذه المخترعات.

وأكد الإمام الأكبر، أن الشيخ انتهى من حديثه بأنه لا مفر من التقريب بين الشعوب ومن إزالة أسباب الخلاف والبغضاء، ومن أن تصبح الأرض كلها مدينة واحدة، وأن يكون سكانها جميعاً كأهل مدينة واحدة.

دور الأزهر في ترسيخ السلام والأمن العالم

واختتم الإمام مقاله، بقوله: “إن الأزهر الشريف يبذل جهوداً دولية لترسيخ السلام والأمن حول العالم، ويحرص على الانفتاح والحوار مع جميع المؤسسات الدينية العالمية، والتلاقى معها داخل مصر وخارجها، والدَّعوةِ إلى السَّلام بينَ قادةِ الأديانِ وجميع المُجتَمَعاتِ الإنسانية، والعمَلِ بهذه الدَّعوَةِ يَداً واحدةً من أجلِ نَبْذِ كُلِّ أسبابِ التَّعصُّبِ والكراهيةِ، وتَرسِيخِ ثَقافةِ المحبَّةِ والرحمةِ والسَّلام والحوار بين الناس”.

تابع مواقعنا