الخميس 28 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مؤشر الفتوى عن عيد الأم: داعش والسلفية الجهادية يحرمون ويكفِّرون.. والإخوان حسب الطلب

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الثلاثاء 19/مارس/2019 - 11:27 ص

كشف المؤشر العالمي للفتوى “GFI”، التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن أحكام الفتاوى الخاصة بالاحتفال بعيد الأم تراوحت بين “الكفر والتحريم والإباحة”، تلك الفتاوى التي تخرج كل عام تزامنًا مع الاحتفال بتلك المناسبة في الحادي والعشرين من مارس.

وأوضح مؤشر الفتوى، أنه ما إن تحل هذه المناسبة حتى تخرج علينا مجموعة من الفتاوى تحرِّم الاحتفال به، بل وتكفِّر المهنئين به والمتهادين فيه، محدثةً بدورها بلبلة في المجتمعات، مؤكدًا أن فتاوى التنظيمات الإرهابية والسلفية الجهادية احتلت المرتبة الأولى في “تحريم” و”تكفير” من يحتفل بتلك المناسبة.

وفي سعيه لتحليل هذه الظاهرة، رصد المؤشر العالمي للفتوى، عينة من تلك الفتاوى على مستوى العالم، تتضمن القطاعات الرسمية وغير الرسمية، بجانب التنظيمات الإرهابية، موضحًا أن الفتاوى الخاصة بعيد الأم مثَّلت 2% من جملة الفتاوى المنشورة عالميًّا.

كما لفت النظر، إلى أن فتاوى المؤسسات الرسمية جاءت بنسبة 30% من جملة هذه الفتاوى، في حين استحوذت الفتاوى غير الرسمية على 70% من النسبة الإجمالية، وذلك نظرًا للجدل الذي تثيره الدوائر غير الرسمية حول هذه المناسبة، وإعادة نشر فتاوى قديمة للقيادات المختلفة، وتعدد توجهات تلك الفتاوى ومصادرها الإعلامية أو عبر السوشيال ميديا.

وحول الأحكام الشرعية الواردة في فتاوى عيد الأم، أشار مؤشر الفتوىن إلى أنها تمحورت حول أربعة أحكام؛ الأول: تبناه السلفيون الجهاديون وهو “التحريم” وجاء بنسبة 40% من جملة الأحكام الواردة، وبرروا حكمهم بأن عيد الأم مما أحدثه الناس وهو من البدع المردودة.

والثاني: الحكم بـ الكُفر وتبناه المنتمون للتنظيمات الإرهابية مثل تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيَين وجاء بنسبة 30%، واعتبر مؤيدو ذلك الحكم أن الأعياد تقتصر في الإسلام على عيدي الفطر والأضحى، وهو مناسبة مستوردة من ديار الكفر. وفي المرتبة الثالثة جاء الحكم جائز ومباح بنسبة 20%، ونادت به المؤسسات ودور الإفتاء الرسمية، حيث اعتبرت تلك المناسبة من باب البر بالوالدين وإدخال الفرحة على الأمهات، كما أنه ليس من البدع المردودة وإنما هو من البدع الحسنة. أما الحكم (غير مستحب) فجاء في المرتبة الرابعة بنسبة 10%، واعتبر مؤيدوه من جماعة الإخوان أن عدم جوازه يأتي من باب سد الذرائع.

المؤشر العالمي للفتوى عن عيد الأم

غير أن المؤشر العالمي للفتوى، قد كشف ازدواجية معايير وأحكام جماعة الإخوان في فتاويهم حسب الحاجة، فقد أفتوا بعدم جواز الاحتفال بعيد الأم قبل وبعد وجودهم بالسلطة بمصر، لكنهم أثناء وجودهم في السلطة أفتوا بجواز الاحتفال به وحث الناس عليه، حتى وصل بهم الأمر بتوزيع البطاقات الملونة على المصلين داخل المساجد أثناء خطبة الجمعة، وقد حملت هذه البطاقات إرشادات ونصائح جاءت تحت عنوان “أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم”.

وحلَّل مؤشر الفتوى العالمي، مفردات وألفاظ الفتاوى الخاصة بالاحتفال بعيد الأم، حيث بيَّن أن خطاب السلفيين الجهاديين احتوى على مفردات “عيد كُفار، ويوم صليبي، ومشابهة المشركين، وتقليد أعمى)، مشيرًا إلى أنهم حرَّموا تسمية اليوم بـ(العيد)، مشددين على منع التهنئة والرد عليها، وحظروا الاحتفال والتهادي في هذا اليوم؛ لأنه يأتي من باب مشاركة اليهود والنصارى في مناسباتهم.

فيما تضمن خطاب التنظيمات الإرهابية مفردات موافقة لأفكارهم المتطرفة مثل “مناسبات ديار الكفر، ومناسبات كفرية، وثكلتكم أمهاتكم، وأفكار منافية لتعاليم الإسلام”.

وعلى النقيض جاءت ألفاظ فتاوى المؤسسات الدينية الرسمية معتدلة مثل “لا حرج، وأمر يرتبط بالعادات لا حرج فيه، والأمومة والأبوة معنى رفيع، بر بالوالدين”.

أما ألفاظ فتاوى جماعة الإخوان الإرهابية فقد احتوت على سياسة التنظيم المسمومة والتي تسير حسب الأهواء والمواقف، فكان مما اشتملت عليه ألفاظهم “لا حاجة لنا به، بدعة محدثة، ليس حرامًا، يوم الأم وليس عيد الأم”.

وفي النهاية أوصى مؤشر الفتوى العالمي، باعتبار مناسبة عيد الأم دلالة رمزية لتكريم الأمهات اللاتي أفنين عمرهن في تربية أبنائهن، والتذكير بدور الوالدين وحقوقهما التي جحدها كثير من الأبناء، كما نادى بضرورة إيجاد صيغة توافقية تجمع بين مقتضيات العصر ومناسباته الاجتماعية وبين نصوص الشرع، والتوعية المستمرة من جانب المؤسسات المعتدلة، كالأزهر والإفتاء، والأخذ بروح الدين في مثل تلك المناسبات التي تغرس قيمًا إسلامية في نفوس الناس.

تابع مواقعنا