“من الفسيخ شربات”.. كيف أنقذ عمرو دياب كلمات تركي آل الشيخ في مقدرش عالنسيان
نثق تمام الثقة أن الهضبة عمرو دياب من القلائل الذين يستطيعون تطبيق المثل الشعبي، “يعمل من الفسيخ شربات” بحذافيره، ولن نجد مثل أغنية “مقدرش عالنسيان”، التي طرحها منذ قليل عبر قناته الخاصة على يوتيوب على طريقة السينجل.
في الفترة الأخيرة ولسبب غير معلوم أصبح الشاعر الغنائي تركي آل الشيخ، جزء هام في قرارات الهضبة، فوجدنا النجم الذي كان قليل الإنتاج وشديد الدقة في اختياراته الفنية ويقوم بشراء الأغنيات ليقدمها في الحفلات فقط ويحجبها عن ألبوماته، فيقع في خلافات كثيرة مع بعض الشعراء ولعل أبرزها خلافه مع الشاعر بهاء الدين محمد، أصبح اليوم لا يكتفي بالألبوم فقط بل صار يطرح من حين إلى آخر “سينجل”.
ولكن تِلك الأغنيات المُنفردة التي يطرحها دائمًا ما تكون برعاية تُركي آل الشيخ الذي لا يكتفي بنصيب الأسد في ألبوماته، ودائمًا ما تكون من ألحان عمرو مصطفى، فما السر وراء هذا التعاون المُستمر دائمًا بين دياب وتركي، حتى ظن البعض أن هذه الأغنيات رسائل شخصية يبثها آل الشيخ لشخص ما، وليست رسائل يقصدها عمرو دياب، كما حدث في أغنية “برج الحوت” التي تشارك فيها هذا الثلاثي المُتعلق بـ”برج الحوت” عاطفيًا، فتصارعت عليها ثلاث نساء وقتها.
ما يُعيب الأغنية الجديدة “مقدرش عالنسيان”، أن عمرو دياب أراد صُناعة أغنية سريعة على طريقته المعهودة من كلمات تُركي آل الشيخ كتبها على طريقة الشعر العربي والجاهلي، حيث كانت تقول كلمات الأغنية الأصلية:
خذني على النسيان .. لو طال الزمن حاولت نسيانك .. ولكن ماقويت في غربة إحساسي .. ادور عن وطن من كثر ماني رحت .. بدروبك وجيت الشوق يسري بي .. وقلبي لك يحن وكم ليلةٍ .. من لهفة اشواقي سريت ساعدني كيف أنساك .. او اشكي لمن نستني الدنيا .. ولكن مانسيت !! يملا الحزن .. كل الشوارع والمدن وصورتك في بالي .. وقلبي ماحييت يا ساكن بروحي .. وقلبي لك سكن بين الحنين .. وبين جفواك .. أستويت خليتني .. مابين اظن .. وما أظن الين في حبك .. تعذبت .. وشقيت أنساك ؟؟؟ قل لي كيف .. وجروحي تئن ومع هاجس الذكرى .. بديت وما أنتهيت.
تِلك الكلمات الصعبة حاول عمرو مصطفى تلحينها فكان لابُد أن يتخذ الهضبة قرار بتغيير كبير في الكلمات فخرجت الكلمات بطريقة عشوائية:
مقدرش ع النسيان ولو طال الزمن.. دايما على بالي وعمري مانسيت. ياما قالي إحساسي هنرجع فيه أمل.. وبقلبي غنيتلك وفي دروبك مشيت. انا لسه عايش ليك وقلبي ليك بيحن.. وكام ليلة من لهفة أشواقي ناديت. إزاي حبيبي انساك ومن غيرك أحن.. عايش على الذكرى وعمري مانسيت. أرجعلي زي زمان مافيش وقت لزعل.. أيامنا وحشاني إرجع مستني ايه. قولي اعمل ايه تاني اكتر من اللي اتعمل.. بعدك على عيني ومش قادر ع النسيان.
من الواضح أن هُناك جُهد كبير بذله عمرو مصطفى وعمرو دياب للخروج بهذه الأغنية، ولكن لم تخرج بالشكل اللائق، ولنكن مُنصفين فلنقل أن أفضل ما في الأغنية أن عمرو دياب قام بغنائها، الأمر الثاني أستخدامه لـ”العود” و”القانون” الذي لم يستخدمهم منذ زمن بعيد.
