الخميس 28 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أقراص “الفوسفين”.. رحلة “الحبة” القاتلة من حفظ الغلال لاستخدامها كوسيلة للانتحار

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الأربعاء 08/مايو/2019 - 02:31 م

حالات انتحار كثيرة كان السبب فيها حبة حفظ الغلال، التي يُسهل الوصول إليها في القرى والمناطق الريفية، واتخاذها كوسيلة من الكثير من الشباب للانتحار رغم أن تداولها محظور، وهو ما ظهر في واقعة انتحار 3 فتيات بالبحيرة، واللاتي انتحرن بتناول أقراص حفظ الغلال السامة بسبب تعرضهن لضغوط نفسية حاد.

ما هي هذه الحباب وما مصدرها وهل مصرح تداولها؟، أسئلة كثيرة حول هذه الحبوب السامة التي تسبب في عشرات حالات الانتحار خاصة الفترة الأخيرة في القرى والنجوع، وهو ما تم مناقشته أمس في اجتماع بين وزير الزراعة الدكتور عز الدين أبو ستيت، ووزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد.

“الفوسفين”القاتل الصامت، سريع وفعال في التخلص من الحشرات ومن البشر، كل هذه صفات لحبوب حفظ الغلال السامة، فالعديد من الخبراء حذروا في تصريحات لـ “القاهرة 24” من هذه الحبوب خاصة مع اقتراب موسم تخزين البطاطس الصيفية تحت القش أو تخزين الغلة، أو حتي زيادة نشاط سوسة النخيل أو النيماتودا.

وكشف تقرير صادر عن مركز البحوث الزراعية، عن أن هذه الحبوب التي تحتوي على مادة الفوسفين يمكن الإطلاق عليه “القاتل الصامت” أو السم القاتل أو الغاز المميت، كلها تسميات تدل على عنوان واحد لأخطر ما يمكن أن يتعرض له الإنسان؛ ففوسفيد الألمينيوم “ALUMINIUM PHOSPHIDE”، أو الغاز الناتج عنها “الفوسفين”، سام ومميت وقاتل.

وقال الدكتور محمد علي، استاذ التغيرات المناخية في وزارة الزراعة، إنه تم رصد عدد وفيات كثيرة ناتجة عن تسمم البشر والحيوانات إثر تعرضهم له؛ كما سجلت خلال السنوات الماضية العديد من حالات التسمم والوفيات؛ بسبب استعمال “فوسفيد الألمينيوم” كمبيد للحشرات، للجهل في استخدامه أو كيفية تجنب أضراره والوقاية منه، فهو مثالي للقضاء على الحشرات، بجميع أنواعها ومراحل نموها، دون التأثير على حيوية النباتات أو بذورها، وهذا ما يؤدي إلى استخدامه في الأغراض الزراعية.

لكن الغريب وفقًا للدكتور محمد علي، هو أنه لا يوجد أي مضاد للتسمم أو ترياق لهذا الغاز، الأمر الذي يجعله أكثر خطورة من بقية المبيدات الحشرية، المصرح باستخدامها، حيث أنه يفترس ضحاياه بصمت.

رحلته إلى الحظر

وحسب علي، فإن حظر غاز “الفوسفين” كان في بداية التسعينات في أمريكا، وتصنيفه كغاز سام، وفقًا لإدارة الصحة والأمان الأميركية، المسؤولة عن الصحة في مجال العمل.

لماذا لُقب بالقاتل الصامت؟

يقول استاذ التغيرات المناخية في وزارة الزراعة، إنه على الرغم من أن مادة “الألومنيوم فوسفيد” قامت الدول العربية وعلى رأسها السعودية بمنعها وحظرها نهائيًا بعد زيادة نسبة وفيات الأطفال بسببها، كما أن هذه المادة موجودة ومسجلة وتدخل مصر بشكل رسمى ولا توجد أي محاذير لبيعها، إلا إنه بجانب المادة مكتوبًا أنها عالية السمية، كما أن هذه المادة موجودة في 18 منتجًا باسماء تجارية مختلفة إلا أن تركيبها واحد واستخدامها واحد في حفظ الغلال والحبوب.

لا بديل وموجودة في محلات المبيدات

وقال المهندس محمد الجوهري، أحد مزارعي محافظة القليوبية، إن هذه الحبوب تأتي من مصادر مجهولة للكثير لكن المعروف بالنسبة للبعض هو أن أحد الأشخاص هو المسئول عن توزيعها، موضحا أن هذه المادة موجودة في محلات المبيدات رغم أنها محظورة وممنوع تداولها.

وأضاف الجوهري، في تصريحات لـ “القاهرة 24″، إنه لا يوجد بديل لحفظ القمح والفول والذرة والفاوصليا بالنسبة للمزارعين.

واجتمع وزير الزراعة أمس مع وزيرة الصحة؛ لمناقشة الآثار الجانبية الناتجة عن استخدام حبوب حفظ الغلال مثل “القمح”، وهي مركبات “فوسفيد الألومنيوم – فوسفيد الماغنيسيوم” والتي تستخدم لحفظ القمح من الحشرات والسوس، وهي مركبات مسجلة للاستخدام في وزارة الزراعة ولها بطاقة استدلالية شديدة الخطورة ولا تستخدم إلا تحت شروط مقيدة للاستخدام.

حملة مشتركة لتوعية المزارعين

وفي هذا الصدد، أكد الوزيران تنظيم حملة توعوية مشتركة لتوعية المزارعين والمواطنين باستخدام تلك الحبوب، حفاظًا على الصحة العامة، لما لها من أضرار خطيرة على صحة الإنسان، وقد تسبب تسممًا ونزيفًا دمويًا بين المواطنين.

وأكد خالد مجاهد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن مركب فوسفيد الألومنيوم لا يستخدم في مبيدات الصحة العامة ويستخدم فقط من خلال  وزارة الزراعة، مشيرًا إلى أنه تبين وجود بعض المحال التجارية تقوم بالاتجار في العبوات الخاصة بالمبيدات الزراعية دون ترخيص أو رقابة؛ مما يعرض حياة المواطنين للخطر.

ومن جانبه، أشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عزالدين أبو ستيت، إلى اتخاذ عدة إجراءات من خلال لجنة المبيدات بوزارة الزراعة بهدف منع تداول هذه المبيدات من خلال العامة أو الاتجار بها من خلال الأفراد وعدم السماح بتداولها إلا من خلال جهات متخصصة.

تابع مواقعنا