دكتوراة شعبولا وفساد مالي.. سقطات رؤساء جامعات مصرية في العام الدراسي الحالي
شهد العام الدراسي الحالي 2018-2019، سقطات لأربع رؤساء جامعات، فتحت عليهم أبواب من الجدل والهجوم، والتي وصلت لطلبات إحاطة وتقارير فساد وسحب ثقة، وحاول كل منهم البحث عن طوق نجاة، ما بين إجتماعات عاجلة، وبيانات إعلامية وحملات تأييد.
مأزق الخشت
تعرض الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، لهجوم حاد بسبب القرارات التي أعلن عنها خلال حفل الفنان محمد حماقي، في إبريل الماضي، وشبهه البعض بالفيلم الشهير للفنان الراحل علاء ولي الدين “الناظر”، حيث أعلن الخشت إعفاء طلاب المدن الجامعية من الإقامة والتغذية في شهر رمضان، كما أعلن إضافة نسبة 5% من إجمالى درجات امتحان أي مادة واحدة فقط في حالة توقف عليها نجاح الطالب عند التخرج، بالإضافة إلى نقل حالة الطالب من الرسوب إلى مادتين في دور سبتمبر لدواعي التخرج وتحسين حالة الطالب، وهو ما فتح عليه النار علي مصراعيه.
وتنوع الهجوم علي رئيس جامعة القاهرة، بدءًا من طلب إحاطة من مجلس النواب، وإنتقادات لاذعة من وسائل التواصل الإجتماعي، وصولا لحملات عليه رافضين طريقة إعلان هذه القرارات التي وصفها البعض بالفردية، والتغزل للطلاب للمشاركة في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية، وأثار قرار إضافة درجات على المادة للطالب الراسب حفيظة العديد من الأكاديميين الذين أعتبروها نقطة سوداء في تاريخ التعليم المصري.
من جانبه خرج رئيس جامعة القاهرة من هذا المأزق، عن طريق جلسة عاجلة من مجلس الجامعة، والتي أكدت تأييد هذه القرارات بالإجماع، ووصف المجلس بإجماع الآراء هذه الانتقادات بالحملة الممنهجة للهجوم على رئيس الجامعة، واصفين إياها بـ”حملات مغرضة من كارهي النجاح”.
وقال مجلس جامعة القاهرة، إن الجامعة تعمل بشكل مؤسسي وفي إطار القوانين واللوائح، وهدفها الأساسي التيسير على الطلاب ومراعاة ظروفهم الاقتصادية والإجتماعية، موضحًا أن الجامعة لاحظت عجز عدد من الطلاب ببعض الكليات عن سداد المصروفات الدراسية المقررة قانونًا، ولذلك سعت إلى توفير موارد من التبرعات التي وعد بها بعض رجال الأعمال والمجتمع المدني، ومن صناديق التكافل الاجتماعي لسداد الرسوم عن الطلاب المتعثرين وغير القادرين.
وأضاف المجلس: “لدى الجامعة رصد كامل عن حالة الطلاب الاجتماعية، ولا تشمل تلك الحالات طلاب البرامج الخاصة أو الطلاب الوافدين، كما أن قرار إعفاء طلاب المدن الجامعية من مصروفات الإقامة والتغذية، يتعلق بشهر رمضان فقط ويأتي في إطار تخفيف الجامعة عن أبنائها الطلاب”.
وعن أزمة إضافة الـ5% للطالب الراسب، أعلن رئيس جامعة القاهرة، أن هذه النسبة لا تضاف إلى المجموع العام ككل وإنما تعادل 5 درجات فى حالة احتساب درجات المادة من مائة درجة، ودرجة واحدة في حالة احتساب درجات المادة من عشرين درجة، مؤكدًا حرص الجامعة على عدم تأخر تخرج الطالب عامًا كاملًا.
دكتوراه شعبولا
وأثار تكريم الفنان شعبان عبد الرحيم، بكلية الطب بجامعة بنها، إستياء المجتمع الاكاديمي، خاصة مع ما أثير عن منحه الدكتوراه الفخرية، مما دفع البعض للمطالبة بمحاسبة رئيس جامعة بنها، وعميد كلية الطب.
من جانبها، أعلنت جامعة بنها أن الفنان شعبان عبدالرحيم زار مستشفي بنها الجامعي لاجراء بعض الفحوصات الطبية داخل المستشفى، ولقائه برئيس الجامعة وعميد كلية الطب.
وأكدت الجامعة، أن أطباء المستشفى الجامعي قاموا بأداء واجبهم للفنان شعبان عبدالرحيم حيث تم اجراء مجموعة من الفحوصات الطبية العامة و المتخصصة.
وأشارت، إلى إدارة الجامعة إلى أنه عقب انتهاء جميع الفحوصات عرض الفنان شعبان عبدالرحيم إقامة حفل خيري في إستاد بنها الرياضي، على أن يخصص عائده بالكامل لصالح المستشفى الجامعي، وذلك بعد ما شاهد على الطبيعة حجم و أعداد المرضى المترددين على الاقسام العلاجية المختلفة.
سحب الثقة
فيما شهدت الجامعة الأمريكية في القاهرة، حالة من الشد والجذب، بعد سحب مجلس أعضاء هيئة التدريس الثقة من رئيسها الحالي، فرانسيس ريشياردوني، في الوقت الذي دعمه مجلس الأمناء وذلك بالتزامن مع احتفالات الجامعة بالذكرى المئوية لتأسيسها.
من جانبه، سحب مجلس أعضاء هيئة التدريس، الثقة من ريشياردوني، على خلفية استضافة الجامعة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في يناير الماضي، حيث تم إتخاذ قرار الاستضافة بشكل فردي وعدم التشاور مع ممثلي الفئات المختلفة بالجامعة، وتزامن ذلك مع انتقاد إدارة ريشياردوني، من سوء إدارة وغياب شفافية وتهميش متعمد للأساتذة.
علي الرغم من ذلك، جدد مجلس الأمناء وبالإجماع دعمه للرئيس، مثنيًا على قيادته وقراراته واصفًا إياها في بيان أنها أساسية لنجاح الجامعة في الحاضر والمستقبل، وتم إسدال الستار علي النزاع حول اداء رئيس الجامعة الامريكية.
اتهامات مالية
على صعيد آخر، كشف الجهاز المركزي للمحاسبات، عن الإدارة المركزية للرقابة المالية على محافظات شمال الصعيد، تجاوز الدكتور خالد حمزة، رئيس جامعة الفيوم السابق، والذي كان مرشحًا لتولي رئاسة الجامعة مجددًا، الحد الأقصى للأجور، بالقرار الصادر من رئيس الجمهورية رقم 63 لسنة 2014، بشأن العاملين بأجر لدى أجهزة الدولة، ولقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1265 لسنة 2014م، بالقواعد التفيذية لأحكام القرار بالقانون سالف الذكر.
وكشفت التقارير، حصوله علي مبالغ دون وجه حق من الموازنة العامة للدولة، وموازنة الحسابات، والصناديق الخاصة بالجامعة، فضلًا عن مبالغ أخرى رصدتها التقارير وفقًا لجداول المصروفات.
وأثارت هذه التقارير، حفيظة المجلس الأعلي للجامعات، وأضطر إلى إعادة فتح باب الترشح لرئاسة جامعة الفيوم، خاصة بعد طعن أحد المرشحين علي اللجنة المنعقدة وتم إيقافها، وقام المجلس بإعادة خطوات التقدم للترشح لرئاسة الجامعة في إبريل الماضي، وتم الانتهاء من خطوات الترشح، ورفع الاسماء الثلاثة الأقرب لتولي رئاسة الجامعة.
