الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ذكرى ميلاد رضوى عاشور.. المهم أن يكون الإنسان شريفًا

القاهرة 24
أخبار
الأحد 26/مايو/2019 - 02:29 م

على سلم جامعة القاهرة يقف شابا ماددًا سبابته “أنتِ جميلةٌ كوطنٍ مُحرَّر وأنا مُتعَبٌ كوطنٍ مُحتلّ”، في الوقت الذي تمر فيه عشرينية من العمر كانت ترى في نفسها الحياة وما فيها شاعرة الليل التي لم تأتي من قبل، يلتقي مريد البرغوثي برضوى ويجمع بينهما الحب الذي لم تكن تتخيل الفتاة ان يكون لفلسطيني أجنبي لا يمكن لوالدها المحامي المرموق ان يقبله به لوحيدته التي ما كانت الدنيا تسعها.

“ليس المهم أن يكون الإنسان ماركسيا أو بوذيا أو مسلما أو مسيحيا المهم أن يكون ماركسيا شريفا أو مسلما شريفا أو مسيحيا حقا” رضوى عاشور، فرج 2008.

رضوى عاشور ومريد البرغوثي
رضوى عاشور ومريد البرغوثي

الشرف الذي لطالما كتبت عنه رضوى عاشور، ظل أمامها في شكل مريد، الرجل نفسه الذي جعلها تتوقف عن الشعر وتراه فيه أهله، وتلجأ للكتابة لتخرج ما في نفس مريمة ما يجعلها لا وحشة في قبرها، لتكتب وتقول :” اكتب لاني احب الكتابة واحب الكتابة لان الحياة تستوقفني تدهشني تشغلني تستوعبني تربكني وتخفيني وانا مولعة بها”.

في السبعينيات أتم الحب “لا يمكن أن يكون الحب أعمى لأنه هو الذي يجعلنا نبصر” وحدثت الزيجة التي حاربها الجميع، ليس الأب والعائلة فحسب، ولكن الأوضاع العربية نفسها جعلت من التفرقة بين مريد ورضوى فداءً للجمع بين العدو والحبيب، فيهرج مريد من مصر وغيره من الفلسطينين لرفضهم معاهدة كامب ديفيد التي عقدها الرئيس الراحل أنور السادات مع إسرائيل بإشراف الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يبقى في الحياة أثقل من رضوى التي اضطرت للوحدة 17 عامًا بينما مريد في المنفى، ولو كان منفى عن قربها.

رضوى عاشور
رضوى عاشور

حب رضوى لم يكن بديلا عن نضالها السياسي الذي رأت فيه شرفًا، فلا مريد أو غيبته أكسبها هدوءًا، لتشارك في مظاهرات المعارضة ضد اتفاقية كامب ديفيد، نظرتها الاشتراكية التي غلبت عليها في كتاباتها كانت حقيقية في وجودها في مقدمة الصفوف خلال المظاهرات، آلمها على أبطال الحرب كان دافعا لرفض ما اعتبره النظام السلام، لتكون عضوا فاعلا فى لجنة الدفاع عن الثقافة القومية ،اللجنة الوطنية لمقاومة الصهيونية فى الجامعات المصرية ،ومجموعة 9 مارس لاستقلال الجامعات

الشرف في حياة رضوى، كان عن الموت مثلما كان عن الحب فتقول لمختارات الرؤية من الداخل“لأني أشعر بالخوف من الموت الذي يتربص وما أعنيه هنا ليس الموت في نهاية المطاف فحسب، ولكني أعني أيضًا الموت بأقنعته العديدة.. أعني الوأد.. أنا امرأة عربية ومواطنة من العالم الثالث وتراثي في الحالتين تراث الموؤودة، أعي هذه الحقيقة حتى العظم مني وأخافها إلى حد الكتابة عن نفسي وعن آخرين أشعر أنني مثلهم أو أنهم مثلي”.

رضوى ومريد وتميم
رضوى ومريد وتميم

حربها مع الورم في دماغها الذي حاربته بالضحكة بما كان يقوله مريد “عودي يضحكتها عودي” لكما طرات دمعة على خديها تسببت في فراق الابتسامة عن وجنتيها، حتى أتمت عددًا من العمليات الجراحية في الولايات المتحدة الأمريكية، ليبقى لها نطفتها الاولى “تميم” بجانب حبها الأبدي تميم، بينما الموت فقط من لا يبقى شريفا ليخطفها في عام 2014، ليتبعها بشهور قليلة زوجها مريد البرغوثي ليسطرا بوفاتهما نبؤوتها التي يقتبسها الجميع أنه “لا وحشة في قبر مريمة”.

تابع مواقعنا