“إفطار مياو”.. الإنسان والحيوان على مائدة واحدة في رمضان (صور وفيديو)

المكان وسط البلد

الزمان: قبل آذان المغرب

الحدث: إفطار مياو

مابين مبان عمرها يتخطى مئات السنين تمثل تحفًا معمارية للمارين عليها، عشرات الحيوانات من قطط وكلاب ضالة، وأناس قرروا أن يغيروا للأفضل، شهدت منطقة وسط البلد تنظيم إفطار “مياو” لإطعام حيوانات الشوارع في ضوء عملية الوعي الثقافي والمجتمعي بحقوق الحيوان التي غالبا ما تكون مهدرة بشكل أو بآخر ليأتي شهر رمضان كموعد للرحمة للإنسان والحيوان على السواء.

بالمرور على شارع شامبليون، يحمل عم أمجد، 60 عامًا، كيسًا كبيرًا مرسوم عليه وجه قطة، بينما يتجمع حوله عشرات الكلاب، يداعبهم ويداعبونه حتى يصدح بالآذان، يفرغ عم أمجد الطعام في أماكن متفرقة ويبدأ القطيع في التهامه في الوقت الذي لا يتوقف عم أمجد عن مداعبتهم واحدا تلو الآخر.

يقول عم أمجد: “الحيوانات دي حياتي، أنا مهما اتقالي واتشمت بسبب حبي للحيوانات، ناس بتقولي مش تأكل البني آدمين الأول وبعدين تأكل القطط والكلاب، كل دا مهمنيش اللي عايز يأكل البني أدمين ياكلهم وهما بياكلوا فعلا، لكن الحيوانات الجميلة دي لو أنا ولا غيري ماهتمش بيها مصيرها آيه غير الموت”.

أسماء  ذات 21 عامًا لم تترد كثيرا في أن تفعل شيئاً مخلتفا في مناسبة تحبها، فسمح لها أهلها بقضاء عيد ميلادها في “إفطار مياو”، وتقول أسماء: “فكرت كتير ممكن أقضي عيد ميلادي فين ـو مع مين، لحد ما لقيت “إفطار مياو”، وقتها قررت إني أقضى عيد ميلادي في الايفنت دا، مفيش حاجة بحبها قد القطط والكلاب من صغري فكان مناسبة سعيدة إني احتفل وسطهم”.

“أسماء”، التي قطعت مسافة كبيرة لتصل إلى وسط القاهرة، جعلت من أكل الحيوانات بديلا “للتورتة”، فطلبت من الأصدقاء مشاركتها في تلك البهجة فكان لها ذلك، وتؤكد أسماء لقد لمعت عيني من حب ما أفعل، ورأت ذلك الحب في أعين المشاركين.

الحدث الذى لقى رواجا من مشاركين ووسائل إعلامية وصحفية، لم يكن ليتم لولا “مياو تورز” مبادرة للشاب مصطفى عبد العاطي، الذي يرى أن الحيوانات في مصر لا تتلقى  الدعم والحماية الحقيقية الكافية، وهو الأمر الذي دفعه لإطلاق المبادرة، يحاول مصطفى بشكل متواصل نشر ثقافة التعامل مع الحيوانات، ومنع قتلها وتصديرها للخارج بالشكل الذي انتشر عبر وسائل إعلامية في الفترة الأخيرة.

يقول مصطفى: “الأمر بالنسبة لي هو دفاع عن حق مشروع لكائن لا يستطيع الدفاع عن نفسه في مواجهة تجبر الإنسان، هي بالأخير “روح” ووجب علينا المحافظة عليها، من موتها وتعذيبها، في الوقت نفسه تحمل الأديان عشرات القصص والأحاديث التي تحض على مراعاة حقوق الحيوان”.