الأربعاء 24 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بعد النفوق الجماعي.. أخطر تقرير طبي يكشف عن أسباب نفوق الأسماك في مصر (صور)

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الأحد 02/يونيو/2019 - 02:59 م

أزمة كبيرة تعاني منها البحيرات في مصر والمزارع السمكية في مختلف المحافظات، تسببت في نفوق الأسماك ، وتعرضهم لخسائر كبيرة دون معرفة الأسباب وراء هذا النفوق الكثيف.

“القاهرة 24″، حصل على تفاصيل خاصة حول أسباب النفوق، كشف عنها تقرير طبي للدكتور علاء الدين عبدالمعطى عيسى، أستاذ ورئيس مجلس قسم أمراض الأسماك ورعايتها، كلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، واستشارى الطب الوقائى بشركة قناة السويس للأستزراع البحري.

التقرير كشف عن أنه في يوم 28 مايو الجاري، توجه الدكتور علاء الدين،  في زيارة حقلية إلى بعض مزارع منطقة عزبة البرج وشطا دمياط بناء على اتصال تليفونى من بعض المربين هناك يستغيثون من حالات نفوق جماعي لأسماك الدنيس والقاروص والطوبارة فى بعض الأحواض.

وبعمل جولة تفقدية الى الأحواض المصابة ومتابعة سلوكيات الأسماك المصابة داخل الأحواض وخارجها وتتبع مصادر الصرف والرى وفحص نسب الأمونيا والأكسجين لعينات المياه المأخوذة من الأحواض المصابة والسماع لتاريخ الحالات من اصحاب المزرعة او المربين وبتشريح بعض الحالات من اسماك الدنيس والقاروص و الطوبارة.

كما كشف التقرير عن أن طرق التغذية المتبعة فى هذه المزارع، هي عبارة عن 60 % أو اكثر وربما اعتماد كلى على الغذاء الحى او المفروم من أسماك البساريا أو الشبار او الجمبرى الدلبى بدون أي معاملات و 40 %، أو أقل أعلاف بحرية من شركات أعلاف معروفة (بروتين 40 %ودهن 17 %).

وعن خواص المياه، كشف التقرير عن ارتفاع حاد في نسب الأمونيا الكلية، وانخفاض شديد فى نسب الأكسجين، وازدياد المادة العضوية “الروبة” بقاع الأحواض، وازدياد نسب النمو الخضرى ” الطحالب ” بالأحواض.

وكشف التقرير عن وجود عدد من التغيرات السلوكية، أولها تحرك الأسماك في أسراب فى اتجاه مصدر الري، وقفز الاسماك بصورة مفاجئة فوق مستوى المياه، ووجود أعراض عصبية أحيانا، وانخفاض الرغبة في الأكل.

وبالفحص الخارجي، كشف التقرير عن وجود دكانة شديدة في منطقة العضلة الظهرية لأسماك الدنيس فى معظم المزارع، وانخفاض أوزان الأسماك ” 280-300 ” جم فى عمرسنتين (معدلات تحويل منخفضة)، أنه في بعض المزارع بعزبة البرج لوحظ نحافة شديدة فى أسماك القاروص.

وفي مزارع أخرى بنفس المنطقة احتقان منطقة الخياشيم والبطن والزعانف، ومع وجود كثيرا من إصابات قمل السمك “caligus” على جسم الأسماك وفمها وتحت الزعنفة الصدرية، وفي مزارع أخرى بمنطقة شطا لوحظ تأكل الجلد بمنطقة الجبهة لأسماك الطوبارة وانخفاض معدلات التحويل ونفوق مفاجئ لاسماك القاروص.

وكشف التشريح الداخلي، عن وجود مادة بيضاء اللون مخاطية في معظم أمعاء الدنيس والقاروص، وضمور شديد فى الطحال واحتقانه، وتلون الكبد بأكثر من لون “بنى – باهت مصفر – محتقن”، واحتقانات وانزفة بالكلى، والتهاب شديد واحتقان بمخ الأسماك المصابة، ووجود رائحة غير طيبة احيانا بمجرد فتح بطن السمكة.

وبالعزل البكتيري، كشف البحث عن عدة نتائج، أولها أن أسماك دنيس وقاروص مزارع عزبة البرج تعاني من إصابات شديدة، وأخرى مزمنة بميكروب الفتوتوبكتريوم دامسلى Photobacteriosis تتميز تشريحيا بتلون لون الكبد وضمور الطحال نظرا لتدمير البكتيريا لجهاز المناعة و اصابات شديد بميكروب الإنتيروكوكس فيكالز Enterococcus fecalis ,والمرتبط بالأعراض العصبية والدكانة فى السماك المصابة.

بينما أسماك قاروص وطوبارة بمزارع شطا، تشهد إصابات شديدة وأخرى مزمنة بميكروب الفتوتوبكتريوم دامسلى Photobacteriosis تتميز تشريحيا بتلون لون الكبد وضمور الطحال نظرا لتدمير البكتيريا لجهاز المناعة وإصابة شديدة بميكروب الفلافوبكتريوم مارتيماس ” تنيسىباكيلوم ماريتمام”Tenacibaculum maritim” الذى يأكل الفم وجلد الرأس والخياشيم ويتسبب في حدوث نفوق عالي.

ورصد البحث والتحليل عن أن أسباب المشكلة، هي سوء حالة المياه الداخلة للمزارع محملة بحمل طحلبى و عضوى كبير وبعض انواع من البكتيرية السبحية، وانخفاض نسبة الأكسجين وارتفاع نسبة الأمونيا بصورة حادة مما اثر على مناعة الأسماك، والارتفاعات المفاجئة فى درجات الحرارة وانخفاضها بصورة حادة ثم ارتفاعها مرة اخرى مما يؤدى الى فشل جهازالمناعة الجلدي للأسماك وانتهاز بعض البكتيرية الفرصة لغزو الأسماك بالحوض مثل حالات الأصابة بميكروب الفلافو بكتريوم مريتماس.

وأكد البحث أن طرق تغذية خاطئة تماما حيث تغذى الأسماك على أسماك شبار وبساريا اما كاملة او مفرومة بدون أي معالجات؛ مما أدى إلى توطين ميكروب الفوتوبكتريوم -10 لتر بالأحواض، حيث إنه يعيش بصورة شبه دائمة فى الأسماك والقشريات البحرية فى المياه الطبيعية المفتوحة التي استطاعت بدورها غزو الأسماك من ثم الأجهاز عليها بعد تدمير الطحال والجهاز المناعى للسمكة.

وشملت أسباب المشكلة، وجود كثافات عددية كبيرة بالأحواض تصل إلى 50 ألف سمكة وزن 300جم بحوض مساحة فدان؛  مما أدى إلى زيادة الأمونيا والمواد العضوية بالأحواض وسرعة انتشار المرض البكتيرى بين الأسماك محدثا إصابات شديدة؛ ثم نفوق جماعي، هذا بالإضافة إلى استخدام الكثير من الأدوية الغير مسموح بها عالميا فى علاج الأسماك مثل بعض المضادات “الفلوميكوين و السيبروفلوكساسين و السلفاداميدين والأنروفلوكساسين”، ووجود أدوية؛  لتحسين خواص المياه مجهولة المصدر بلا اسم شركة منتجة ولا تاريخ انتاج ولا تركيبة كيميائية مكتوبة عليها استخدام غير مناسب لبعض المطهرات والكيماويات مثل كبريتات النحاس بجرعات كبيرة جدا ربما تصل الى جرعات سامة بسبب عدم اتباع بروتوكول علاج سليم  واستخدام بعض المبيدات الحشرية الفوسفورية الممنوعة  او الزراعية فى احواض الأسماك مما قدى يؤدى الى تسمم الأسماك او سحب الأكسجين من الأحواض فى الصيف.

 

وأكد البحث أنه من ضمن أسباب مشكلة النفوق، فتح بعض الأحواض المصابة على الأحواض السليمة مما يؤدى إلى انتشار العدوى بسرعة الى الأحواض السليمة، وعدم جمع الأسماك النافقة من الأحواض بصورة منتظمة او القائها بأعداد كبيرة على الجسور مما يؤدى الى تحللها ووصول الميكروب الى الأحواض مرة اخرى بصورة اشد ضراوة من خلال الطيور او الحيوانات الأخرى، وعدم اتباع منظومة أمان حيوى وعدم وجود رعاية بيطرية منتظمة لتلك المزارع لأتباع برنامج طبى وقائى للتقليل من حدوث الأمراض والنفوق.

ووضع الدكتور علاء برنامج للعلاج، أول خطوة فيه زيادة معدلات الصرف والرى ورفع عمود الماء بصورة او اخرى، وجمع كل الاسماك النافقة بسرعة من الأحواض المصابة و حرقها او دفنها فى حفرة بعيدا عن الأحواض وتغطى بالجير الحي، وإضافة مصدر للأكسجين الحيوى مثل ماء الأكسجين 40-50 % ” المستورد” الى مياه الأحواض المصابة بمعدلات 6.5 -10 لتر توزع تحت سطح الماء بواسطة جهاز رش او يدويا باستخدام جراكن تفتح وتوزع تحت سطح الماء بطول الحوض.

كما شملت خطوات العلاج، إضافة مادة محمضة للمياه لتقليل نسبة الأمونيا بالأحواض مثل سانولايف أيه أف أم Sanolife AFM بجرعات 0.5 مجم/ لتر لمدة ثلاثة ايام أو الأموكير  Amocare بجرعات حوالى 250 جم للفدان قد تصل الى 300 جم للفدان فى الأرتفاعات الحادة للأمونيا.

وأكدت الدراسة ضرورة إضافة مضاد حيوى “فلوفينيكول” بودرة تركيز 100 % بجرعات 30 مجم- كجم من وزن الأسماك (وزن حى) يوميا لمدة عشرة ايام فى العلف او فى الغذاء المفروم تخلط بالمولاس او يستحسن بواسطة ” جيلى خاص للخلط” ويلقى فى الأحواض فى مواعيد الوجبات ويمكن تذويب الكمية فى كم مناسب من الماء ثم توزيعها على الحوض كله اذا كانت الاسماك متوقفة عن الأكل تماما وهذا حل استثنائى لا يمكن الأعتماد عليه دائما وذلك للقضاء على ميكروب الفوتوبكتريوم و الفلافوبكتريوم”

هذا بالإضافة إلى إضافة مضاد حيوى اريثرومايسين فوسفات بودرة تركيز 100 % بجرعات 70-100 مجم على حسب شدة الأصابة او درجة النفوق/ كجم من وزن السمك “وزن حى” فى العلف او الغذاء المفروم لمدة 10أيام تخلط بنفس الطريقة السابقة.

وشددت على ضرورة تخليط الأسماك الكاملة أو المفرومة من البساريا والشبار والدلبى بمسحوق داى فورمات الصوديوم أو البوتاسيوم أو اى محمض عضوى بجرعات 1كجم/ طن علف “أسماك مفرومة” تخلط جيدا اثناء عملية الفرم أو تخلط جيدا بالأسماك قبل الأكل مباشرة وتلقى للأسماك بالأحواض لتقليل العد البكتيرى بتلك الأغذية المفرومة وتقليل فرص تحللها داخل الحوض، وتنشيط جهاز مناعة الاسماك وجهازها الهضمى وتقليل الأمونيا الناتجة اثناء عملية التغذية.

بينما احتوى برنامج الوقاية، كل ما سبق بدون اضافة أي مضاد حيوي، وإضافة نوع من أنواع البروبيوتك عالية التركيز التى يمكن إضافتها لمياه الحوض مباشرة حتى تعمل سريعا على التخلص من الأمونيا والمواد العضوية وتتخلص من الطحالب الخضراء و توفر الأكسجين المسحوب من خلال كل ما سبق ويمنع استخدام المطهرات او المضادات اثناء الوقت الذى تضاف فيه البروبيوتكس.

تابع مواقعنا