الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بالممر سنمر

القاهرة 24
السبت 15/يونيو/2019 - 07:18 م

ثلاث عشرة مرة صفق فيها جمهور سينما الزمالك حفلة الواحدة صباحا “كاملة العدد”, وهم يشاهدون بطولات ابطالهم رجال القوات المسلحة, يضربون اروع الامثلة فى محاكاة واقعية قدمها لنا فيلم ” الممر” .

غيرة وحماسة شديدان سيطرتا على وجدان وعقول من كانوا يشاهدون الفيلم , وفى القلب منهم شباب وفتيات لم يعاصرورا لا مرارة نكسة 67 ولا حلاوة نصر 73 , ويسمعون قدرا قليلا عن مرحلة بينهما سُميت ” بحرب الاستنزاف ” . ” لسه جاى من وسط العتمة ضي , يفرد جناح النور ويوهبلك حياة ” هكذا تقول اغنية الفليم , التى تعبر بما لايدع مجالاً للشك عن هدف الفيلم الحقيقى , ” الادارة وحدها قادرة على صنع المستحيل ” ولنا فى بطولات الجيش العبرة والمثل .

من وجهة نظرى كمشاهد فى المقام الاول , وصحفى ومهتم بالسينما والدراما بل ودرست قدراً منها , ولدى صداقات متعددة مع فنانين وكتاب ومبديعن , فأننى اشهد الله ان هذا العمل لم تنتجه السينما المصرية من قبل , بل سيظل محفورا فى وجدان وعقول المصريين لما احتواه من اهداف ورسائل نحن الان اشد الحاجة اليها , دعونى اذكر بعضا منها :

  • يركز الفليم على مرحلة حرب الاستنزاف التى ابت السينما المصرية على مدى العقود الماضية, ان تظهرها بصورتها الحقيقة , فلولا العمليات البطولية التى كان يقوم بها رجال القوات المسلحة وقتها لما كان نصر السادسي من اكتوبر ان يتحقق .
  • فى ” الممر ” القيادة متهمة بالتقصير وعدم تقدير الموقف , وهى مطالبة بإعادة الهيكلة , وهذا ما تم بالفعل دون خجل , فى الوقت نفسه , الجنود والضباط على الجبهة ورغم هزيمة يونيو 67 فى قلوبهم حمية وحماسة ترهب اى عدو , وتدفع اى قيادة كانت الى اعادة ترتيب اوراقها من جديد , ولعى مشهد الجندى الذى كان يطارد طائرات العد وسط الصحراء دون ساتر خير شاهد على مدى الغيرة والثأر من العدو , التى كان يتمتع بها الجندى المصرى وقتها وحتى الان .

  • واقعية الفيلم تبدو فى المعارك التى تمت بحرفية شديدة واتقنها ممثلوها, الذين وفرت لهام ادارة الشئون المعنوية بالجيش المصرى, كل الامكانات والمهارات , حتى ان العسكريين انفسهم ظنوا انهم امام معركة حقيقة وليس اداء تمثيلياً .

  • اقترب صناع الفليم من بعض المشكلات الاجتماعية تلك الفترة من تهميش للبدو واهالى النوبة وغيرهم , عرضوها بكل واقعية , ليثبت الفيلم مجددا , وطنية وشجاعة يتحلى بها هؤلاء المهمشون الذين اصبحوا الان فى مصر الحديثة وبالاخص ما بعد الثلاثين من يونيه , مشاركين فى صنع القرار ومؤثرين بالقدر الكبير .

  • جسد الفيلم المزاج العام للمصريين وقتها, رافضين للهزيمة مستنكرين الاحتلال الاسرائيلى لأى شبر من اراضى سيناء , متمسكين بالحرب كخيار وحيد , حتى وان اظهر البعض غضبهم ازاء هزيمة يونيو , لكن تظل كل معانى الوطنية فى وجدان وعقول المصريين مهما مرت عليهم ازمات وانتكاسات .

للفيلم رسائل عدة ومعاني كثيرة تتخلص فى الروح القتالية والارادة المصرية التى ان ظهرت , وقف لها العالم منبهراً , نعم حقق المصريون انتصارات عدة بعد هزيمة يونيو , وليس من العدل باى حال ان تُنسب فقط الى حرب اكتوبر 73 بل لعمليات حرب الاستنزاف نصيب الاسد للوصول الى انتصار شامل على كيان الاحتلال الأسرائيلى .

ولاشك اننا الان فى مرحلة شبيهة بما جرى بعد نكسة يونيو , حرب استنزاف مع قوى الارهاب والظلام وجماعات الاسلام السياسي المتطرفة , وتحديات اقتصادية واجتماعية عدة هى بمثابة تركة ثقيلة ورثتها القيادة الحالية من الانظمة السياسية السابقة , التى دأبت على البعد عن حل جوهر المشكلات , مرحلة تتطلب منها ان نعى جيداً اننا سنمر الى بر الامان , وها نحن نعيش الان مرحلة تثبت ان الامل قادم لا محالة , حتى وان كان المشوار طويلاً .

تابع مواقعنا