كيف خرجت رأس توت عنخ آمون من مصر.. وهل يُمكن استعادتها؟ (صور)

لم تكلل جهود وزارتي الآثار والخارجية، بالنجاح في إيقاف بيع رأس الملك توت عنخ آمون وقطع أثرية أخرى، في مزاد علني داخل صالة “كريستيز” في بريطانيا.

الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قال: “بالرغم من كافة الإجراءات التي اتخذت من الخارجية المصرية، واليونسكو إلا أن بريطانيا خذلتنا واستمرت في تنظيم المعرض”.

مصادر كشفت لـ”القاهرة 24″، عن طريقة خروج رأس توت عنخ آمون من مصر وصولًا إلى بريطانيا، وعن احتمالية إعادتها للقاهرة مرة أخرى.

وقالت المصادر، إن ملف القطع الأثرية التي تُعرض في مزاد “كريستيز” ببريطانيا، بات في يد وزارة الخارجية المصرية بشكل كامل، ملمحة إلى أن الوزارة تبحث عن وثائق حول خروج القطع الأثرية من مصر وحتى عرضها للبيع في أحد المزادات.

بريطانيا عن بيع رأس توت عنخ آمون: لدينا إجراءات قوية لحماية التراث الثقافي المصري

وتوقعت المصادر أن تكون تلك القطعة الأثرية قد خرجت من مصر قبل قانون عام 1983 الذى كان يتيح الاتجار فى الآثار واقتنائها ومهاداتها بأوراق رسمية، وكذلك كان متاحًا لاخراجها من مصر لدول أوروبا وامريكا، وأنه من الأرجح أن تعود تلك القطعة لمعبد الكرنك.

البرلمان يطالب وزارة الخارجية بمخاطبة اليونسكو لوقف بيع رأس توت عنخ آمون وإعادتها لمصر

وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، فإن دار “كريستيز” للمزادات دافعت عن نفسها بتوضيح التسلسل التاريخي للتمثال خارج مصر، مشيرة إلى أنها حصلت على هذه القطعة الأثرية، بالإضافة إلى تابوت فرعوني خشبي وتمثال لقطة مصرية قديمة، من تاجر الآثار الألماني هاينز هيرزر عام 1985، مشيرة إلى أنها كانت مملوكة في السابق لتاجر الآثار النمساوي جوزيف ميسينا، الذي حصل عليها من الأمير فيلهلم فون ثور أوند تاكسي بين عامي 1973 و1974، منوهة إلى أنه يعتقد أن الأمير فيلهلم حصل عليها في ستينيات القرن الماضي.

وقالت مصادر بالآثار ل”القاهرة 24″ أن الوزارة أيضًا لم تقف مكتوفة الأيدي لتشاهد بيع الأثار فى الخارج، لافتةً إلى أن الوزارة قامت بمخاطبة “اليونسكو” لوقف إجراءات بيع القطعة الأثرية، لحين مراجعة أوراقها وتواريخ خروجها.

وأضافت المصادر، أن هناك دول أوربية عقدت الخارجية ووزارة الآثار معها اتفاقات وبروتوكولات ثنائية ودولية لإعادة اآاثار المهربة للخارج، مشيرةً إلى أن هناك دول أخري لم توقع أي اتفاقات وبالتالي لن تعيد أي قطع لديها، لكن نسلك طرق دولية وقانونية أخرى.

أحمد موسى يدعو المصريين للتظاهر في لندن ضد بيع رأس توت عنخ آمون (فيديو)

يذكر أن رأس الملك توت عنخ آمون، منحوتة من حجر من نوعية كوارتزيت، وتعود تاريخها إلى أكثر من 3000 عام، في السوق منذ عام 1985، حسبما ذكرت دار “كريستيز” للمزادات موضحة أن تلك المرة الأولى التي تعرض فيها هذة القطعة.

تطورات الأزمة

ما حصلت عليه “القاهرة 24” ذهب إليه عالم الآثار المصرية الدكتور زاهي حواس، في حديث لوكالة رويترز وقناة cnn، بشأن بيع صالة “كريستيز” رأس الملك توت عنخ آمون بلندن.

وأكد “حواس”، في حديثه، أن هذه الرأس تمثل الإله آمون بوجه توت عنخ آمون، ولم تخرج من المقبرة لأن الـ 5398 قطعة التي اكتشفها عالم الآثار هوارد كارتر لم يعثر ضمنها على أثر واحد من الحجر وخاصة أن الرأس من حجر الكوارتزيت، مشيرا إلى أن هذه الرأس سرقت من معبد الكرنك بعد عام 1970.

عمرو أديب يدعو لوقفة احتجاجية لوقف بيع رأس تمثال الملك توت عنخ آمون (فيديو)

وأضاف: “إنني عضو في اللجنة العليا لاستعادة الآثار المسروقة وطلب وزير الاثار، من المستشار نبيل صادق النائب العام عمل إنابة قضائية وإرسال خطاب إلى اليونسكو بشأن ما يحدث”.

وأشار “حواس” إلى أن بيع رأس التمثال سيكون نقطة سوداء في تاريخ هذه الصالة لأنه ملك الملوك ولا يخص حضارة مصر فقط بل العالم أجمع.

وأوضح “حواس” أن مالك هذا التمثال والصالة لو سلموا التمثال لمصر سيعرض داخل معرض توت عنخ آمون بباريس ثم لندن ثم مصر بدلا من أن يشتريه شخص ثري ويعرض داخل حجرة مظلمة لا يراه العالم، وشدد حواس على أن التمثال لو عرض اليوم للبيع سيصبح يومًا أسود في تاريخ صالة “كريستيز”.

رد بريطاني

وأعلنت السفارة البريطانية في القاهرة، على وجود اتصالات وثيقة مع السفارة المصرية في لندن، فيما يتعلق بقضية المزاد المزمع بيع رأس توت عمخ آمون وبعض القطع الأثرية الأخرى به.

“رأس الملك”.. اجتماع عاجل في الآثار بسبب أزمة توت عنخ آمون في بريطانيا

وقالت السفارة البريطانية في القاهرة، في بيان لها: “تدرك المملكة المتحدة أهمية الحفاظ على التراث الثقافي المصري وحمايته. إن وزارة الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة في المملكة المتحدة (DCMS) على اتصال وثيق بالسفارة المصرية في لندن وكريستيز بشأن المزاد المقبل لرأس توت عنخ آمون والآثار المصرية الأخرى حول هذا الموضوع”.

وتابع البيان: “لدى المملكة المتحدة تشريعات وإجراءات قوية لحماية الممتلكات الثقافية، وكريستيز على اتصال مباشر مع السلطات المصرية بشأن المخاوف التي تم الإعراب عنها بشأن البيع”.

جهود رسمية

قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار،  أنه من المحتمل أن تتخذ اللجنة الدائمة للآثار المصرية، قرارات ضد البعثات الأثرية البريطانية التي تعمل بمصر، مؤكدًا أن لندن خالفت المعاهدات الدولية بعد موقفها السلبي تجاه بيع الآثار المصرية.

وأضاف أن اللجنة القومية للآثار المستردة عقدت اجتماع، عقب التأكد من عرض رأس توت عنخ آمون في بريطانيا، حيث تم إرسال خطاب إلى السلطة المركزية البريطانية، مضيفًا: “بالرغم من كافة الإجراءات التي اتخذت من الخارجية المصرية، واليونسكو إلا أن بريطانيا خذلتنا واستمرت في تنظيم المعرض”.

وأوضح أن المعرض البريطاني يستعد لبيع رأس توت عنخ آمون غدا، مردفا: “مصر ستستمر في ملاحقة المتورطين قضائيًا وأي جهة تشتري آثار مصرية”، موجها الشكر لإيطاليا وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة، بعد إعادتها قطع آثار مهربة بطرق غير مشروعة إلى مصر.