الخميس 28 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

خارج ملاعب بطولة إفريقيا.. طبيب ينقذ حياة مريض بعد عملية استمرت 15 ساعة: “جبت بطولة”

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الخميس 11/يوليو/2019 - 09:07 ص

صبيحة السبت، فيما كان المصريون يستعدون لمساندة منتخبهم في محنته ضد جنوب إفريقيا، كانت هناك أسرة مصرية تستعد لمحنة من نوع آخر.

ومع إشراق الشمس بدأت الأقدام تتسارع نحو ستاد القاهرة، خاصًة القادمين من الأقاليم والوجه القبلي، في الوقت نفسه كانت أقدام أخرى تزحف نحو معهد الكبد القومي في القاهرة.

بعد ساعات، حالة من الارتباك الشديد عمت الأجواء بالمستشفى، العمال يجهزون غرف العمليات لاستقبال عملية ليست بسيطة خاصًة أنها تتم في غرفتين لصيقتين بالتزامن مع بعضهما، والأطباء يستعدون والممرضين يجهزون الحالة.

حالة مزدوجة ما بين توتر وسعادة تسيطر على المتجهين صوب الاستاد في حالة اشتياق للفور ودخول دور الـ8، حتى يصلوا للنهائي ويحصلون على البطولة “عشان على أرضنا”، رافعين الأعلام ترفرف والزمامير تلحن والهتافات تتعالى، “التامنة يا مصر”.

المُسترزقون.. حكايات مهن نشأت على ضفاف مباريات بطولة أمم إفريقيا (صور وفيديو)

ووسط تلك الحالة، أسرة مريض ستيني تفترش المقاعد أمام غرف العمليات، ملتزمة بالصمت والدعاء بعدما ودعته في غرفة التجهيزات، حتى قطع تلك الأجواء صوت الطبيب، “يله يا جماعة هاتوا الحالة” ليرتفع صوت عويل البكاء.

عقارب الساعة كانت تشير إلى التاسعة صباحًا، مع غلق غرفة العمليات، الفريق المكون من 6 أطباء في كامل تركيزه في الغرفة الأولى، ملتفون حول المريض، وشرعوا في إجراء العملية.

وفي غرفة لصيقة، يرقد على سرير العمليات “مُتبرع”، والأطباء ملتفون من حوله أيضًا، “هيتبرع بفص كلية للمريض، ولازم العمليتين يكونوا بالتزامن في نفس الثواني، لإن دي جزء من إنسان مينفعش يعيش من غير دم، لازم يدخل الجسم التاني مباشرة”.

“كان نفسنا نكمل”.. محمد صلاح يعتذر لجماهير مصر بعد الهزيمة من جنوب إفريقيا (صورة)

مع مرور الساعات، ازداد عدد الجماهير الوافدين نحو الاستاد، فيما ارتفعت وتيرة القلق لدى أسرة المريض الستيني الذي يعاني من فشل في الكبد، والذي أبلغهم إحدى مراكز علاج الكبد الخاصة، أن الرجل ليس له علاج خاصًة أن أبناءه لا يصلحون للتبرع له (حسبما أثبتت التحاليل).

يقول الدكتور محمود طلعت المعالج للحالة، “في بعض المراكز الخاصة يشترطون أن يكون المتبرع من أبنائه، وإن لم يكن نجله فلا يمكن التبرع من شخص آخر، إلا أن المركز القومي، يجري مثل تلك العمليات في حالة وجود متبرع”.

مرت أكثر من 10 ساعات وأسرة المريض تنتظر خروج العجوز الستيني من غرفة العمليات، وحالة القلق والتوتر تتملك منهم، خاصًة بعد أن أبلغهم المركز الخاص أنه لا يمكن إجراء العملية، ومع ارتفاع تلك الحالة وداخل غرفتين العمليات تتم عملية خطيرة.

المدرجات ملئى لأخرها، وأصوات الجماهير تتعالى، “التامنة يا مصر”، في تلك الأثناء لم يكن متبقي على انطلاق المباراة سوى دقائق، وفي غرفة تغيير الملابس كان لاعبي المنتخب يستعدون، ومع خروجهم لأرض الملعب اشتعلت الجماهير بالتصفيق والهتافات باسم نجومه، وبالأخص “صلاح وتريزيجيه”.

بعد أن خيب آمالهم فى البطولة الإفريقية.. جماهير مصر تقذف محمد صلاح بزجاجات المياه (فيديو)

وفي تمام التاسعة، انطلقت صافرة البداية، فيما كان العجوز ما زال في غرفة العمليات، وأسرته تنتظر خروجه، مستندين على أريكة تبعد قليلًا عن غرفة العمليات، مناجين الله، “يا رب هات العواقب سليمة”.

وبدأت المباراة وكانت الجماهير غاضبة من أداء لاعبي المنتخب منذ بداية المباراة، وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي وكان أداء المنتخب ضعيف.

في تلك الأثناء كانت عقارب الساعة في المستسفى تخطت العاشرة، ومازال المريض في غرفة العمليات وأهله لا يعلمون عنه شيء، سوى أنهم في حالة قلق شديدة “عدى 14 ساعة وهو في العمليات”.

وشرع المنتخب في الشوط الثاني إلا أن الأداء لم يتحسن والجماهير تهتف في محاولة إنعاش اللاعبين وتحفيزهم، وبدأ اليأس يتكالب عليهم “خلاص المباراة خلصت والمنتخب مجاش النهاردة”.

وفجأة وبعد 15 ساعة، خرج الطبيب ليطمئن أسرة المريض، أنه أجرى العملية وتم تحويله للعناية المركزة، والمتبرع أيضًا، فإذ بهم يحمدون الله على سلامة مريضهم.

الحزن يسيطر على جماهير مصر بعد الخروج من “كان 2019”

انتابت المدرجات حالة من اليأس الشديد، في الدقيقة 85 من عمر المباراة، خاصًة بعد هدف لجنوب إفريقيا قتل أحلام المصريين في الحصول على البطولة.

يقول الطبيب، إنه فخور أنه حقق بطولة ونجح في رسم البسمة على وجوه أهل المريض، وأثلج صدورهم بعدما طمأنهم على حالة العجوز الستيني.

في الوقت ذاته، عمت حالة من الحزن على مساندي المنتخب، وجميع المصريين جراء انتهاء المباراة وخروج المنتخب من المنافسة، خاصةً بعد أدائهم الذي وصفه الجمهور بـ”المخزي”.

يضيف الطبيب: “صحيح فريق الزراعة بتاعنا ما جابش كاس ولا طلع في الإعلام بس أنقذ حياة إنسان عنده أسرة وأهل وجيران وأصدقاء بيحبوه وكلها كام يوم وبإذن الله يرجع يقعد معاهم وفي وسطهم”.

مجدي عبد الغني عن خروج مصر من كان 2019: الفريق لم يقاتل من أجل الحصول على البطولة

تابع مواقعنا