روح أيسلندا في يورو 2016.. هل تستمر مدغشقر في صناعة المجد في كان 2019؟
فريق تجاوز كل الأعراف تخطي كل التوقعات، نال احترام منافسيه قبل محبيه، منتخب مدغشقر الذي يسير على خطي واثقة نحو حلم بعيد في الكان.
ومتتبعا آثار منتخب إيسلندا بيورو 2016، فكلاهما شارك لمرة هي الأولي في البطولات القارية. مشاركة أحدثا فيها مفاجات ليست بقدر تاريخهما الذي بدأ صفحة جديدة مسطره بالمجد.
الروح أيسلندا والاسم مدغشقر:-
في السابق، استطاع منتخب أيسلندا خلال مشاركته التاريخية الأولى أن يصل إلى ربع نهائي يورو 2016، رغم كونه منتخب وليد في القارة العجوز، استطاع مقارعة كبار أوروبا، حيث تخطى المنتخب الإنجليزي العريق في دور الستة عشر، بعد صعوده كثاني للمجموعة السادسة التي ضمت حامل اللقب المنتخب البرتغالي، ومنتخبي النمسا والمجر، قبل أن يخسر من الديوك الفرنسية ب 5 أهداف لهدفين.
لمثل هذا الحلم راود مخيلة منتخب مدغشقر، الذي لم يكتفي بالصعود لكان 2019 بل أحرج منافسيه ليتصدر مجموعته التي ضمت منتخب النسور النيجيرية وغينيا وبوروندي. ثم أطاح بمنتخب الكونغو الديموقراطية صاحب الخبرات الكبيرة وحامل اللقب لنسختين سابقتين.
ويستعرض القاهرة 24 لحظات المجد التي صنعها منتخب ال”وهو” – أشهر أنواع الجاموس بالبلاد- حتي الآن ببلوغه دور الثمانية في انتظار مواجهته أمام المنتخب التونسي مساء الجمعة القادمة:-
مدغشقر المصنف الخامس والحلم:-
قد تقرر في فبراير 2018 أن منتخب مدعشقر سيخوض تصفيات الأمم الأفريقية كمصنف خامس بالقارة. مما يعني بدئه مشوار التصفيات من الأدوار التمهيدية. حينها أسند أحمد أحمد رئيس اتحاد الكرة الملجاشي سابقاً (رئيس الأتحاد الأفريقي الحالي) مهمة الإدارة الفنية للمنتخب لمدرب مغمور وهو الفرنسي نيكولا ديبوي، الذي يدرب بعض فرق الدرجتين الرابعة والثالثة بفرنسا.
بعد المرور من الأدوار التمهيدية والوصول إلي التصفيات النهائية لكأس الأمم الأفريقية. وقع منتخب ال”وهو” مع منتخبات متمرسة في اللعب الأفريقي، وهم منتخبات السنغال والسودان وغينيا الإستوائية. ليجذم الجميع أن صعود منتخب الجزيرة الواقعة شرق القارة السمراء أمر صعب المنال.
لكن تمكن المدرب الفرنسي نيكولا ديبوي من تحقيق المعجزة والوصول الي كان 2019. بحصده 10 نقاط بعد فوزين علي غينيا الاستوائية، وفوز وخسارة من السودان، وتعادل وهزيمة بهدفين فقط من السنغال، لتبدأ طريقا لم يكن يخيل لمرء أن تسير فيه “الماشية وهو”.
مشاهدة مباراة تونس ومدغشقر بث مباشر اليوم الخميس في ربع النهائي كأس الأمم الإفريقية
الضيف الثقيل:-
أعتقد عديد المحللين وخبراء اللعبة أن المنتخب الدغشقري سيكون ضيفا خفيف الظل في البطولة القارية. لكن هذا أمر لم يحدث، فقد أسقط الفريق ملجاشي كل التكهنات وتمكن من الصعود إلي الدور الثاني من البطولة. صعودا ليس كثالث أو حتي كثالث بل كأول المجموعة الرابعة.
وكانت قد ضمت المجموعة منتخب نيجيريا المصنف 25 عالميا، ومنتخبي غينيا وبوروندي. بينما جاء منتخب جزيرة المحيط الهندي التي تقع في أقصى جنوب شرق القارة السمراء في المركز 108، وذلك حسب التصنيف الدولي للفيفا لشهر يونيو الماضي.
وبدأ المنتخب الملجاشي أول مبارياته بالتعادل الإيجابي مع نظيره الغيني بهدفين لكل منهما، ثم تغلب علي منتخب بوروندي بهدف نظيف، قبل أن يسقط النسور النيجيرية في الجولة الأخيرة بقوز مستحق بهدفين نظيفين.
هل يتحقق الإعجاز:-
ظن الجميع مرة أخرى أن المشوار سينتهي هذه المرة بمواجهة منتخب الكونغو الديموقراطية، المصنف 49 عالميا والخامس قاريا، والذي لديه خبرات أفريقية طويلة الأمد، ولاعبين محترفين عدة في كبرى الدوريات الأوربية، خاصة أن آخر مواجهة بين الفريقين انتهت بفوز كاسح ب 6 اهداف مقابل هدف.
لكن أصر نيكولا ديبوي ولاعبيه أن يسطرون حدثا تاريخيا جديدا في الكان، بالفوز على المنتخب الكونغولي بركلات الجزاء الترجيحية، بعدما انتهى الوقت الأصلي والإضافي بنتيجة التعادل الإيجابي 2-2.
وإذا كان ما سردناه هي إنجازات عظيمة لمنتخب جزيرة المحيط الهندي، فإن تخطيه نسور قرطاج خلال المواجهة المقبلة في ريع النهائي مساء الجمعة القادمة، سيكون بمثابة إعجاز كروي بكل المقاييس.
