الخميس 28 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“أصلها بتفرق!”

القاهرة 24
الجمعة 02/أغسطس/2019 - 02:45 م

المواطن الأمريكى “ريكى تومسون” فى سنة 2010 كان عمره 44 سنة.. جسمه رياضي ومتقسم زى ما أغلب الرجالة بتحلم، وبطنه بلاطة زى ما أغلب الرياضيين بيقولوا.. أصيب بقصور فى الغدة الدرقية فإستخدموا معاه الكورتيزون لعلاجه.. بس هو وبسبب وصف خاطىء وعدم تركيز منه للأسف إستخدمه بكثافة.. النتيجة؟.. وزنه زاد بشكل مبالغ فيه.. طلع له كرش غبى ومناطق مختلفة فى جسمه إتضخمت وبقلظت بشكل منفر لأى حد يشوفه وكان عارفه قبل كده.. طيب فكك من كلام الناس عنه ونظراتهم ليه.. “ريكى” نفسه الموضوع أحبطه وبصته لنفسه فى المراية كانت بتكسر روحه المعنوية خصوصاً برضه إنه مابقاش يقدر يمارس رياضة السلة اللى بيحبها ولا يقوم بمهام وظيفته كـ عامل ديلفرى فى ماركت معروف فى مدينة )مانهاتن) فى نيويورك بسهولة!.. علاجه هياخد وقت طويل زى ما علاج الغدة الدرقية بياخد لأى حد.. كانت مسألة طرده من الشغل مسألة وقت مش أكتر وحصل فعلاً!.. قعد فى البيت.. إتمنع عن رياضته المفضلة + مشى من شغله + فقد جسمه المثالى اللى كان بيتعايق بيه.. مجموعة خبطات ورا بعض مش كتير يقدروا يستحملوها، والفكرة إن ده كله مش بإيده!.. حاول ياخد الموضوع ببساطة وراح إشتغل موظف خدمة عملاء بيرد على المكالمات فى شركة شحن بـ مرتب يقل 40 % عن مرتبه القديم!.. وظيفة سهلة نسبياً مش محتاجة أكتر من قعدة لساعات طويلة على كرسى ومكتب وتتناسب مع وضعه الحالى.. لكن يظل الشرخ النفسي اللى جوه “ريكى” موجود بسبب الحال اللى وصل له على كل المستويات.. كان راجع لـ بيته فى يوم وطلع عليه 3 حرامية مخمورين راكبين عربية رياضية مكشوفة.. حاولوا يسرقوه.. قاوم.. مقدرش عليهم.. عافر أكتر.. مقدروش يأخدوا معاه حق ولا باطل.. بدأت الخناقة تاخد سكة التلويش والتخبيط يمين وشمال.. لما صوتهم فى الخناقة بدأ يبقى عالى وحسوا إن الموضوع بقى مُلفت سابوه وجريوا بس من غيظهم منه وعشان يعلموا عليه ضربوه طلقتين رصاص فى بطنه وهما بيجروا.. دقايق طويلة من الألم وتذكر شريط حياته اللى عاشها كانوا بيمروا بسرعة قدام عين “ريكى” قبل ما يغرق فى الغيبوبة ويغيب عن الوعى.. إتنقل “ريكى” للمستشفى بين الحياة والموت.. أنقذوه بأعجوبة والدكتور اللى عمل له العملية قال إنه كان محظوظ لأن كمية الشحوم اللى حوالين البطن والخصر خلّت الرصاص مايخترقش بطنه لـ جوه أكتر!.. إتكتب له عُمر جديد بسبب الحاجة اللى كان فاكر إنها سبب تدمير حياته، ويمكن ده اللى بعد كده خلاّه يصمم يواظب على العلاج بتركيز وإهتمام أكبر لحد ما يرجع لـ “ريكى” بتاع زمان، وحصل فعلاً بعد مرور 3 سنين من العلاج!.

 

 

قبل رسالة الإنبوكس عايز أحكي عن موقف شخصي مهم حصل معايا فى نوفمبر 2014 يعنى من 5 سنين فاتوا!.. طول المدة خلّت الموقف يستخبى فى منطقة ما فى الذاكرة لكن قبل كتابة المقال وأثناء إختيار رسالة الإنبوكس من ضمن رسايلكم وبمجرد ما عينى وقعت على رسالة معينة منهم إكتشفت إن الموقف الشخصى بتاعى لسه بكل تفاصيله محفوظ رغم إن محدش بيبقى فاكر أكل إيه إمبارح!.. وإيه علاقتهم ببعض: الموقف ورسالة الإنبوكس؟.. لأ ليهم علاقة!.. فى الفترة دى كنت مواظب على عادة التمشية لمدة ساعة ونصف كل يوم.. مهما كانت المشاغل أو ظروف اليوم نفسه وفرهدة الشغل لازم يتم تدبير الساعة ونصف إياهم دول من تحت طقاطيق الأرض.. صبح ليل ضهر عصر شمس مطر مش مهم.. هيتمشوا هيتمشوا.. كنت بغطى مؤتمر معين فى حي الزمالك.. للأسف وكعادة أغلب مواعيدنا المضروبة كمصريين المؤتمر اللى كان ميعاده الساعة 7 بدأ 9 ونصف وكان طبيعى إنه برضه ينتهى متأخر الساعة 1 تقريباً!.. مع شوية البرد والمطر اللى كانوا مصاحبين الجو فى لحظتها غابت التاكسيات وكانت فرصة إنك تلاقى عربية تروحك لـ شقتك فى 6 أكتوبر أو أضعف الإيمان توديك حتى لـ ميدان لبنان عشان تركب من هناك؛ درب من دروب المستحيل!.. وليه لأ!.. قررت أمشي من الزمالك لـ ميدان لبنان خصوصاً إنى لو ماعملتش كده كانت قاعدة التمشية اليومية هتبقى إتضربت لليوم ده وأنا ماكنتش عايز ده يحصل!.. المشكلة بس إنى مش عارف دواخل وشوارع الزمالك وأطلع منها إزاى عشان آخد طريقى.. شارعين تلاتة غلط لحد ما لقيت شاب ديلفري واقف جنب الموتوسيكل بتاعه بره المطعم المشهور اللى بيشتغل فيه ومشغول بالموبايل!.. سألته عن الطريق اللى أخرم منه عشان أوصل لـ ميدان لبنان.. قال: (تطلع لآخر الشارع و تركب من هناك).. قالها بلهجة إعتيادية لواحد مر عليه الموقف ده كتير على إعتبار إن كباتن الديلفرى هما أدرى الناس بدروب وشوارع وتخريمات الشوارع.. كمل اللى بيعمله فى موبايله.. قلت له: (لأ اوصف لى لـ ميدان لبنان إزاى أنا هتمشاها مش هركب).. إنتباهه كله إتشد ليا وقال: (بس دى مسافة!).. بص للسما اللى كانت بدأت وتيرة المطر منها تزيد وكمل وهو بيبص لفوق: (ده جنان).. قلت: (ولا يهمك أنا متعود إتوكل على الله بس واوصف).. بعدم تصديق وبالعافية وصف.. شكرته وإتحركت.. بعد لحظات سمعت ورغم المطر اللى كان صوته بدأ يعلى وقبل ما أضغط على تشغيل الـ MP3 صديق كل لحظات الوحدة لحد دلوقتي؛ صوت خطوات بتقرب بسرعة من ورايا و حد بيبسبس!.. بصيت لقيت الشاب الديلفري بيوشوشنى: (لحظة إنت ما صدقت، وطلعت تجرى! إنت معاك فلوس؟).. ضحكت وقلت له: (أيوه يا عم والله).. طلّع من جيبه 5 جنيه و قال: (صلى على النبى بس وخد دول).. رجّعت إيده و قلت: (يا عم معايا فلوس و الله أنا متعود أتمشى كل يوم).. رد إيده بالفلوس تانى و قال: (ورحمة أبويا ما هم راجعين ريحنى و خليهم معاك و هاتهملى بكره هنا، آديك عرفت مكانى).. سكتت ومارضتش أكسفه وخدتها منه.. إحساسي بجدعنته وإن لسه فيه ناس ولاد بلد فيهم الخير خلاّنى حسيت بدفا من نوع خاص.. إحنا فينا من الطيبة اللى تخّلى واحد ما يعرفكش يحلفك برحمة أبوه هو مش إنت؛ إنك تطاوعه وتاخد منه فلوس إعتقاداً منه إنك هتتمشى لأنك مفلس ومكسوف!.. طيبة نادرة ماتلاقيهاش إلا فى مصر وناسها مهما جت عليهم الظروف!.. تانى يوم رجعت لنفس المكان وإديته 5 جنيه تانية بدل اللى إدهالى وإحتفظت ببتاعته معايا فى المحفظة القديمة لحد دلوقتى عشان كل ما أشوفها أفتكر الموقف وأفتكره.. “هاشم”!.

 

الإنبوكس:

– أنا “محمد هاشم”.. أو “هاشم” زى ما بيقولولى.. خريج كلية آداب قسم علم نفس بس طبعاً مفيش شغل لا بشهادتك ولا بغيرها وده اللى خلاّنى أقبل بشغلانة عامل ديلفري من 6 سنين.. قبولي بالشغلانة كان فى وقتها وضع مؤقت لحين وجود البديل المناسب.. بس المؤقت بقى هو الدائم بعد كده لأن الدنيا ماكانتش بالصورة الوردية اللى بنتخيلها.. مش هقول إنى ماحبتش الشغلانة  لأن يبقى نمرود اللى مايحبش أو تكون عنده مشاعر سلبية من مكان بياكل منه عيش بس اللى هو “عادى”.. آه مش طموحى ولا اللى كنت بحلم بيه بس المركب لازم تمشى.. هقعد فى البيت يعنى!.. “عادى”.. مش هنكر ولازم برضه أعترف إن من الشغلانة دى  وبسبب الجمعيات اللى عملتهالى والدتى واللى عملتها خطيبتى برضه قدرت أتجوز!.. فلوس البقشيش برضه كانت بتساعد معايا.. 6 سنين إتنقلت بين كذا مطعم بس فضلت الوظيفة ثابتة والمنطقة برضه ثابتة!.. حى الزمالك.. مراتي بقت حامل وسماعى لخبر حملها غير مجرى حياتى 180 درجة!.. إنبساط على قلق من اللى جاى على حب يتضاعف فى قلبي لمراتى.. حاجات كتير متداخلة مع بعض صعب تتوصف!.. مرت شهور الحمل بسرعة وجه الميعاد اللى حددته الدكتورة للولادة.. المفروض إنى كنت هاخد اليوم ده أجازة عشان أكون جنبها.. كنت شايل هم موضوع الأجازة ده بالذات لأنى كنت خلصت كل أجازاتي فى فترة الكشوفات واللف على الدكاترة معاها أثناء مرحلة الحمل بس كان عندى عشم فى “درش” زميلى إنه يبدل معايا الوردية.. “درش” وافق بس اللى وقف زى اللقمة فى الزور المدير!..  (“هاشم” أنا مش عايز إشتغالات مفيش تبديل ولا أجازة).. إشتغالات إيه بس دى مراتي بتولد! وهو أنا إشتغلت أو صيعت قبل كده عشان أعمل ده دلوقتي!.. كلمة من هنا على كلمة من هناك مارضيش.. مش كده وبس ده أنا كمان ورديتي كانت من 3 العصر للساعة 1 بالليل، و “درش” ورديته كانت من الساعة 1 ونصف بالليل لـ 11 الصبح!، وفيه شاب صغير لسه جديد معانا بيشتغل من 12 الضهر لحد ما أنا بآجى فى العصر لحد ما يتعود على المناطق؛ ومن حظى الزفت إن والدة “درش” تعبت وإتنقلت للعناية المركزة فماكنش فيه حد غيرى يشيل ورديته وورديتي!.. وإمتى؟.. فى نفس يوم ولادة مراتي اللى المفروض كانت هتولد الصبح بدرى!.. إترميت فى المحل فى اليوم اللى قبلها من الساعة 3 العصر، والمفروض إنى هفضل للساعة 11 الصبح تانى يوم!.. كل محاولاتى مع المدير إنى أكون مع مراتي الصبح فشلت وكان شايف إن أى حد فى العيلة ممكن وجوده يكفى ويغنى عنى!.. الحاجة الوحيدة اللى سمح لى بيها المدير هى ساعة واحدة بس من 2 الفجر لـ 3 الفجر عشان أروح أبص على “مى” وأرجع تانى!.. (“هاشم” قدامك ساعة تروح تشوف هتعمل إيه مع مراتك وترجع، مش هسمح بتأخير ولو 10 دقايق عن الساعه 3 الفجر!، ولو إتأخرت ماتجيش تانى وخليك جنبها على طول).. ولما كنت بحاول أقنعه ماكنش على لسانه غير كلمة واحدة.. (مش هتفرق مش هتفرق).. مش هتفرق!.. فهمت إن مفيش فايدة من الكلام مع المدير كعادة كل أماكن الشغل اللى بتلغي القلب من تعاملاتها.. كان الحل الوحيد إنى أوديها لـ بيت والدتها وحتى الخيار ده ماكنش هيكون له معنى لأن حماتي سيدة كبيرة فى السن ومش بتتحرك بس أهو يبقى حد جنب مراتي بدل ما تقعد ولحدها!.. “مى” كانت بتحاول تطمنى وشايفة الموضوع بسيط وسهل!.. (روح يا حبيبى وماتقلقش مش هيحصل حاجة حتى لو الأمور إتكعبلت لو حسيت بحاجة هنزل بسرعة آخد تاكسي للمستشفى وهى قريبة أساساً، مراتك راجل)..  وديتها ووصيت جارتهم اللى جنبهم إنها توديها الصبح عند الدكتورة رغم إنى ماكنتش واثق فيها بس أهو اللى حصل.. توتر وقلق طول الوردية التانية وتليفونات على الموبايل كل ربع ساعة بطمن عليها.. جاتلى لحظة خنقة وفكرت إنى أسيب كل حاجة وأمشي من القرف ده كله.. ملعون الظروف اللى تجبر الواحد على وضع غصب عنه يتمنع بسببه يحضر أهم لحظة فى حياته.. كانت الساعة 4 الفجر تقريباً، وكده كده حركة الديلفري بتبقى شِبه مفيش.. سيبت الموتوسيكل قدام المحل وقلت هلف شوية حوالين المربع السكني على رجلي.. ماحستش بنفسي ولا بتفاصيل الأماكن اللى ماشي فيها ولا ركزت.. كنت بتعمد أدخل حتت مش عارفها كإنى عايز أبعد عن مكان الشغل لمكان مجهول على قد ما أقدر.. رجليا هى اللى كانت سايقاني.. فى الإتجاه المقابل ليا  كان فيه واحدة كبيرة فى السن وجوزها لابسين ترنجات وبيجروا بسرعة متوسطة ناحيتى.. بيلعبوا رياضة!.. المشهد كان معتاد وشوفته كذا مرة قبل كده لشباب فى سني أو ناس كبيرة بس كانت أول مرة أشوف راجل وست كبار!.. تخيلت نفسى أنا و”مى” لما نكبر ممكن نعمل زيهم!.. لما إفتكرتها إبتسمت، ومسكت الموبايل بحركة إعتيادية عشان أتصل أطمن عليها بس إفتكرت إنها كانت هتنام فمارضتش أصحيها.. قبل ما الراجل والست يوصلولى بكام خطوة الراجل وقع على الأرض!.. وقع فجأة وراسه إتخبطت على الأسفلت بعنف.. ماحستش بنفسى غير وأنا بجرى عليه هو ومراته اللى وطت برعب عشان تشوف جوزها ماله.. مسك صدره والكلام اللى طالع منه ماكنش مسموع منه غير كلمة: (مش عارف أتنفس).. أنا مش دكتور ومش فاهم دى أزمة قلبية ولا إيه بس!.. شلل تام فى التفكير وقلة حيلة وبص يمين وشمال يمكن ألاقى حد جنبنا فى الشارع الفاضي.. صرخت: (يا ناس! إلحقونا يا ناس!).. صمت تام ومفيش غير صدى صوتى وصوت الست بيتردد وهى بتقول: (“منير” رد عليا.. يا “منير”).. غصب عنى دموعى نزلت وأنا مش عارف أعمل إيه!.. عينه بدأت تزوغ وظهر عرق على وشه.. بمعلوماتى وخبرتى الزيرو وبسبب فيديو كنت شوفته على يوتيوب قبل كده قلت هعمل للراجل تنفس صناعي!.. أنا معرفش ده مفيد ولا لأ وأول مرة أعمله كمان!.. كررت اللى شوفته فى الفيديو بالظبط وعملتله ده لثواني بسيطة، وبعدها ريحت راسه على الأسفلت.. فى اللحظة دى أخدت بالى من ملامح الشارع اللى أنا فيه وعرفته!.. جمعت أفكارى وتركيزى أكتر وإفتكرت إن فيه دكتور شاب فى مستشفى طوارىء ساكن فى نفس الشارع وأنا إتعرفت عليه قبل كده لأنى كتير كنت بوديله طلبات فى وقت متأخر!.. سيبتهم وجريت فى إتجاه بيته وخبطت على الباب والحمدلله إنه فعلاً كان صاحي وجه معايا وإتصل بالإسعاف اللى جت بعد لحظات من مستشفي فى نفس المنطقة وبفضل ربنا أولاً وأخيراً أنقذنا الراجل، وعاش!.. الدكتور قال لى: (لولاك يا “هاشم” بعد ربنا كان زمانه مات).. رجعت المطعم وأنا حاسس إنى كنت فى فيلم درامي ومش قادر أستوعب لسه اللى حصل!.. مرت الساعات بطيئة لحد الصبح وأنا لسه تحت تأثير الموقف.. بتصل بـ “مى” عشان أطمن عليها مابتردش!.. بتصل على الأرضى مشغول!.. إيه اللى حصل!.. معقول كل ده مش سامعة الموبايل!.. ومين اللى بيتكلم على الأرضى!.. هى ولا والدتها!.. ساعة وربع فى القلق ده مش عارف أفهم فيه إيه!.. كنت هموت حرفياً وعيطت زى العيال.. لقيت رقم غريب بيكلمنى ولما رديت لقيته “أحمد” أخو “مى” اللى مسافر الكويت!.. بعد السلامات السريعة سألنى: (إنت فين؟).. رديت بعصبية: (إنت فين إيه بس! فى الشغل يا “أحمد” هكون فين يعنى!).. لأ لحظة!.. ده رقم مصري!.. إنت اللى فين يا “أحمد”؟.. عرفت إن “أحمد” وصل مصر الساعة 4 الفجر وكان عاملها مفاجأة لوالدته ومقالش قبلها، وبعد ما وصل بشوية كانت “مى” تعبت فأخدها ونزل بيها جرى على المستشفى، ووالدتهم كانت معاهم على التليفون الأرضي خطوة بخطوة لحد ما ربنا كرمنا بـ “مريم”!.. يعنى ربنا بعت “أحمد” مخصوص عشان كده!.. لأ لحظة!.. وبعتنى أنا كمان مخصوص لـ أ.”منير” ده ومراته عشان كده!.. الموقفين كانوا بيحصلوا فى نفس الوقت فى مكانين مختلفين!.. يا الله.. إيه ده هو مدبرها كده إزاى!.. مش إزاى اللى هو إزاى عشان هو حاشالله ما يقدرش!.. بس قصدى إزاى بيرتبها بالجمال والدقة دى!، وإزاى إحنا بنفقد ثقتنا فيه ولو للحظة إنه مش بيعمل الصح لينا!.. قبل الضهر بشوية جه المدير وكانت روحى المعنوية فى السما.. وطبعاً هو مايعرفش أى حاجة حصلت بس أول ما شافني ولقاني بضحك وبهزر قال لى: (أهو يا عم “هاشم” سليم زى ما إنت لا نقصت إيد ولا رجل ولا إتاكل منك حتة، ومزاجك عال العال، مش قولتلك مش هتفرق).. رديت عليه بسرعة وأنا بسترجع أحداث الكام ساعة اللى فاتت وقلت: (مين قال يا ريس!، دى فرقت وفرقت أوى كمان).

 

 

الرد:

– أنا مش متأكد يا “هاشم” إن كنت إنت “هاشم” اللى أنا قابلته من 5 سنين ولا لأ.. بس فرصة إن يكون فيه إتنين إسمهم “هاشم” وبيشتغلوا ديلفري والإتنين فى حي الزمالك؛ صعبة!.. عموماً سواء كنت واحد أو إتنين أنا بحبكم إنتم الإتنين.. كلنا أسباب فى حياة بعض.. كل واحد فينا لما بييجى يبص لكل اللى بيحصل معاه أو مع غيره بعد فترة بيفهم والأيام وجايز الساعات والثواني كمان بيثبتوله إن فيه حكمة متدارية ماكنش شايفها فى وقتها.. إحنا بنشوف مشهد واحد بس اللى هو قدامنا؛ لكن ربنا اللى شايف الأمور كاملة من أولها لآخرها له بُعد تاني مختلف عن نظرتنا إحنا الضيقة.. دايمًا اللى بيحصل هو الكويس.. هو الأصح ليك حتى لو ماشوفتش ده فى لحظتها.. ليه كذا حصل، ومين بيدخل حياة مين، وبيظهر فيها إمتى، وإيه أسباب غيابه فجأة عنها، وليه بيتغيروا بعد ما كنا شايفينهم ملايكة؛ كل ده وأكتر متقاس بالتنتوفة!..  قال تعالى : ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ .. القصة خلصانة؛ مش هييجى “عسر” إلا معاه “يسر”.. معاه معاه مش بعده.. ربك ربطهم ببعض إرتباط إلزامى مريح بيخلى القلوب متطمنة مهما الواحد شاف من قرف وعك ومهما الدنيا كانت مكعبلة.. في الخفايا، والبلايا، والعطايا؛ دايماً لله ألطاف خفية.. الفكرة إنك فى كل الحالات تكون متأكد إنك فى إيد أمينة وبين ثنايا رحمة الرحمن الرحيم.. ده السبب الوحيد اللى بيه الأمور فرقت وبتفرق وهتفرق.

 

 

 

 

 

تابع مواقعنا