الثلاثاء 23 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وزير ورجل أعمال وإعلامية شهيرة.. اللجان الإلكترونية في مصر ليست دائمًا سياسية

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الأحد 04/أغسطس/2019 - 10:23 م

لم تعد منصات مواقع التواصل الاجتماعي مجرد ساحة للتعبير عن الآراء المختلفة ومشاركة الآخرين المعتقدات والأحداث والأفكار، بل أصبحت بين ليلة وضحاها ميادين فسيحة لمعارك جلل تُخاض بشكل شبه يومي في مختلف المجالات.

تلك المعارك يقودها جيش خفي اشتهر باسم “اللجان الإلكترونية” والتي باتت خط الدفاع الأول عن بعض الشخصيات أو الحكومات، وخط الهجوم الأول أيضًا على غيرهم، فأصبحت وسيلة ردع أو تكريم إلكترونية.

الأسبوع الماضي أعلنت شركة “فيس بوك” إغلاق عشرات الحسابات والمجموعات الوهمية في مصر والإمارات العربية، مبينةً تورط شركة “نيو ويفز” للتسويق الإلكتروني في تأسيس تلك الحسابات ضمن لجان إلكترونية لها، الأمر الذي فتح باب النقاش عن اللجان الإلكترونية في مصر ودورها.

في مصر تحديدًا باتت اللجان الإلكترونية ذات دورًا هامًا على الساحة، ليس على الصعيد السياسي فحسب، بل على كافة الأصعدة الرياضية والفنية والإعلامية وحتى على صعيد رجال الأعمال.

متهم بالتحرش يُدير لجان إلكترونية من الإمارات

الرئيس عبد الفتاح السيسي، أشار إلى الدور الذي تقوم به اللجان الإلكترونية في مصر ودورها البارز في مجريات العديد من الأحداث، ففي إبريل من عام 2016، قال الرئيس: “أنا ممكن بكتيبتين أدخل على النت واعملها دائرة مقفولة والإعلاميين ياخدوا أخبار وشغل منها”.

تصريحات الرئيس السيسي تزامنت مع إحصائية لشركة “سوشيال باكرز” المتخصصة في مراقبة أداء الشبكات الاجتماعية، والتي أكدت أن مصر تُعتبر من كبريات دول العالم التي تمتلك عددًا من الحسابات الوهمية، سواء كانت حسابات غير مفعلة أو مكررة أو حسابات تستخدم للقرصنة وزيادة عدد أرقام المعجبين.

وأشارت الإحصائية، إلى أن مصر تعد ثاني أكثر دول العالم نشاطًا لصفحاتها على موقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك”، حيث تنشر صفحات الموقع بمصر ما يقرب من 53 ألف و900 منشور شهريًا.

وزير في حكومة مدبولي

تصريحات الرئيس السيسي عن اللجان الإلكترونية، ربما لفتت انتباه وزير في حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، والذي آمن بالفكرة ورغب في تثبيت نفسه على المقعد الوزاري، فشكل لجان إلكترونية لدعمه ونشر إنجازاته.

في مطلع عام 2017 رأى الوزير أهمية تشكيل لجان إلكترونية خاصة به، فاستقدم مسئولًا إلكترونيًا في جريدة قومية كبيرة يُدعى “م” بهدف تكوين مجموعة لتسويق إنجازات الوزير على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب أحد المسئولين داخل اللجان الإلكترونية لهذا الوزير.

أحد المسئولين عن لجان الوزير الإلكترونية، روى لـ”القاهرة 24″ تفاصيل مشاركته في اللجان، إذ قال إن سالف الذكر “م” طلب منه معاونته في تشكيل فريق يقوم بإبراز دور الوزير ونجاحاته باستخدام اللجان الإكترونية.

وكشف المسئول، أن الوزير في ذلك الوقت كان يبحث بضراوة عن الترويج لإنجازاته خوفًا من أن يطاله التعديل الوزاري آنذاك، مبينًا أنه كان يتعاون مع عدد كبير من مسئولي الصفحات الكبيرة واللجان الإلكترونية لكنه لجأ إلى توسيع دائرة التعاون مع عدد أكبر لتعظيم دوره أمام المسئولين.

وأضاف، أن “م” أقنع الوزير أنه سيقوم هو وفريق بنشر 5 منشورات على الأقل يوميًا، تحصد حوالي 500 مشاركة و1000 إعجاب و1000 تعليق بمقابل 20 ألف جنيه شهريًا.

وأشار، إلى أن الوزير بعد ضمان بقاءه في منصبه، طالب من “م” تخفيض النفقات، إلا أنه رفض ذلك فلجأ الوزير إلى فريق آخر أقل تكلفة، على الرغم من امتلاك الوزير لعلاقات عامة داخل وزارته، من أدوارها إبراز إنجازات الوزارة والإشارت إلى المجهودات التي يقوم بها الوزير، فلماذا لجأ الوزير إلى لجان إلكترونية مدفوعة الأجر؟.

تفاصيل جديدة حول شركة إلكترونية داخل مصر أزالها “فيس بوك” 

رجل أعمال شهير

العدوى انتقلت إلى رجل أعمال شهير كان مسئولًا عن بعض الصحف والقنوات في وقت ما، استطاع تكوين فريق عمل كبير قاده أحد أبرز الأسماء في مجال التسويق الإلكتروني، من أجل تشكيل لجان إلكترونية تدعمه.

رجل الأعمال الشهير أستطاع توظيف الأخبار الكثيرة التي تُكتب عنه، ورئاسته لمجالس إدارة صحف وقنوات، في الترويج بشكل مباشر لأعماله ونجاحاته، معتمدًا على توجيه الرأي العام في العديد من القضايا.

لجان رجل الأعمال الإلكترونية، لم يكن دورها مجرد تلسيط الضوء على نجاحه في إدارة ملف الإعلام الذي وُكل إليه، بل تطور أداؤها لتقديم رجل الأعمال بصورة خيرية أمام الرأي العام، من خلال الحديث عن أعماله الخيرية التي يقوم بها في العديد من قرى مصر.

وبحسب مصدر قريب من لجان رجل الأعمال الإلكترونية، فإن أعضاء تلك اللجان كانت لهم رواتب شهرية كبيرة، واستطاعوا النشر عن رجل الأعمال من خلال آلاف الحسابات التي روجت لرجل الأعمال الشاب، ولكنها لم تكن شفيعة كافية لبقاءه في منصبه.

إعلامية معروفة

تعرضت إعلامية معروفة لهجوم شديد من مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، ولكن هذا الهجوم قابله دفاع شديد من مستخدمين آخرين.

الإعلامية التي لا طالما تُثير الجدل من خلال برنامجها الشهير، كانت حديث الساعة بعد تعرضها لأزمة ما جعلت الاتهامات بالكذب والتلفيق تنهال عليها.

لم يستمر الهجوم على الإعلامية الشهيرة طويلًا، فظهرت عشرات الحسابات التي تدافع عنها سواء بما يقول الله ورسوله عن المرض، أو باستعراض مواقف إيجابية للإعلامية، أو من خلال الإشارة إلى الجانب الاجتماعي في حياتها، حتى هدأت وطأة الحرب سريعًا.

نجوم الجيل

الصراع على لقب المطرب الأفضل يكاد ينحصر بين اسمين فقط، وعلى الرغم من أن لكل جيل نجمه، إلا أن الثنائي يتزاحمان على قمة الهرم الغنائي في مصر والوطن العربي.

الثنائي خلفهم جيشًا إلكترونيًا كبيرًا للغاية، لا تمر الأمور من أمامه مرور الكرام، ولا يصمت في المعارك والسهام التي توجه إلى نجمه المفضل.

الأول رغم تقدم سنه إلا أنه بات لا يؤمن بالطرق القديمة في مواجهة الانتقادات، بل أصبح يملك لجانًا إلكترونيةً تعمل على ترويج ألبوماته وأغانيه بل وتستهدف الترويج إلى بعض الأمور في حياته الشخصية.

اللجان الإلكترونية للنجم الخمسيني تتابع عن كثب المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي في محتواها الذي يُكتب عنه، ولا تسمح بنشر الكثير من الانتقادات أو الهجوم على نجمها، بل تقوم بعمل بلاغات بشكل منظم على تلك المنشورات أو شن حملات هجومية على أصحاب تلك المنشورات أو المؤسسات التي ترعاها.

“القاهرة 24” كان شاهدًا على مثل تلك الحملات، بمجرد نشر خبرين ينتقدا النجم الكبير أو يعرضان مواقف سلبية له، فوجئنا بوابل من السب والتكذيب ومحاولة توجيه الرأي العام بشكل مضاد، في عملية منظمة تقودها لجان إلكترونية محترفة.

النجم الآخر ربما لجانه الإلكترونية أقل شراسة من مثيلتها عن النجم الخمسيني، فمجهوداتها مُركزة على التعظيم من نجمها والترويج له بما حققه من إنجازات مع التأكيد على استحقاقه أفضل الألقاب العالمية دون منافسه.

الهجوم على منتقدي نجم هذا الجيل مثلما يلقبه مُحبيه، لا يُقابل بحملات منظمة شرسة لإغلاق الصفحات التي تهاجمه أو إزالة المحتويات التي تنتقده، بل في كثير من الأوقات تتخذ مما حققه نجمها خير وسيلة للدفاع عنه ورد الهجوم عليه.

شركة الحسابات الوهمية تحذف موقعها الإلكتروني 

عصر اللجان الإلكترونية

التشكيلات المنظمة في جيش وسائل التواصل الاجتماعي والتي حملت مصطلح “اللجان الإلكترونية” تتوسع في أعمالها داخل مصر يومًا بعد يوم، فلم يكن يتخيل أحد أن اللجان التي بدأت عملها عام 2009 لدعم جمال مبارك في حملته للترشح خلفًا لوالده على منصب رئيس الجمهورية، تطورت كثيرًا عن اللعبة السياسية وباتت متغلغلة في كل المجالات.

اللجان الإلكترونية التي تُشكل أحد أشكال التسويق الإلكتروني، باتت معلقة في أذهان المصريين بالشق السياسي فقط، فعقب ثورة 25 يناير ظهرت اللجان الإلكترونية من كل الأطياف السياسية بشكل قوي، ونجحت جميعها في توجيه الرأي العام في بعض القضايا وغض بصره عن قضايا أخرى بإختلاف مضمون تلك القضايا والمتهمين فيها.

بعض القضايا التي ربما لا تحظى على تركيز الغالبية، برز فيها دور اللجان الإلكترونية بشدة، فشركات شُن عليها هجومًا حادًا لصالح شركات أخرى، وشخصيات رُوج لها كثيرًا ثم توارت عن الأنظار، ونجوم لا يسمحون لأحد بانتقادهم وخلفهم سيوف مسلولة لمنتقديهم، والكثير من الشائعات، أثارت بلبلة في الرأي العام، لعل آخرها واقعة خطف واغتصاب طالبة الأزهر في أسيوط.

تابع مواقعنا