الإفتاء عن حكم تمثيل الصحابة في الأعمال التلفزيونية: “لا مانع إذا كان الهدف نبيلًا”
أجابت دار الإفتاء على إحدى الأسئلة التي وردت إليها، في حكم تمثيل الصحابة وأمهات المؤمنين في الأعمال التليفزيونية، حيث وضعت عدة شروط لظهورهم في الأفلام والمسلسلات رضوان الله عليهم.
ونشرت دار الإفتاء من خلال صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، السؤال بقولها: “ما حكم تمثيل الصحابة وأمهات المؤمنين في الأعمال التليفزيونية؟”.
وأجابت الإفتاء بقولها: “المختار للفتوى أنه إذا أُظهِرُوا بشكل يناسب مقامهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم خيرة الخلق بعد الأنبياء والمرسلين فلا مانع من تمثيلهم إذا كان الهدف من ذلك نبيلًا؛ كتقديم صورةٍ حسنةٍ للمشاهد، واستحضار المعاني التي عاشوها، وتعميق مفهوم القدوة الحسنة من خلالهم، مع الالتزام بالضوابط الآتية:
أولًا: الالتزام باعتقاد أهل السنة فيهم؛ من حبهم جميعًا بلا إفراط أو تفريط.
ثانيًا: التأكيد على حرمة جميع الصحابة؛ لشرف صحبتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتوقير والاحترام لشخصياتهم، وعدم إظهارهم في صورة ممتهنة، أو الطعن فيهم والاستخفاف بهم والتقليل من شأنهم.
ثالثًا: نقل سيرتهم الصحيحة كما هي، وعدم التلاعب فيها.
رابعًا: الاعتماد على الروايات الدقيقة وتجنب الروايات الموضوعة والمكذوبة.
خامسًا: تجنب إثارة الفتنة والفرقة بين الأمة الإسلامية.
ويُستَثْنَى من هذا الحكم: العشرة المبشرون بالجنة، وأمهات المؤمنين، وبنات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وآل البيت الكرام؛ فلا يجوز تمثيلهم، والله سبحانه وتعالى أعلم”.
وهاجم بعض مستخدمي موقع التواصل دار الإفتاء على فتواهم التي وصفوها بالباطلة، حيث علق أحد الأشخاص قائلًا:
“كلام باطل.. والصحيح أن تمثيل كافة الصحابة وأمهات المؤمنين حرام شرعا لأن الله خصهم بالتقدير والتمجيد وذكرهم بأحسن ما يكون في كتابه العزيز وكذلك وضح شرفهم ومنزلتهم رسولنا الكريم في سنته الشريفة والأعمال الدرامية تتنافى مع ما وهبهم الله إياه من خيرية وشرف الصحبة لخير الأنام صلى الله عليه وسلم وكلنا نعلم أن الممثلين ليسوا على قدر من العدالة والمروءة والأمانة التي تؤهلهم للقيام بتجسيد دور أعظم البشر فالتمثيل في حد ذاته إهانة لمقام الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
وبناء عليه فإنه يحرم تجسيد الصحابة في أدوار درامية ومسلسلات وغير ذلك من هذه الأعمال وكذلك أمهات المؤمنين والصحابيات والله أعلى وأعلى”.
وتسائل آخر، “وهل من سيمثلهم على نفس القدر من الأخلاق والتقوى والصلاح إنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اتقوا الله. يجب أن تغاروا عليهم، وعلى من يريد معرفة سير الصحابة رضوان الله عليهم فليقرأ سيرتهم فالكتب فى ذلك كثيرة”.
