الخميس 18 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أوراق من “أدلة الخيانة”!

القاهرة 24
الأربعاء 18/سبتمبر/2019 - 03:32 م

لم أتعجب مما ذكره المستشار محمد شيرين فهمي رئيس محكمة جنايات القاهرة ضمن حكم هيئة محكمته الموقرة التاريخي فى قضية تخابر قادة وكوادر جماعة الإخوان الإرهابية مع حماس، حينما قال: “إن أوراق حيثيات الحكم ربما تتجاوز 1500 ورقة”!

الرقم من حيث عدد صفحات الحيثيات يمثل حدثاً فريداً لقضية أري أنها واحدة من أهم “قضايا الخيانة” على مر تاريخ مصر الحديث وخاصة التخابر مع جهات أجنبية!

الحكم الذي قضى بمعاقبة 11 متهماً من قادة الجماعة المارقة بالسجن المؤبد و3 آخرين بالسجن المشدد 10 سنوات، وأثنين بالسجن 7 سنوات، وبراءة 6 آخرين أجاب على تساؤلات كثيرة وعميقة تدور في أذهان كل أبناء الوطن، خاصة وأن هذا الفصيل الفلسطيني على وجه التحديد، كان يمثل للمصريين عنصراً من عناصر المقاومة، ألهب الوجدان المصري بعمليات أحدثت دوياً على كافة الاصعدة، حتى أن المظاهرات كانت تنطلق في كل ربوع مصر تحيي المقاومة ومنددة بوحشية الاحتلال .

لكن الحقيقة تكشفت للرأي العام المصري عقب وصول جماعة الاخوان الارهابية للحكم في يونيو عام 2012 ، عندما تحول مقر الحكم من “الاتحادية” إلى ” المقطم” ، وفي سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ مصر، قامت وفود من حركة حماس بزيارات رسمية معلنة لمكتب الارشاد وإجراء مباحثات مع المرشد بديع، مؤكدة أنه – هو ومكتبه- الحاكم الآمر والناهي !

كل ذلك كان في إطار خطة ممنهجة ومعدة مسبقاً وسيناريو، شارك في تنفيذه أجهزة مخابرات وأنظمة غربية لدعم وصول الاخوان إلى سدة الحكم في بوابة الشرق مصر، وتثبت هذا الكيان الزائف بكل وسائل الدعم الممكنة ، حتى أن مرشد الجماعة الإرهابية حينما تحدث في أحد البرامج التليفزيونية عقب نجاح مخطط الجماعة قال : ” إن منصب المرشد هو أعلى وأهم من منصب رئيس الجمهورية” ، وهنا اتضحت الرؤية بعض الشيء، وأدرك المصريون أن الشخص الموجود في الاتحادية هو مجرد “مندوب” عديم الحيلة والتصرف والفكر، ومهمته تنحصر في التوقيع فقط!

أوراق العمالة تتسع لألآف المجلدات، وكذلك “أدلة الخيانة”، فهي ليست محور قضية واحدة، ولكنه عدة قضايا متشابكة في تلاقى غريب وفريد من نوعه في المصالح، وأرى أن أبلغ طرح في هذا الصدد هي التساؤلات التي وجهها المستشار محمد شيرين فهمي للمتهمين بقوله : “ماذا يمكن أن نسمى من يُعين المعتدين ويتفق معهم على العبث بوطنه ويساعدهم على النيل منه والعدوان على ثوابته ومكتسباته، وكأن الأمر لا يمس سيادة بلاده ولا يمثل عدواناً على مجتمعه؟.. ماذا يمكن أن نسمى من يتفق مع العملاء ويساعدهم على التسلل إلى البلاد عبر الحدود والإعتداء على المواطنين وحراس الوطن ومنشآته مرحباً، وكأن الوطن ليس وطنه ولا الناس ناسه ولا المجتمع مجتمعه؟.. ماذا يمكن أن نسمى من يحاولون أن يوظفوا وسائل التواصل الاجتماعى لتشويه صورة وطنهم والمسؤولين فيه دون مبرر؟.. ماذا نسمى فعل المارقين على الوطن وقياداتهم من إرهابيين وخونة لوطنهم وهم يشوهون صورته فى وسائل الإعلام الخارجى فى محاولة لزعزعة أمنه وخلق فجوة بين الشعب وقياداته من خلال ترديدهم المزاعم والأكاذيب والقصص الوهمية التى لا نعرفها إلا منهم؟..أليست كلها خيانات للوطن».

وليس هناك زيف أكبر من إدعاء قادة الاخوان في أكبر عملية “إرتزاق سياسي” بأنهم ثوار وأن الاخوان هم من يحركون ويحرسون فكرة الثورة! .. وللعلم أن فكرة “الثورة” عموماً ليست من أدبيات الاخوان، بل أن فكرة الثورة مستعبدة من عقيدتهم.

القضية الفسطينية هي أحد أهم القضايا التي إستغلها الاخوان المارقون في مخططهم للارتزاق السياسي، ووقف مرتزقتهم يهتفون ” على القدس ..رايحين بالملايين” ..وهم في الحقيقة يلهبون صدورهم المصريين كما فعل مرشدهم الأول حسن البنا حينما أطلق ” لجنة الدفاع عن فلسطين” لجمع التبرعات للحرب ، بينما يتخذها هو ستاراً لفتح علاقات مباشرة مع المخابرات البريطانية !

“أدلة الخيانة” ثابتة في أبعد وأعمق بكثير من قضية “التخابر مع حماس” .. أوراق سيكشفها التاريخ تباعاً!

تابع مواقعنا