ظل 23 ساعة يعانى.. تفاصيل قصة تلميذ السلام الذي سقط في بالوعة صرف صحي وقتله الإهمال (صور)
طفل فقير مولود في المر، لكن كان حلو ضحوك الفم، عائدًا من الدرس يغني، ممسكًا بكراسته في يديه، يأمل في أن يصبح طبيبًا ذات يوم، وظلام دامس يسيطر على عينيه، يمشي الطفل “كمال أسامة ” أملًا في راحة بعد يوم كامل انقطعت فيه انفاسه من الدروس الخصوصية التي أصبحت مقدمة على الذهاب للمدرسة في نواحي المصر المختلفة، ليفاجيء بسقوطه داخل بلاعة صرف صحي.
صرخات الطفل التي كانت بمثابة أنين ضعيف، لم تظهر حتى للمارين على نفس البالوعة في الشارع الجديد بمدينة السلام، يرتجف بينما يجرفه تيار مياه المجاري ليظل ممسكًا بكراسته وقلمه، 23 ساعة كاملة تتقاذفه القازورات بينما الصراخ أصبح في داخله هو نفسه بعد انجرافه لكيلو كامل داخل خط الصرف الصحي.
23 ساعة كاملة كانت كفيلة في نهايتها أن تكون نهاية للطفل الذي كان في عمر الزهور، ليفشل رجال الحماية المدنية في الوصول إليه قبل انقطاع نفسه، بينما نجحوا في انتشال جثته.
لم يكمل الطفل الذي تعالت الصرخات من أهالي المنطقة حزنًا عليه إحدى عشر عامًا، يساعد في مصروفات أهله فيعمل في الإجازة الصيفية لتحمل أعباء المعيشة مع والده، ضمن أسرة فقيرة ساهم الفقر في قتلها قبل الإهمال في الاهتمام بصيانة أغنية بالوعات الصرف الصحي في شارع يعاني من الأساس من انقطاع الكهرباء وعدم وجود أعمدة نور.
استمعت نيابة السلام، لوالد الطفل كمال أسامة، ضحية السقوط فى بالوعة صرف صحى بمدينة السلام، واتهم والد الطفل شركة مياه الشرب والصرف الصحى، ورئيس حى السلام بالإهمال، والتسبب فى وفاة نجله.
عاد التلاميذ اليوم للدراسة بينما لم يحضر كمال للفصل، وأدواته المدرسية التي اشتراها في نفس يوم وقوعه في بالوعة الصرف الصحي، ذاب هي الآخرى أو جرفها التيار لجانب آخر من الحياة.