الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رياضيون أبطال حرب| الأندية المصرية تنافست على التضحية.. ولاعبو الزمالك الأكثر مشاركة

القاهرة 24
رياضة
الأحد 06/أكتوبر/2019 - 09:30 م

دائما ما ترتبط الرياضة بحال الشعوب، تزدهر أذا فرحوا، تحاول أن تسعدهم عند الأحزان. وتشاركهم حين تهيم عليهم المصائب والأقدار، وقد شاركت الرياضة وكرة القدم الشعب المصري في محنه، حين تم وقف النشاط الرياضي والغاء الدوري العام في 10 مناسبات خمس منها متتالية بسبب العدوان الاسرائيلي عام 1967، الذي انتهي بنصر أكتوبر المجيد 1973، هذا النصر الذي كان للرياضة المصرية دور أساسي وفاعل في تحقيقه.

  – صوت الكورة أعلى من المدفع:- 

ففي قواميس الحروب توجد قاعدة ثابتة واضحة للعيان “الحرب خدعة”. هذه الخدعة تتجدد وتختلف من حرب لأخري.

وحرب أكتوبر إكتظت بالخدع الخفية والمعلنة، سواء توقيت ساعة الصفر، أو طرق اقتحام خط برليف، أو إقامة المحافل الفنية وسط معسكرات الجنود، وسط هذا كله كانت للرياضة خير نصيب منها.

فقد كانت الجنود تتقاذف الكرات علي الجبهة رفقة قادتهم من الضباط، بجدية يصحبها هزل.

فيصف اللواء أركان حرب محمد فريد حجاج، لاعب كرة اليد السابق، في أحدي حواراته الصحفية، تلك الأجواء قائلا: “كنا ننظم المباريات والدورات الرياضية علي الدوام، في معظم الألعاب علي الجبهة، تضم مجندين وضباط الكتائب.

أخذت في ظاهرها الجدية والشراسة، لتوحي لمعسكرات العدو بالإطمئنان والسكينة، وأن الحرب بعيدة عنا، وأننا لسنا أهل لها”.

كذلك يشير مجند يدعي “شوري حمدون”، أنه كان يلعب الكرة علي الجبهة مع زمالئه، رفقة الضابط

محمود الجوهري، المدير الفني الأسبق للمنتخب، وقائد سرية 120 إشارة.

– إنها المكيدة :-

من جهة أخري كان قد قرر اتحاد كرة القدم عودة الدوري الممتاز في موسم جديد 1973-1974، بعد إيقاف

دام 4 مواسم متتالية. منذ بداية الحرب عام 1967، ليوحي أن الدولة المصرية ترضخ إلي حد ما للوضع

الحالي.

تزامن ذلك فرد مساحات واسعة وكبري من الصحف والمجلات لصفحات الرياضة، وذكر تفاصيل عميقة عن المباريات.

فأصبح نتاج المرحلة تغزل كبير من الجميع، في نجم الزمالك الجديد – حينها- حسن شحاته. الذي لعب أول مباراة في تاريخه مع ناديه الجديد يوم الخامس من أكتوبر 1973. إرتبطت كذلك عناوينها برغبة نادي المصري البورسعيدي في استقدام مدرب إنجليزي للفريق دون الاستقرار علي اسمه حتي اللحظة.

الخدعة الرياضية استمرت حتي إعلان ساعة الصفر والعبور المنشود، حين تم الإعلان عن مباراة تضم أحد أهم الأندية الجماهيرية في مصر، غزل المحلة يواجه الطيران، في تمام الساعة الثانية والنص ظهرا، علي ملعب الترسانة بميت عقبة، بالتأكيد لم يكن موعد المباراة محض صدفة بل للإيحاء أن كل شئ علي ما يرام، لأشغال العدو عن أن الحياة في القاهرة اعتيادية.

بدأت المباراة، وبعد مرور ما يقرب من نصف ساعة هتفت جماهير المحلة المتعصبة بطبعها، باسم فريق الطيران، وسط دهشة من لاعبي الفريقين وبقية الحضور، دون سبب واضح فالمباراة تعادل سلبي، وكفتي المباراة متوازنة، ولم يعلو أداء فريق علي آخر.

ليبطل العجب حين علم السبب، في نهاية الشوط الأول، بأن القوات المصرية بدأت في العبور منذ الساعة الثانية، لتهلل الجماهير ببدايات النصر، شاكرة بهاتفاتها فريق الطيران، لدور الطيران الحربي في تحقيق ضربات جوية صارمة علي معسكرات العدو.

مرت دقائق الشوط الثاني سريعة، متواترة دون أي جديد من الفريقين. لينتهي الحديث عن المباراة عدا ذكر جريدة المساء نتيجة المباراة. بعدها قرر اتحاد الكرة إلغاء مسابقة الدوري هذا الموسم للمرة الخامسة تواليا.

ذلك هو المشهد الاخير في بطولة الدوري، الذي سرعان ما انتهي لتتفرغ الأندية للمشاركة في معرك الوطن.

– الأندية تضحي بنجومها:-

قد تبارت الأندية للزج بنجومها في خضم الصراع. فشاركت أندية الزمالك والأهلي والأولمبي والمصري والاتحاد والإسماعيلي وغيرهم من األندية، التي رأت أن الرياضة تستطيع أن تشارك الشعوب في آلامهم وآمالهم.

فشارك من نادي الزمالك، صبري سراج العب كرة السلة، ونائب رئيس النادي السابق، الذي استبدل كرات السلة بقذائف مدوية نحو طائرات العدو، في قوات الدفاع الجوي التابع للجيش الثالث الميداني، تصويبات ترنحت بها المقاتلات اإلسرائلية، قبل أن توجه له قذيفة أفقدته ذراعه. وتوجه قذائف لزميليه في سلة النادي،

الشهيدين مبارك عبد المتجلي والمهندس سمير عبدهللا، لتغتالهم الأيادي الوقحة, وهما يقومان بتركيب الممر المائي للقوات المسلحة؛ لعبور قناة السويس في مقدمة الصفوف الوطنية التي شاركت في الحرب.

انضم ايضا من فريق السلة عادل شرف الذي لقب بالعب القرن لكرة السلة في مصر، وحصل علي أحسن العب في أفريقيا ونوط الرياضة من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في الستينيات. بعدما حصل علي جائزة أفضل العب مصري وعربي في الموسمين 1961و 1965.فقد بدأ مشواره منذ عام 1957 لينتهي باستدعاءه للحرب عام 1972،ليتحول إلي عالم التدريب.

لم يتواني الثعلب حمادة إمام في أن يمارس مكره مع الجيش المصري، بعد ممارسته علي الملعب، خاصة بعدما عصفت الأحداث بمستقبله الالمع بالغاء الدوري منذ عام 1967،بعدما حصل علي أحسن العب في مصر للموسمين 1963-1964 والموسم 1965-1964.

فقد شارك نجم الزمالك السابق، ونائب رئيس اتحاد الكرة المصري السابق. في الحرب ضابطا للمخابرات، بعدما تخرج من الكلية الحربية، ليتقاعد عن اللعب والجيش عام 1974، بعدما وصل لرتبة عقيد، ليتجه إلي التعليق.

أما أصغر مدرب حراس مرمي للمنتخب في التاريخ، الكابتن فكري صالح -ذو ال 23 ربيعا -، الذي درب إكرامي وثابت الوحش. شارك في انتصارات أكتوبر كضابط صاعقة. ضمن فرق العمليات الخاصة. وكانت أخر مبارياته مع الزمالك الأول من أكتوبر 1973، يرفض الزمالك اللعب لصالحه في الموسم التالي، ليبدأ مجال التدريب مع المقاولون.

كذلك اللواء محمد عبدالعزيز قبيل، العب الأبيض في الستينيات، وعضو الاتحاد المصري لكرة القدم عام 2000، كان أحد أبطال الانتصار المجيد، حيث كان قائد الفرقة الرابعة المدرعة أثناء الحرب.

 

تابع مواقعنا