سماح العوضي تكتب: مصر تحارب الجمال
احنا بنحارب الجَمال طول الوقت، وبنهرب منه وبنعاقبه لمُجرّد إنه جمال، البنت اللي بتنزل من بيتها حلوة وشيك بتحِسّ إنها ارتكبت خطأ فادح من اللي بتشوفه.. بنندّمها على كونها جميلة، الراجل اللي بتلفت نظره بنت حلوة بيحسّ بالذنب وبيبصّ النحية التانية، لما بنقابل ناس حلوة ف حياتنا غالبًا بنسيبهم لأننا بنشوف انهم يستاهلوا ناس أحسن، ونروح للناس الزبالة ونرجع نزعل.
بنخاف نعيش ف أماكن نضيفة أوي عشان حاسين إننا هنوسخها، ما بننشرش الفن الحلو أوي عشان حاسين إن محدش هيقدّره غيرنا، وبنكافئ الابتذال بالشهرة والأرباح المادية العظيمة، بنفتكر الحلوين كلهم بعد ما يموتوا، مع انهم بيبقوا محتاجين يسمعوا أي كلمة حلوة ف حياتهم، بيبقى سهل جدًا علينا نتكلم مع الناس اللي شايفينهم عاديين، ونتوتّر لو قرّبنا من ناس مختلفة أو قربوا مننا، بنخاف نقول للحلو يا حلو ف عيونه لكن سهل جدًا نلعن ونشتم الوحشين، بنتكلم عن خوفنا من النار أكتر بكتير ما بنتكلم عن الجنة، عن غضب ربنا وجبروته وانتقامه أكتر من رحمته وعدله ومحبته، سهل نخاصم صحابنا بس بنحتاج مجهود رهيب عشان نعتذر أو نصالحهم، ألفاظ الحب كلها تقيلة على لساننا، الحضن عيب أو ضعف.
بنخاف نضحك لبعض ف الشارع لا نتصَدّ أو نتفهم غلط، بنرسم الوش الخشب عشان نحظى بالاحترام الطبيعي، البنات بتتعلم أسوأ الألفاظ علشان تدافع عن نفسها ومتبانش رقيقة وبالتالي لا يسهل الاعتداء عليها، حتى الخجل الجميل بنغطيه بوقاحة فجّة عشان يبقى اسمنا مابنتكسفش وده عيب خطير عندنا، بنغطّي كل الجمال بالقبح عشان نتعايش مع بعض هنا، زي ما يكون بنعلن الحرب ع الجمال و بنأكّدله إنه ملوش مكان وسطنا، احنا ماشيين عكس الفطرة بقوة وثبات، يا ريت بس نتوقف عند المرحلة دي ومنحاربش الناس اللي لسه بيقدّروا الجمال ومُتمسّكين بيه، ونبطّل نعاقبهم على ده.
