الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وزير الأوقاف: علينا إعادة قراءة بعض جوانب تراثنا الفقهي والفكري لبناء دولة المواطنة

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الثلاثاء 15/أكتوبر/2019 - 02:30 م

أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن إدارة الحوار الحضاري وأي إجراء فقهي أو إفتائي أو فكري أو دعوي معاصر لابد أن يضع في اعتباره طبيعة المرحلة وما تقتضيه ظروف العصر ومستجداته.

وأضاف خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح مؤتمر دار الإفتاء المصرية تحت عنوان “الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي”، أن الإفتاء دون إلمام بالقانون الدولي يضع الدولة في خيار صعب، مع ضرورة التحول من فقه الأقلية والأغلبية إلى فقه دولة المواطنة، ومن فقه الجماعة إلى فقه الدولة.

وشدد وزير الأوقاف، على ضرورة الانتقال من فقه ما قبل الدولة الحديثة إلى فقه ما بعد الدولة الحديثة، واضعين في الاعتبار كل ما تقتضيه مصالح الأوطان في ظل المعاهدات والاتفاقيات والقوانين الدولية، حتى لا تصدر بعض الآراء أو الفتاوى التي تتصادم مع القوانين الدولية فنضع دولنا بين خيارين أحلاهما مر كما يقولون، إما الاصطدام مع المؤسسات والمنظمات والاتفاقيات الدولية وإما تهمة معاداة شرع الله (عز وجل) .

وتابع: “وإذا كان علماء السياسة والعمران يؤكدون قبل عصر الدولة الحديثة أن الدولة تقوم على ثلاثة مقومات، هي: الأرض والشعب والسلطة الحاكمة، فإن عصر ما بعد الدولة الحديثة أضاف بعدًا قانونيًّا آخر لا غنى عنه لتصبح الدولة دولة، وهو الاعتراف الدولي وفق معايير القانون الدولي، إذ لا يمكن لدولة ما في عالم اليوم أن تبنى نظامها بمعزل عن المعاهدات والاتفاقيات والأنظمة الدولية”.

وأوضح، أنه علينا أن نفرق بوضوح بين دولة الأغلبية القديمة والدولة الوطنية الحديثة، متجاوزين مصطلح الأقلية والأكثرية إلى مصطلح الدولة الوطنية، مع إعادة قراءة بعض جوانب تراثنا الفقهي والفكري على حد سواء في ضوء ما يقتضيه بناء الدولة المعاصرة، دولة المواطنة المتكافئة دون تمييز بين أبنائها على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق أو اللغة، متخذين من الحوار الحضاري وسيلة لتحقيق هذا التجانس.

وأردف: “وعلينا أن نتخلص من نظريات فقه الجماعة بأيدولوجيتها النفعية الضيقة التي تكون فيها مصلحة الجماعة فوق مصلحة الدولة، ومصلحة التنظيم فوق مصلحة الأمة، بأن نتجاوز ذلك إلى فقه بناء الدولة بكل ما تعنيه كلمة بناء الدول من معان، فإدارة الدولة فضلا عن بنائها ليست عملية سهلة، إنما هي عملية شاقة شديدة التعقيد، تحتاج إلى خبرات كبيرة، وإرادة صلبة، وعمل دءوب، ورؤية ثاقبة في مختلف المجالات والاتجاهات التي تعزز قوة الدولة، والحفاظ على أمنها واستقرارها، مما يتطلب منا جميعا مفتين وعلماء دين ومفكرين ولا سيما من يتولى زمام المسئولية العامة أو يتصدر للحديث في الشأن العام الإلمام الكافي بالتحديات المعاصرة وما يتطلبه فقه بناء الدول من أدوات، فإن تجاوز الواقع أو تجاهله أمر جد خطير”.

وأشار وزير الأوقاف، إلى أنه علينا كشف ضلالات الجماعات الإرهابية التي شوهت صورة الإسلام النقية وصفحته البيضاء، وأعادت دعوى الجاهلية المقيتة: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، ولو كان معتديًا أو سفاكًا للدماء، مما يحتم علينا مفتين وعلماء دين ومفكرين سرعة بيان وجه الحق وكشف عورات أهل الباطل وإن تستر الباطل وأهله بألف غطاء وغطاء، وتذرعوا بألف ذريعة ضالة فاسدة.

تابع مواقعنا