عجائب وغرائب الوسط الفني (2)
بدأ الفنان ( الضيف أحمد ) حياته الفنية عضواً فى فريق ثلاثى أضواء المسرح ، وتزوج الضيف أحمد قبل وفاته بثلاث سنوات فقط ، وأنجب طفلته الوحيدة رشا، وقبل وفاته بستة أشهر اشترى قطعة أرض في قريته له ولأشقائه ليقيم عليها منزل كرمز للوفاء العائلى ، ولكنه لم يستطع أن ينتهى من بناء المنزل ، حيث توفى قبل أن يحقق أمنيته.
وللمصادفة العجيبة، فإن آخر مسرحية أخرجها الضيف أحمد وكانت بعنوان ( الراجل اللى جوز مراته ) تتحدث عن الموت بطريقة كوميدية فى كل فصولها ، حيث تنتهى تلك المسرحية المقتبسة عن مسرحية لكاتب أمريكى بعنوان ( القبض على الموت ) بوفاة البطل ، الأمر الذى تحقق بالفعل فى الحياة ، فبعد ساعات قليلة من إجراء إحدى البروفات الأخيرة للمسرحية ، حيث كان يخرجها ويمثل فيها دور الرجل الميت ، وهو آخر مشهد فى المسرحية.
وكان المشهد يقتضى أن يضع الحانوتى جثة الضيف أحمد فى النعش ، ليقبض من حوله قيمة التأمين على حياته ، ومن مفارقات هذه الحياة الغريبة أن الضيف مات فعلاً فى هذا اليوم وكأنه كان بيعمل بروفه لوفاته ، فبعد أن إنتهى من إجراء البروفات على خشبة المسرح وكانت الساعة تشير إلى الواحدة صباحاً ، ودع زملاءه على أساس اللقاء فى اليوم التالى ، وهو يوم بدء عرض المسرحية أمام الجمهور على مسرح ( الهوسابير ).
وبعدها توجه الضيف أحمد إلى منزله ، والإرهاق قد ظهر عليه بصورة غير عادية ، وقال لزوجته ( نبيلة مندور ) إنه يشعر بإجهاداً شديداً وضيقاً فى التنفس ، وإستراح على السرير فتضاعف الألم عليه ولم يحضر الطبيب الذى طلبته زوجته ، فأسرع به الجيران إلى مستشفى العجوزة ، ولكنه فارق الحياة وهو في الطريق متأثراً بسكتة قلبية ، وكان عمره حينها (٣٤) عاماً فقط …!!