الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“ابعتلي جواب!”

القاهرة 24
الجمعة 08/نوفمبر/2019 - 03:49 م

من حوالي أسبوعين فيه بنوتة أمريكية شابة إسمها “تشاستيتي باتيرسون” عندها 23 سنة إكتشفت مفاجأة.. “تشاستيتي” من وهي عيلة كان فيه عادة حلوة بينها وبين أبوها بسبب إن كل واحد فيهم عايش في ولاية مختلفة بسب دراستها وشغله!.. كانت متعودة كل يوم تبعتله رسالة SMS علي موبايله تحكيله فيها عن تفاصيل يومها كانت عاملة إزاي.. أبوها هو اللي كان إقترح عليها الإقتراح ده أصلاً زمان لإنه بيشوف إن الرسايل موصل جيد للمشاعر خصوصاً للي ماينفعش يتقال.. طيب ليه مش مكالمات؟.. لإنه أغلب الوقت مشغول ومش بيعرف يرد على مكالمة لكن مليون% هيقدر يشوف الرسالة حتي لو فى وقت متأخر.. الـ Deal وافقت عليه ” تشاستيتي” بسهولة طبعاً خصوصاً إننا بنتكلم عن مجتمع عملي من الدرجة الأولي والمشاعر مش بتحتل فيه مرتبة متقدمة في الأولويات!.. بدأت ” تشاستيتي” كل يوم تبعت رسالة لرقم أبوها.. والرسالة بتوصل!.. بقت بتحكي أدق أدق تفاصيل يومها.. كل يوم بمعني كل يوم!.. ساعات قليلة كان يرد وساعات هي الأغلب ماكنش بيرد.. الفكرة إن أبوها فى آخر 4 سنين كان مابيردش.. بس رسايلها بتوصل!.. فل تلاقيه مشغول أو متضايق وكفاية عليه بصراحة إنه بيستحمل يقرا رسايلي الطويلة دي كلها بقاله سنين!.. فضلت مكملة زي ما هي وكإن مجرد الكتابة بيريحها.. لحد الرسالة اللي بعتتها من حوالي أسبوعين وبتحكيله فيها زي ملخص عن كل اللي مرت بيه خلال الـ 4 سنين اللي فاتوا واللي برضه كانت بعتتهم تفصيلياً قبل كده!، بس أهو عشان تبقي لمت أهم الأحداث فى رسالة واحدة برضه.. حكت فى الرسالة الأخيرة عن المصاعب اللي قابلتها والحاجات اللي فرحتها.. حكت على إزاي هزمت مرض السرطان اللعين، وإزاي إنها عدت المرحلة الجامعية بتاعتها بتفوق.. حكت كمان إزاي إنها بقت تهتم بنفسها وبصحتها بشكل أحسن من قبل كده زي ما كانت واعداه.. كتبت الرسالة الطويلة الشاملة دي وبعتتها.. فجأة وبدون مقدمات جه رد علي رسالتها برسالة تانية من الموبايل اللي المفروض إنه بتاع والدها!.. أوووف أخيراً.. أخيراً ظهرت.. طبعاً بعد شوية ربكة ولخبطة حلوين ورعشة كف إيدها وهي بتفتح الرسالة اللي جت عشان تقراها كانت بتقرا اللي مكتوب بسرعة كإنها بتاكل السطور بعينيها!.. اللي رد عليها إسمه “براد”.. راجل عجوز إنتقلت ليه ملكية الخط من والدها وإشتراه بعد ما الشركة وقفته بعد شهر واحد بدون إستخدام!.. طيب ليه الخط فضل شهر بدون إستخدام!.. لإن أبو ” تشاستيتي” مات من 4 سنين كاملين وبنته ماعرفتش!.. “براد” في رسالته لـ  ” تشاستيتي” قال لها الخبر وقال لها إنه فقد بنته من 5 سنين فى حادثة عربية  وإزاي إن رسايل  ” تشاستيتي” اليومية هي اللي كانت مخليّاه حي لحد اللحظة دي.. قال: (كنت أدرك أن رسائلك هي في الأصل رسالة من الله لتطمئنني، كنت أتمنى الرد عليكى وإخبارك بوفاة والدك إلا أنني لم أرغب في تحطيم قلبك.. أنتى فتاة رائعة، كنت أتمنى أن أرى ابنتي تكبر لتصبح مثلك، إلا أنني أشعر الآن بأنه عوضني برسائلك، فأنا فخور بكى وأشعر أن والدك يشاطرني نفس الإحساس).. “تشاستيتي” نشرت رسالتها على فيسبوك ونشرت كمان رد “براد” عليها وقالت إنها بعد رسالته دي بقت حاسة إنها أفضل حالاً وإنها إطمنت علي أبوها وكإنه هو اللي رد!.

رسالة تشاستيتي إلى رقم والدها
رسالة تشاستيتي إلى رقم والدها
رد براد على رسالة تشاستيتي
رد براد على رسالة تشاستيتي

 

 

  • سكرين شوت لشات على واتس آب تم نشره في كذا صحيفة سعودية لجملتين فقط لا غير بين واحدة وواحد.. واضح إنهم كانوا قريبين بشكل أو بآخر فى يوم من الأيام.. أصدقاء.. أحبة.. مخطوبين.. متجوزين.. محدش عارف على وجه الدقة بس الأكيد إن بعد القرب حصل البعد، وبعد البعد جت الرسالة دي من البنت، وبعدها الرد ده من الشاب!.. بتقول: (آسفة لأن الصمت الطويل وفجوة الوقت والمسافة غيرتنا، أنت من أعز العابرين في عمري).. رد عليها وقال: (لا يجب على من مثل قدرك عندي أن يعتذر، المعزة لم ولن تتغير مهما تغيرت الظروف).

<

الإسكرين شوت للواتس المنتشر فى السعودية
الإسكرين شوت للواتس المنتشر فى السعودية

في السبعينات وفي واحدة من المحطات الإذاعية الأمريكية كان فيه برنامج بيعتمد علي إستقبال رسائل المستمعين وقراءتها علي الهوا.. رسايل من كل شكل ولون بقي.. اللي بيحكي قصة عاطفية، واللي طالب مساعدة، واللي بيعرض إنه عايز يساعد أي حد محتاج، واللي بيحكي عن موقف مهم إتعرضله.. البرنامج يستقبل الرسايل، والمذيعة تختار كذا رسالة كل أسبوع وتقراهم.. فى يوم البرنامج إستقبل رسالة من ست كبيرة فى السن والمذيعة قرأتها!.. الست الكبيرة بتحكي فى رسالتها عن ظروفها الصعبة وإزاي إنها ورغم سنها الكبير ده بس مش لاقية تاكل لإن جوزها مات وماعندهاش أولاد ولا قدرة على الشغل بسبب سنها!.. حكت إنها أيام كتير بتنام من غير أكل، وإن فكرة إنها تقدر تجيب الدواء بتاعها اللي ناقصها ده بقي درب من دروب المستحيل!.. قالت كمان إن حتي الراديو اللي هي بتسمع البرنامج من خلاله هو الحاجة الوحيدة الباقية اللي عليها القيمة عشان ورثته من أبوها!.. تفاصيل مليانة مآسي بتحكيها الست عن ظروفها وحياتها من خلال السطور وبتقول فى النص كده إن اللي شجعها وخلاّها إختارت تبعت رسالة للبرنامج عشان هي بتحب تعبر عن اللي جواها من خلال الكتابة وفي نهاية رسالتها قالت إنها مش باعتة الرسالة عشان تطلب مساعدة من شخص لكنها طالبة المساعدة من ربنا!.. (أرسل هذه الرسالة إلي الله، فأنا أعرف أن الله يقرأ الرسائل).. المذيعة خلصت قراءة الرسالة ودخلت على اللي بعدها وهكذا.. فيه رجل أعمال أمريكي غني وملحد مش مؤمن بوجود الله من الأساس كان بيسمع البرنامج بالصدفة.. سمع موضوع الست الكبيرة.. طلب من سكرتيرته تتواصل مع البرنامج وتاخد منهم عنوان الست المكتوب على الظرف اللي كان فيه جوابها ولما تجيب العنوان تطلع على بيتها وتديها أكل بكميات كبيرة، ولما الست تسإل السكرتيرة مين اللي باعت الحاجات دي تقول لها: الشيطان هو اللي باعتها!.. حاجة كده زي لعبة يعني.. أصل فيه نوعية كده من الناس من كتر ثراءهم والفضا اللي بيكونوا فيه ممكن يعملوا حركات وألعاب ماتطلعش من عيال صغيرة والله.. السكرتيرة وصلت فعلاً لعنوان الست الكبيرة وراحت لها وهي مالية العربية بتاعتها أكل.. الست أول ما شافتها أنبسطت طبعاً وبدأت ترص كميات الأكل المهولة فى المطبخ بمنتهي الإنشكاح.. السكرتيرة سألتها: (ألا تريدين أن تعرفي من الذي أرسل هذا الطعام!).. الست الكبيرة شوحت بإيديها وقالت بطناش وهي بتكمل رص الحاجات: (أنا متأكدة أن الله يقرأ الرسائل، ولا أهتم حقاً بمن أرسل الطعام لأنه عندما يقدر الله أمراً فحتي الشياطين تطيعه).

  • الإنبوكس:

 

  • أنا “سميرة”.. عندي 42 سنة.. متجوزة “حسين” بقالنا حوالي 22 سنة.. عايزة أحكي عن حاجة الأكيد إن معظم الناس اللي عندك هيقولوا علينا بعدها إني وجوزي مجانين بس جايز حد منهم برضه يستفاد منها فى طبيعة العلاقة بين الراجل والست.. إحنا إتجوزنا صغيرين ودي حاجة ليها ميزة وعيب بس مش وقتهم يتقالوا دلوقتي.. اللي عايزة أتكلم فيه إن أى إتنين لازم يكون فيه بينهم مساحة كلام.. الكلام ده بقي يطلع فى شكل كلام مباشر وجهاً لوجه أو فى تليفون أو حتي زيي أنا و”حسين”.. فى رسايل!.. المهم إنه يطلع.. فى بداية جوازنا كان بيحصل بينا وبين بعض مشاكل زي أى إتنين ما هو مفيش حياة وردية فى كل حاجة.. وإحنا الإتنين كنا أعيل من بعض فى الدماغ.. شقتنا كانت 3 أوض.. أوضة لينا إحنا الإتنين وأوضتين تانيين.. نزعل.. نتقمص.. نسيب الأوضة المشتركة.. كل واحد يدخل أوضة تانية ويقفل على نفسه!.. في الأول وعشان دماغنا إحنا الإتنين ناشفة كنا ممكن نقعد بالأسبوع مكملين فى كده ولا حد فينا يسأل فى التاني لحد ما ييجي حد من أهلي أو أهله يصالحنا لما يعرفوا بالصدفة!.. مع الوقت بقي الموضوع مستفز، وبالذات إن محدش فينا عايز يتنازل أو يلين مخه!.. بس “حسين” لقي حل يمسك العصاية من النصف!.. فى واحدة من خناقاتنا الكتير وبعد ما كل واحد دخل الأوضة بتاعته؛ قفلت على نفسي صحيت بالليل عشان أشرب.. لما قربت من باب أوضتي رجلي خبطت في حاجة.. فتحت النور لقيت ظرف جواه جواب!.. فتحته لقيته جواب من “حسين”!.. أيوا أيوا “حسين” اللي بيني وبينه حيطة وكام متر ده.. فتحت الجواب لقيت فيه كلام من سطرين تلاتة بدايته: (علي فكرة إنتي كنتي فاهمة الموضوع غلط، دي الحكاية وما فيها إن حصل كذا كذا).. نسيت الشرب ومسكت ورقة جديدة وكتبت عليها الرد.. ما هو بعت جواب يبقي لازم يستقبل رد!.. قولتله: (إنت عارف بقالك قد إيه مطنشني!).. بصيت فى الساعة وحسبت الحسبة وكملت كتابة: (8 ساعات و 47 دقيقة هيبقوا و49 دقيقة لما تستلم الجواب!، هونت عليك يا “حسين”!).. وجريت حطيت الجواب تحت عقب باب أوضته!.. شوية ورد عليا.. شوية كمان ورديت عليه.. جوابات رايحة جاية لمدة ساعتين وإتصالحنا!.. بقت الطريقة دي هي الطريقة الأسهل والأسرع فى جوازنا.. غريبة صح؟.. إحنا الإتنين مشكلتنا إننا مش بنعرف نتكلم وجهاً لوجه.. عصبيين.. بننفعل بسرعة.. وارد حد فينا يقول كلمة ويرجع يندم عليها.. فالحل الأنسب بالنسبالنا كان إننا نتقمص من بعض ونبعد وبعد كده يحلها الحلال باللي يشوفه ربنا واللي بعد كده بقي موضوع الجوابات دى!.. إستمرت الرسايل ما بينا فى كل المواقف.. (ماتزعليش).. (إنت ماصبرتش وحكمت عليا بدري).. (كان المفروض يحصل كذا).. (خلّي بالك إنت نسيت تسيب فلوس الكهرباء والبقالة).. (الأكل النهاردة كان ماسخ، ومش بقول كده عشان متخانفين، هو كان ماسخ فعلاً).. في مرة من مرات الزعل مابعتليش رسالة زي كل مرة!.. قلقت عليه.. بس كرامتي مانعاني أروح أخبط!.. وعادة هو اللي بيبتدي يبعت الجواب حتي لو أنا اللي غلطانة!.. بقيت رامية وداني بحاول أسمع أي حاجة تطمني!.. ده راح فين ده!.. بالعافية سمعت صوت كحة مكتومة.. والله يا تامر رغم إن بابه مقفول عليه وكان واضح إن هو بيحاول يكتمها علي قد ما يقدر بس كنت سامعة الكحة بتاعته وحاسة بنغزتها في صدري أنا!.. كتبتله جواب.. (مالك؟ فيه إيه؟).. رد: (عندي برد).. رديت: (ده من إمتي؟).. رد: (من إمبارح وخلّي عندك دم أنا مش حمل فرهدة وكتابة وقومان من السرير ده آخر جواب هكتبه).. رديت: (إفتح الباب هتلاقي جنب الجواب إزازة خد بالغطا بتاعها مرتين، ده بتاع كحة).. تاني يوم أبعتله: (بقيت كويس؟).. يرد: (آه كتير).. أبعتله: (كنت عيان من قبل ما نتخانق وماقولتليش!، وترجع تزعل لما أكون تعبانة وما أقولش مش كده؟).. فنزعل زعل تاني غير الزعل الأولاني!.. بس زعل أساسه المحبة.. مش زعل تلكيك.. إحنا كبرنا دلوقتي وعقلنا أكتر.. بس رغم السن والعقل فضلت الرسايل مستمرة لحد دلوقتي.. عندنا الآف الرسايل المتبادلة ما بينا.. كانوا شاهدين على أحلي أيام وسنين، وشاهدين علي أجمل حاجةالمفروض تكون بين أى إتنين قريبين مهما كان الخلاف، وهي إن يبقي بينهم كلام.. أصل لو الشرط ده إتشال يبقي ماكنوش قريبين!.
  • الرد:

الصمت بيزود البعد.. قطع العرق وتسييح الدم وعدم سيبان الأمور متعلقة أو عرضة للهات والخد والدماغ اللي ممكن تودي وتجيب بيكون أسلم حل لو عايز تستمر فى علاقتك بفلان وحابب إن مركب معرفتكم توصل.. إتكلموا.. قابلوا بعض وجهاً لوجه.. بلاش سكوت.. إسمعوا بعض.. ولو صعب وعشان فيه ناس مابتعرفش تعبر فى لحظتها وخضة الموقف ممكن تخليهم يكتموا كلام جايز لو الظروف مختلفة كانوا قالوه!؛ إبعتوا لبعض رسايل مكتوبة!.. الرسايل بمعناها الشمولي.. واتس بقي أو ماسنجر أو حتي جوابات.. أهو أحسن من الصمت!.. الرسايل بمعني إنك تقراني، تسمعني، تديني وأديك فرصة نشوفنا من جوه!.. لو شاريين وقريبين يبقي قربوا المسافات، وماتقفلوش الباب.. حتي لو هتضطر تقول له: (ابعتلي جواب).

 

تابع مواقعنا