السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أحياء في قلوبنا

القاهرة 24
السبت 16/نوفمبر/2019 - 08:11 م

منذ أن سمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حفل تخرج عدد من الكليات العسكرية والمعهد الفني العسكري، وهو يقول: “الشهداء دومًا في قلوبنا أحياء”، موجهًا كل التحية إلى أرواح الشهداء من أبناء مصر، وطبعًا لمست حرصه الدائم على جبر خواطر أهالي الشهداء من الزوجات والأمهات والأبناء، كان للكلمة أثرها الرنان على مسامعي طوال الوقت “أحياء في قلوبنا”، ولكن كيف نقوي العزيمة حتى نكمل المسيرة؟

ظل السؤال حائرًا بعقلي حتى رأيت بعضًا منهم بمؤتمر “هنا عاش الشهيد”، رأيت عزة أنفسهم، ودموعهم وآهاتهم، نفوسهم الملكومة على فقدان الغالي، السند والطمأنينة الذي رحل، ورحل معه كل جميل من الابتسام وحب الحياة فهل من الممكن أن تعود الابتسامة؟

نعم.. يمكن أن تعود الابتسامة، فتوجهت لوالدة الشهيد إسلام مشهور شهيد حادثة الواحات الإرهابية عام 2017 ، كانت تبكي، تدعو الله بقرب اللقاء لولدها، فما وجدت نفسي إلا وأنا أربت على كتفها، وأقول إنه في الجنة يراك، ويود أن يرى ابتسامتك، فابتسمت وابتسم قلبي معها، للحظات تبتسم وكأنها تراه سعيدًا بالجنة.

وتوجهت بإرادة مسلوبة لأرملة الشهيد عامر عبد المقصود شهيد أحداث قسم كرداسة، وأقول لها إني فخورة بك وبعزة نفسك وقوة إرادتك، فما كان منها إلا ابتسامة عريضة مليئة بالاعتزاز، وكأنها تخاطبه قائلة: أشرفك في كل المحافل يا أحب الناس إلى قلبي وعقلي يا حبيب الروح يا شهيد في الجنة.

وسط الكثير من المشاعر التي لا وصف لها ظلت الكلمات ترن على مسامعي “أحياء في قلوبنا”، ولأهلهم علينا كل الحق والدعم ليس فقط المادي وضمان الحقوق، ولكن المعنوي والنفسي لاستكمال المسيرة والقدرة على المضي قدمًا بحياتهم في قلوبنا فلا نراهم إلى مبتسمين فخورين متخطين مرحلة الصدمة.

هنا كانت الإجابة على سؤالي قررت عمل جلسات لتخطي مرحلة الصدمة من خلال دراستي لتقنيات الـ RESOLVE Coatching خاصة لكل زوجة تود استكمال طريقها بقلب مفتوح لأبنائها، من خلال حملة #أحياءفيقلوبنا، لدعم أهالي وأسر شهداء الجيش والشرطة نفسيًا ومعنويًا، ستكون جلسات خاصة مع الأم والزوجة والابنة، الأب والابن، جلسات شعارها بث الأمل من رحم الألم، محاولة للطبطبة على الأكتاف، وجبر الخواطر.

الحملة والجلسات أتمنى أن تكون تحت رعاية وإشراف كل الجهات المعنية، والتي تتعامل بصورة مباشرة مع أهالي الشهداء، وعلى رأسها المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء.

أدعو كافة وسائل الإعلام للتضامن والتعاون، فحملة “#أحياءفيقلوبنا” بدأت ولن تقف، سندعم الجميع ومن أجل الجميع، لأنهم حينما ضحوا بحياتهم لم يكن لأجل أن يعيش أهلهم مكسورين من الحزن، بل ليعيشوا على الأقل مبتسمين ومعتزين بما قدموه من تضحية لا تقدر بثمن، مكملين المسيرة بقلب مفتوح.

تابع مواقعنا