السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سادية ومُحرم.. كيف يرى الدين والطب النفسي ظاهرة تعذيب الحيوانات؟

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الإثنين 23/ديسمبر/2019 - 06:21 م

أكد الشيخ أحمد صبري أن قتل الحيوانات محرم في الشرع الإسلامي، فالمنظور الشرعي في هذه القضية وضح جليًا في حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): “الراحمون يرحمهم الرحمن”، وقوله عليه الصلاة والسلام: “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”، وكذلك حديث: “دخلت امرأة النار في هرة حبستها”، وحديث: “دخلت بغي من بغايا بني إسرائيل الجنة في كلب سقته”، ففي الشرع الإسلامي الحيوان له احترام ولا يجوز تعذيبه أو الاعتداء عليه.

وأوضح صبري لـ”القاهرة 24″، أن الناظر في خلق الإسلام يجد أن العلامة التي تميزه هي الرحمة، فالرحمة هي التي تكلم عنها الله (عز وجل) وسمى نفسه بـ”الرحمن الرحيم”، فالرحمة هي عنوان 113 سورة من سور القرآن الكريم، حيث تبدأ كل هذه السور بالبسملة “بسم الله الرحمن الرحيم”، حتى السورة التي لم تبدأ بالبسملة في الكتاب الكريم، ذكرت البسملة في نهايتها وهي سورة “النمل”، وكل ذلك ليبين الله أن الرحمة هي العلامة المميزة لهذه الأمة.

وأردف، أن سورة الفاتحة، أول سورة في المصحف تبدأ بالبسملة، بل هي أية من أياتها، كما تكرر ذكر الرحمة في الأية الثالثة من سورة الفاتحة “بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم”، فالتكرار هنا ليس عبثًا، أنما له مضمون وهو أن الأمة الإسلامية امتازت بالرحمة ولابد أن تطبق الرحمة في كل شيء حتى مع الحيوانات عامة ومع الكلاب خاصة، فحينما رأى رجل كلبًا يلهث يأكل الثرى من العطش، وكان الرجل قد تذوق طعم العطش، فقال إن هذا الكلب بلغ به العطش مثلما بلغ به، فخلع حذائه وملئه بالماء وسقى الكلب، فشكر الله للرجل هذا الصنيع فغفر الله له.

وأضاف: “أدفع 130 ألف جنيه تقريبًا عشان الحج، ويحدث ذلك بشق الأنفس وذلك لمغفرة الذنب، ولكن فعل أمر بسيط جدًا كالإحسان للحيوانات يغفر الله به ذنوب العبد، والنبي قال إن في كل ذات كبد رطبة أجر، والحقيقة أننا نطبق مقولة من آمن العقوبة أساء الأدب، وأتمنى أن نعيد قوانينا حتى تكون رادعة، ويا ريت يكون هناك تفعيل واحترام لمواد القانون حتى ندرك أنفسنا”.

وأسهب، كل هذه النصوص المذكورة تشير لحرمة الاعتداء على الأرواح حتى لو كانت أرواح حيوانات، ربنا يعفو ويغفر ويصفح عندما يحسن العبد توبته لله، لكن المشكلة هنا هي الاعتداء على مخلوق لا يستطيع الكلام ولا الدفاع عن نفسه، ولا يستطيع أن يقول “أنا أتالم”، حيث إن النبي (صلى الله عليه وسلم) مر على مجموعة من الشباب كانوا واقفين على ظهر بقرة فقال لهم النبي، “لم تخلق لهذا” ونهى الرسول عن فعل ذلك، ومن فعل هذا عليه أن يتوب ويستغفر الله ويرجع له.

فيما أرجع الدكتور وليد هندي، طبيب نفسي، أسباب انتشار ظاهرة قتل الحيوانات في الشارع المصري مؤخرًا إلى نمط الشخصية التي تعذب الحيوان، فهي شخصية مشبعة بالعنف وهذا لأسباب نفسية كثيرة منها أن يكون نمط الشخصية عنيفا، فالطفل لديه شخصية سادية ترى متعة في التعذيب، أو نمط الشخصية عدواني عنيف، تربى على العنف داخل أسرته وبيته.

وبيّن هندي: “الشخصية السادية تربت على العنف بسبب أسباب اجتماعية متمثلة في ضرب الوالدين ليه، أو ضرب الوالد لزوجته أمام الأبناء، ويظهر ذلك في سلوكيات الأطفال الصغيرة في مثل أن يعذب القطة مثلًا، ولما يكبر يتعرض لعنف مُمارس عليه من قبل المدرسين غير التربويين، ومن ثم يتعرض للألعاب الإلكترونية ووسائل الإعلام، وكل هذا يجعل الشخصية مشبعة بالعنف”.

وأشار الطبيب النفسي إلى أن الشخصية المشبعة بالعنف يظهر عليها بعد ذلك ما يُسمى بـ”العامل المخدر”، وهو اتلاف الطفل للممتلكات الجديدة كالكباري أو تشريح وتكسير الزجاج، أو التنمر تجاه المخلوقات الضعيفة، أو التنمر على الحيوانات وقتلها.

وعن الأسباب الاجتماعية لتكوين الشخصية السادية، فأكد الطبيب النفسي أنها متمثلة في تربيته في أسرة ليس بها رأفة أو رحمة، وكذلك عدم التربية على الوازع الديني، فهو لايعرف أنه “امرأة دخلت النار في قطة حبستها”، فهو لديه قصور معرفي وديني، وغير مُدرك لأهمية تربية الحيوانات الأليفة في المنزل، فربما كان من بيئة فقيرة ومعتاد أن يرى القطة وهي تسرق السمكة من أعلى الشواية، ثم تقوم والدته بشتمتها.

وأضاف: “بيكون متربي في بيئة غير نقية فيها حيوانات أليفة، احنا مفتقدين التربية، وتربية الحيوانات الأليفة بتأثر على النفسية جدًا، وبيخلي الواحد عارف إن عالمه ممتد يشمل الجماد والحيوان، ميكنش أناني، ومش عايش لوحده في العالم، بيهتم بسلوكياته ونظافته الشخصية أكتر لأنه طبيعي يعتني بالحيوان الأليف الذي بحوذته”.

أما عن تأثير تربية الحيوانات الأليفة على النفسية، فذكر الطبيب النفسي أنها ترقق القلب، وتجعل بداخله رحمة، فحينما يكبر في السن يكون بارًا بوالديه، كما أن الحيوان الأليف يلعب مع صاحبه وبالتالي حينما يرى صاحب الحيوان الأليف حيوانًا أخرًا في ما الشارع، يتصرف معه بشكل غير عدواني، بل يفرح به، وتقضي تربية الحيوانات الأليفة على المخاوف المرضية في بعض الأحيان، مثل الفوبيا.

وأسهب هندي في شرح التأثير الجسماني أيضًا الناتج من تربيى الحيوانات الأليفة فيقول: ” تربية الحيوانات الأليفة بيفرق جسمانيًا و ليس نفسيًا فقط، فالأطباء ينصحون مريض الكوليسترول بتربية كلب حتى يتحرك معه ويمشيه ويخليه يمارس الرياضة ويحرق سعرات، وكل إنسان يعذب الحيوان لم يتربى على حب تربيته ولا يفهمون ذلك، نفس العيال اللي بتتنمر على الكلاب لو اتسجل لها موقف وأخر هيعملوا أسوء مما فعلوه، ولذلك لابد من وجود رادع وقانون يغلظ عقوبة ذلك، حتى لا تحدث مواقف تفجر عوامل العنف داخل الشخصيات السادية تجاه الحيوانات، ويحدث ما نراه حاليًا ن تعذيب وقتل للحيوانات”.

تابع مواقعنا