الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عزيزي محمد صلاح.. الغرور لا يصنع مُلهما

القاهرة 24
الثلاثاء 07/يناير/2020 - 06:07 م

فرق أن تكون نجمًا وأن تكون ملهمًا، أن تصبح أسطورة تظل ترددها الأجيال جيلًا بعد جيل وأن تكون رجل مرحلة سرعان ما تنتهي.

في عالم كرة القدم قد تمنحك الأرقام والجوائز تفوقًا رياضيًا، لكنها لن تجلك ملهم، فذلك يحتاج لأشياء أخرى لكن بكل تأكيد يظل “المُلهم” باق كما بقى مثلًا “مارادونا” لأنه اعطى بلاده أكثر من مجرد بطولات، وكما اندثر لعيبة آخرون قرروا أن يصبحوا مجرد لاعبين.

وأنا لا أصادر على أحد اختياره، فقط أرفض أن يتم التعامل مع “اللاعب العادي” باعتباره ملهمًا لأن ذلك يجعلنا نطمح أكثر مما ينبغي، ونُخذل أسرع مما نتصور.

يتجسد ذلك جليًا في محمد صلاح لاعب المنتخب الوطني ونجم نادي ليفربول، فلو سألت أي طفل في أرض المحروس “نفسك تطلع إيه” ستجد الإجابة “زي محمد صلاح”.

إجابة الأطفال وحالة الإلهام التي خلقها محمد صلاح يعود جزء كبير منها في الأصل إلى أننا غير معتادين أن يكون لدينا لاعبين كرة قدم بحجم تلك النجومية والإنجازات، ربما لو كنا البرازيل لأصبح الأمر عاديًا، لكن “مو” الذي حقق الكثير في تجربته الإحترافية وحصوله على لقب دوري أبطال اوروبا بعد غياب ناديه “ليفربول” عن منصات التتويج لمدة 14 عام، بجانب حصوله على السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، بالإضافة إلى الألقاب الشخصية ومنها حصوله على لقب أفضل لاعب في إفريقيا لعامين متتالين ورُشح لها للمرة الثالثة.

بجانب ذلك كان محمد صلاح ضمن المنتخب الوطني في كأس العالم 2018 بعد غياب 28 عامًا، بالإضافة للوصول لنهائي كان 2017.

تلك الأرقام وحالة الإلهام التي صنعها محمد صلاح ومنح الشعب المصري ما يفوق تصور “مو” نفسه كان المفترض أن يجعل منه شخص مسؤول فإن لم يكن “ملهما” فعليه أن يتحمل مسؤوليته كونه نجم مصري منحته الدولة وشعبها الكثير.

أقول ذلك بعد حسم اللاعب السنغالي ونجم نادي ليفربول ساديو ماني جائزة الأفضل في أفريقيا عن جدارة وسيقام الحفل المهيب في مصر للمرة الثانية في تاريخها.

ورغم أن الدولة سخرت كل الإمكانيات لنجاح هذا الحفل، الذي يعتبر خير دعاية لها ولسياحتها، إلا أن محمد صلاح كان له رأي آخر برفضه الحضور بعد علمه بتضائل حظوظه في الحصول على اللقب في تصرف “طفولي” يجعلك تتأكد أن “مينتالتي” محمد صلاح لم تصل إلى الاحترافية بعد..

وهذه ليست الواقعة الأولى لـ”صلاح”، فمن قبل رفض حضور حفل جائزة “البالون دور” الأضخم في العالم، لعلمه بأنه لن يحصل على اللقب.

غرور وتعالي كلها اتهامات تصلح لمطاردة “مو”، فحين أقيم حفل أفضل لاعب في إفريقيا في السنغال وتُوج محمد صلاح باللقب كان من يعطيه له هو “ماني” ابن السنغال في دلالة واضحة على الروح الرياضية والمسؤولية التي يعرفها جيدًا “الفارس الأسمر” وهو ما انتظر الجمهور أن يفعله نجم منتخبنا الوطني ولكنه لم يحدث.!

المصريون تعشموا في نجمهم المحبوب، وقالوا إنه صاحب الدار فكيف لا يكون في استقبال ضيوفه بنفسه، وكيف لا يستغل حدثا كهذا للترويج لأمن وأمان وسياحة بلده، لكن خيبة الأمل هي التي كانت في انتظار الجميع.

محمد صلاح لاعب مبدع لا أكثر، ليس علينا أن نضعه في مكانة أكبر أو أقل، وقد اتضح بخطوة تلو أخرى إنه لا يبحث إلا عن نفسه وهذا حقه، لكن لا يطالبنا كمصريين أن نمنحه ما لا يستحق حتى تكون الكفة متزنة.

تلك الكلمات ربما تفتح الباب أمام المهووسين بـ”مو” وربما تكون بداية عمل للجان إلكترونية مهمتها الوحيدة “تقديس” نجم ليفربول، لكن لا خير فينا إن لم نقلها بصرف النظر عن أي شيء، “عزيزي محمد صلاح أنت قدوة لجيل كامل، استطعت أن تكون نجمهم الأوحد، ولكنك لن تكون بأي حال من الأحوال ملهم فهذا دور ” أكبر منك بكثير”.

تابع مواقعنا