الخميس 28 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بعد نعي سليماني.. جدال وعراك داخل “حماس” بسبب “شهيد القدس” (فيديو)

القاهرة 24
سياسة
الثلاثاء 07/يناير/2020 - 05:50 م

تتواصل ردود الفعل الفلسطينية، عقب المبادرة التي قام بها عدد من كبرى القيادات في حركة حماس، وتعزيتهم إيران والذهاب إلى منزل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذي اغتالته الولايات المتحدة في العراق مؤخرًا.

وبات من الواضح، أن هناك خلافات بين أعضاء حركة حماس بالنسبة للتعاطي مع عملية اغتيال قاسم سليماني، وهو التباين الذي بات واضحًا مع متابعة الكثير من الحسابات الخاصة بقيادات الحركة، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي (فيس بوك أو تويتر) أو حتى عبر المقالات التي تم نشرها في بعض من وسائل الإعلام المختلفة.

وعلى سبيل المثال، علق الدكتور مخلص برزق، أستاذ العلوم السياسية وخبير الشؤون المقدسية الفلسطيني على كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران أخيرا بأبيات من الشعر  قال فيها: “وكلٌّ يدَّعي وصلًا بقدسٍ وقدسي لا تقِرُّ لهم بذاكا”.

وما لبث أن خرج في تغريدة له قال فيها: “إن من وصفه بالمجرم الهالك قاسم سليماني لا هو شهيد ولا القدس تمتّ له بِصِلة”.

وأضاف برزق أيضًا، في كلمة له عبر “يوتيوب”، أن القدس أقدس وأذكى من أن تنسب لقاسم سليماني، مستخدمًا الكثير من المفردات التي تعكس عدم رضاه عن كلمة هنية.

بالإضافة إلى تغريدة أخرى بثها محمد خير موسى، وهو من أبرز القيادات في المقاومة، سليماني قائلًا: إن موت المجرم قاسم سليماني والمجرم أبو هادي المهندس هو خبر جميل ولا يختلف عن هلاك أبو بكر البغدادي المجرم باليد المجرمة ذاتها، وانتهى موسى بالقول “مبارك هلاك هذين السّفاحين لكلّ الذين ذاقوا من إجرامهما”.

وبات من الواضح أن الأحاديث والتوجهات السياسية التي حملتها الزيارة التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، تثير جدلًا واسعًا في الحركة ، الأمر الذي دفع رئيس المكتب السياسي للحركة إلى إصدار بيان عقب موت سليماني يطالب فيه بالتوقف عن إصدار أي بيانات على أي مستوى، والالتزام بما يتم إصداره من بيانات لقيادات الحركة ، وهو الالتزام الذي سيصب في النهاية لصالح الحركة.

المثير للانتباه ومع مناقشة هذه القضية أن الكثير من قيادات حركة حماس أصرت وواصلت نشر تغريدات خاصة تنتقد فيها موقف حركة حماس ، وموقف التعزية ، الأمر الذي يمكن متابعته مع رؤية الكثير من منصات التواصل الاجتماعي وتحديدًا صفحات الفيس بوك الخاصة بقيادات الحركة.

ويرى عدد من المحللين أن ما حدث يؤكد أن هناك أجنحة بالفعل تتباين في رؤيتها لحركة حماس إزاء التعاطي مع قضية تعزية قاسم سليماني ، وعلى سبيل المثال قال القيادي الفلسطيني محمد خير موسى في تغريدة له عبر فيس بوك أيضا “فشر” قاسم سليماني أن يكون شهيد القدس.‏..شهيدُ القدس لا يحاصرُ ويدمّر مخيّم اليرموك ويقتل المئات من أبناء فلسطين ‏جوعًا ويحقّقُ أمنية شارون التي قال فيها: “لك يوم يا مخيّم اليرموك”، وأضاف أن شهيد القدس لا يصول ويجول بين حواضر المسلمين يعيثُ فيها إجرامًا وإفسادًا ‏كرمى عيون مشروعٍ طائفيّ بغيضٍ ولخدمةِ الطّغاة المجرمين ، وانتهى موسى بالقول أن القدسُ أشرف، والقدسُ أطهرُ، والقدسُ أعظمُ، والقدسُ أقدسُ من أن يُنسبَ ‏عنوان الرّجسِ “قاسم سليماني” إليها”.

بالاضافة إلى القيادي محمد جميل، الذي قال إن الإيراني استرجل فقط على العرب، وترك قاسم سليماني يقتل بصورة سهلة. واصفا الإيرانيين بالشعب الجبان.

وبات من الواضح أن التعاطي الفلسطيني أو على الأقل تعاطي حركة حماس، مع هذه الخطوة به الكثير من التباين ، بداية من رفض عدد من القوى الفلسطينية الصريح لمبادرة التعزية، وسفر وفد من الحركة إلى إيران ، ناهيك برفض عدد من القيادات داخل حركة حماس أيضا لهذه الخطوة لعدة أسباب.

وسبق هذا الأمر إصدار الحركة لبيان سياسي ، وهو البيان الذي دعت فيه القيادات الفلسطينية للتروي والالتزام فقط ببيانات التعزية الصادرة رسميا عن الحركة ، وهو البيان الذي تداولته الكثير من المواقع والحسابات الفلسطينية المتعددة.

ويشير مصدر فلسطيني مسؤول إلى أن السبب الرئيسي وراء غضب عدد من كبار القيادات الفلسطينية سواء من داخل حركة حماس أو من خارجها يعود إلى تعهد قيادات الحركة -خلال خروج رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية- بعدم السفر إلى إيران ، أو الاجتماع مع عدد من القيادات الإيرانية مطلقا ، الأمر الذي يزيد من دقة وحدة هذه الأزمة.

جدير بالذكر أن عددا من قيادات حركة حماس وعلى رأسها إسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق فضلا عن صلاح العاروري وعزت الرشق قاموا أيضا ، بجانب التعزية بالاجتماع مع القائد الجديد لفليق القدس ، وهو القيادي الإيراني إسماعيل قاني.

وكان ملحوظا مشاركة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة في هذه الاجتماعات ، وهي المشاركة التي يبدو أنها زادت من دقة المشهد الفلسطيني وتعقيده والأهم الجدال المرتبط بهذه الزيارة.

وتصاعدت حدة الجدال بشأن هذه الخطوة عقب الكلمة التي تحدث فيها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ، وهي الكلمة التي وصف فيها سليماني بأنه شهيد القدس، الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة على الصعيد الفلسطيني ورفض كثيرون منه هذه التسمية وذلك الوصف .

وأثار هذا الوصف جدالا واسعا بين الفلسطينيين ، وعلى سبيل المثال وجه الدكتور إبراهيم حمامي، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني المعروف سؤالا لـ”هنية” قائلا وفي تغريدة له عبر تويتر: “سؤال للسيد هنية الذي وصف سليماني بشهيد القدس…كيف يمكن أن يكون شهيد القدس وفي معتقده لا قدسية للقدس ولا وجود للمسجد الأقصى – المذكور في القرآن الكريم – على الأرض بل في السماء؟…كيف يمكن أن يكون شهيد القدس وقد قتل في طريق عودته من سوريا حيث سفك دماء الآلاف ولم يكن على أسوار القدس؟”.

المثير للانتباه ايضا أن هذا الموقف السياسي بات الخلاف فيه واضحا أيضا ، وقال د.حمامي: إن هذا الموقف وغيره من المواقف الأخرى التي تمجد فيها حركة حماس إيران فإن رصيدها يتآكل أضعافا مضاعفة.

اللافت أن عددا من المواقع الصحفية الفلسطينية انتقد بدوره خطوة حماس حتى في التعزية بسليماني ، ورصد موقع أمد انتقاد عدد من النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي إقامة فصائل فلسطينية بيت عزاء لـ”سليماني” ، خاصة أن تصريحات كبار قادة المقاومة أشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي وفاءً لمن وصفوه بداعم المقاومة الفلسطينية .

ووصف عدد من النشطاء تعزية حماس بأنها تمثل تحولات خطيرة في عقيدة الحركة ، وهي التحولات التي باتت واضحة الآن.

عموما فإن الواضح أن تعزية حركة حماس في قاسم سليماني وتوجه وفد من الحركة إلى إيران يعكس خلافات واضحة في الحركة ، وهي الخلافات التي أظهرتها خطوة التعزية بصورة واضحة الآن في ظل التباين السياسي الواضح بين قيادات الحركة الآن بشأن هذه الخطوة .

تابع مواقعنا