هل حقق اتفاق واشنطن المبدئي حول “سد النهضة” مكسبا لمصر؟ خبير يحلل بنود الاتفاق
كشف الدكتور عباس شراقي استاذ الجيولوجيا والمياه كلية الدراسات الافريقية العليا بجامعة القاهرة، أنه تم التوصل إلى مسودة اتفاق تتضمن 6 نقاط تحدد آليات تشغيل وملء سد النهضة كما وافق الوزراء الستة على الاجتماع مرة أخرى في واشنطن يومي 28 و 29 يناير لوضع اللمسات الأخيرة على الملء والتشغيل لسد النهضة، سوف تكون هناك مناقشات فنية وقانونية في الفترة المؤقتة. والنقاط الست لم تقدم جديداً فى حسم النقاط الخلافية.
وأوضح شراقي لـ “القاهرة 24″، أن الاجتماع الأخير لم يحسم الخلافات الموجودة بل يعتبر تأجيل لاجتماع آخر فى نهاية الشهر الجارى بطريقة دبلوماسية، تم فيها التعبير عن وجود رغبة فى الاتفاق والتعاون من أجل مصلحة الشعوب الثلاثة، على أمل أن يتم الوصول إلى اتفاق يرضى جميع الأطراف يعرض فى اللقاء القادم للاتفاق النهائي.
اتفاق مبدئي بين مصر وإثيوبيا بشأن أزمة ملء سد النهضة
وشدد استاذ الجيولوجيا والمياه، على أن أهم نقاط الخلاف التى لم تحسم فى هذا اللقاء هي كيفية الملء الأول والمتكرر وأنها سوف تكون حسب مبادئ عامة غير محددة قابلة للخلاف، ولم تحدد طريقة لتشغيل سد النهضة بما تضمن التدفق الطبيعى بعد الملء الأول، وأنما تضمن فقط توليد الكهرباء من سد النهضة طبقا للمستهدف الاثيوبى، وتجاهل مستوى خزان السد العالى والسدود السودانية، مع الأخذ فى الاعتبار التخفيف من أثر الجفاف أو الجفاف الممتد على مصر والسودان، ولم تحد ماهية التدابير المناسبة لتخفيف أثر الجفاف أثناء الملء أو التشغيل لسد النهضة من كمية معينة من تصريف النيل الأزرق كحد أدنى أو تحديد نسبة مئوية أو غيره، ولم تحدد طريقة تسوية النزاعات .
وعن بنود الاتفاق، قال “شراقي، إن البند الأول الذي نص على أنه سيتم تنفيذ عملية الملء على مراحل وسيتم تنفيذها بطريقة تكيفية وتعاونية تأخذ في الاعتبار الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق والتأثير المحتمل للملء على خزانات دول المصب، لكن لم يتم توضيح آلية التنفيذ فى الملء سوى وضع مبادئ عامة غير محددة.
وحول بند أنه سيتم الملء خلال موسم الأمطار، عامة من يوليو إلى أغسطس، وسوف يمتد إلى سبتمبر وفقًا لظروف معينة، أشار إلى أن هذا البند لم يقدم جديداً حيث أن الملء سوف يتم فى شهور المطر وهذا أمر طبيعى ولم يحدد ماهية ظروف الملء، أو حالة التخزين فى السد العالى والسدود السودانية.
وفيما يخص البند الثالث وهو مرحلة الملء الأولي للسد حتى منسوب 595 متر فوق سطح البحر لضمان التوليد السريع للكهرباء، مع توفير تدابير تخفيف مناسبة لمصر والسودان في حالة الجفاف الشديد خلال هذه المرحلة، قال إن مرحلة التشغيل الأولى فيها يتم الملء حتى منسوب 595 متر مما يعنى 14 مليار متر مكعب سوف يتم حجزها دون النظر لحالة الأمطار لأنها سوف تحجز فى الأسابيع الأولى والتى لايمكن من خلالها معرفة حالة الأمطار للموسم كاملاً، ولم يحدد فيها كمية ماسوف يتم حجزه كمخزون ميت، ومايتم صرفه لتوليد الكهرباء.
“الخارجية” تهاجم إثيوبيا: بيان أديس أبابا عن مفاوضات سد النهضة تضليل متعمد وتشويه للحقائق
ونص البند الرابع من الاتفاق المبدأي على أنه سيتم تنفيذ المراحل اللاحقة للملء وفقًا لآلية يتم الاتفاق عليها والتي تحدد تدفق المياه بناءً على الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق ومستوى التخزين فى سد النهضة بما يحقق أهداف الملء لاثيوبيا فى توليد الكهرباء مع أخذ تدابير تخفيف مناسبة لمصر والسودان خلال سنوات قلة الأمطار الممتدة والجافة والجفاف الممتد، موضحا أن المراحل التالية للملء تعتمد على الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق ومستوى التخزين فى سد النهضة لضمان توليد الكهرباء كما استهدفت اثيوبيا دون النظر إلى مستوى التخزين فى السدود السودانية والسد العالى، معنى ذلك أن توليد الكهرباء فى سد النهضة لن يتأثر بالجفاف، وتأثير الجفاف سيكون على مصر والسودان مع الأخذ فى الاعتبار تخفيف الأثر على عليهما فى حالة الجفاف الممتد.
ونص البند الخامس على أن خلال التشغيل على المدى البعيد، سيعمل السد وفقًا لآلية تحدد تتدفق المياه وفقًا للظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق ومستوى المياه فى سد النهضة الذي يوفر توليد الكهرباء، وأخذ تدابير تخفيف مناسبة لمصر والسودان خلال خلال سنوات قلة الأمطار الممتدة والجافة والجفاف الممتد، حيث علق شراقي مؤكدا أن الملء على المدى البعيد يعتمد على نفس قواعد الملء اللاحق ولافرق بينهما، ضمان توليد الكهرباء مع الأخذ فى الاعتبار تخفيف الأثر على مصر والسودان فى حالة الجفاف الممتد.
وفيما يخص البند السادس من الاتفاق المبدأي وهو أنه سيتم إنشاء آلية تنسيق فعالة وأحكام لتسوية النزاعات، قال شراقي إنه لم تحدد طريقة تسوية النزاعات.
