نسمة يحيى تروي لـ”القاهرة 24″ حكايتها من التنمر إلى أول موديل أزياء قصار قامة في مصر (صور وفيديو)

“نسمة يحيى”، فتاة من ذي الهمم قصار القامة عمرها 20 عام، تدرس بالفرقة الثانية في كلية التربية النوعية، بجامعة المنصورة، عانت من التنمر على طولها ومحاولات إحباطها بأنها لن تستطيع ممارسة حياتها بشكل طبيعي بسبب طولها، تحدت الجميع وأصبحت أول عارضة أزياء مصرية قصيرة القامة وحديث “السوشيال ميديا”.

السخرية والقذف بالمياه والحجارة

ومنذ التحاقها بالمدرسة الابتدائية، كانت محط سخرية الأطفال وملاحقتها بالقذف بالحجارة أو المياه، والتنمر على قصر قامتها بأنه يسبب لها الحرج إذ لا تظهر من المقاعد أو تطول السبورة.

وقالت نسمة لـ”القاهرة 24″ إن أسرتها وخاصة والدتها شملتها برعاية كبيرة، إذ تعمل والدتها موظفة بالتربية والتعليم، وكانت تحرص على التنقل من مدرسة إلى أخرى، كلما انتقلت نسمة إلى مرحلة تعليمية جديدة، لتكون برفقتها دائما وحمايتها.

وأضافت: “لما بدأت أعي لفرق الطول بيني وبين الآخرين وأسأل والدتي عن سبب الشفقة والسخرية المحيطة بي، كانت إجابتها انتي طبيعية وخلقك الله في أحسن تقويم، أما الآخرين فهم من بهم عيوب، لتنمي الأم ثقة الطفلة في نفسها”.

وأكدت نسمة أنها نمت موهبتها وثقتها بنفسها وأصرت على التحاقها بالجامعة، مضيفة: “كنت في الأول بخاف من نظرات الناس واستخبى ورا ماما كأن عليا ذنب بسببهم”.

وأضافت أن قصار القامة عددهم كبير في مصر، ومع ذلك يلاقون إهمال شديد في الحقوق وعرضة للسخرية الدائمة “مش بيراعونا في وسائل موصلات تليق بنا، ولا في قاعات الدراسة ودرجات السلم، أنا مش بقدر أطلع وأحيانا بقعد في المدرج رأسي تظهر بصعوبة”.

أول موديل “قصار قامة” مصرية

وقالت نسمة، إنها كانت تجد صعوبة في العثور على ملابس تليق بها كفتاة جامعية، موضحة: “اكتشفت إننا قصار القامة مفيش لبس يليق بنا في المحلات، ونضطر نشتري من ملابس الأطفال أو نفصل هدوم تناسبنا، وكانت الحجة إن مفيش حاجة هتليق علينا من الأزياء التي تصنع”.

وأوضحت أنها اكتشفت عدم الاهتمام بهم في الملابس مثل باق الخدمات، فقررت أن تتحدى الجميع بأن تصمم أزياء ترتديتها وتخضع لجلسة تصوير بعد أن شجعها مصور من المنصورة، متابعة: “أنا تحديت الجميع واخترت حاجة صعبة الموديل دايما طويلة وبمواصفات خاصة، بس علشان أثبت إننا يليق علينا الأزياء أيضا”.

وتابعت: “كنت في الأول قلقانة وخايفة الناس هتقبلني ولا لاء لأني مش بتصور بطولي الكامل خالص بسبب نظرتهم ليا، ولكن وجدت ترحيب وتداول كبير للصور على فيس بوك، بعد ما الناس عرفت الهدف من السيشن”، لافتة إلى أنها عانت من التنمر عليها حتى أثناء تصوير السيشن.

وتحمست نسمة لفكرة أن تصبح “موديل” ملابس لقصار القامة، وخضعت لجلسة تصوير جديدة بملابس تعود إلى الخمسينات ومكياج حنان إبراهيم، لرغبتها في إثبات أن أزياء أي عصر سيليق على قصار القامة مثل أي بنت أطول منها “بكام سنتيمتر”.

لازم أحقق هدفي

وتتمنى نسمة بأن يتوفر لقصار القامة الخدمات اللازمة التي تليق بهم في المدارس والمصالح العامة، وأن تكون موديل شهيرة يهتم كبار مصممي الأزياء بتصميم ملابس لها، وتطرح في الأسواق والمحلات، وأن تنهي دراستها وتصبح أستاذة جامعية في تخصص الإعلام التربوي ولها برنامج إذاعي بصوتها.

كما أنها عضو في فريق التمثيل بالجامعة لخدمة رسالتها، وأخرجت مسرحية بعنوان “ما ذنبي أنا”، من بطولتها، تناقش فيه التنمر الذي يتعرض له قصار القامة، وحازت المسرحية على مركز متقدم في مهرجان النشاط المسرحي بالجامعة.