الخميس 18 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الأدب مرآة الشعوب.. كيف حولت القاصة هبة أحمد حسب الجشع الإنساني لشخوص المجموعة أ؟ (حوار)

القاهرة 24
ثقافة
الأحد 26/يناير/2020 - 07:23 م

كل الحروف تصاغ إلى كلمات، ولكن أكلّ الكلمات سواء؟! كيف يتحول الماء إلى رصاص؟ كيف تتحول كاتبة بدأت خطواتها قاصة بين عوالم الصوفية والأرواح إلى روائية تفتح نيران القسوة والجشع والاستغلال على أبطال روايتها!!

حيث إن الأدب مرآة الشعوب. فكيف رأت هبة أحمد حسب نفسها وشعبها في مرآة أدبها بين جامع البنات والمجموعة أ؟

في رائعة الشاعر أمل دنقل “لا تصالح” هناك مقطع يعبر دائما عن حالة الفرد بأخوته، وعلاقته الأبدية بالمجتمع بما فيه من صفات، فالطالح لا يستوى بالصالح، والمجتمع وعاء كبير، ولكل منا مشربه ودربه الذي يخطو فيه خطواته الأولى نحو الحياة. يقول دنقل: “أقلب الغريب كقلب أخيك”؟! هذه حقيقة يجب أن نسلم بها، وهي رابطة الدم لا تقارن بغيرها من الروابط الإنسانية، كالترب والجليس والسمير والنديم والرفيق والخل والأنيس، فكيف تداخلت كل تلك العلاقات وتشابكت وتعقدت بين أفراد “أ” في مواقف إنسانية شديدة الحبكة الدارمية؟

وبمناسبة قرب صدور الطبعة الثانية للمجموعة أ، التقى “القاهرة 24” القاصة هبة أحمد حسب، في حديث مفتوح حول المجموعة أ وجامع البنات، وهبة..

ونبدأ من حيث انتهت الكاتبة، بروايتها الأخيرة “المجموعة أ”..

ما السبب في اختيار اسم “المجموعة أ” للرواية؟

  • السبب ليس عندي، ولكنه عند إسماعيل، بطل العمل. نفسية البطل التي تسعى دائمًا للتفرُّد والأوحدية والتي تشعر بشيء من التألُّه في علاقاتها بالناس، شخصية كهذه يليقُ بها أن تختار “أ” اسمًا لمجموعة من البشر ترأسهم. “أ” أول وآخر وأصل وأب وإله.

وماذا تعني المجموعة أ بالنسبة لك؟

  • هي الرواية التي عرَّفتني بقاعدة جمهور أكبر ومختلف قليلًا عن جمهور مجموعتي القصصية السابقة “جامع البنات”. ف”جامع البنات” صوفية الحال، رقيقة الأجواء فيَّاضة المشاعر وتكثر بها التساؤلات، وهي تشبه إلى حد بعيد الفترة العمرية التي كتبتها فيها وتشبه نوعية الأسئلة التي حيَّرتني وقتها. بينما “المجموعة أ” تحتك كثيرًا بالواقع، واقع صادم/ مؤلم/ مريض/ اختر التشبيه الذي يروقك حسب زاويتك الخاصة التي تنظر بها لواقعك الشخصي.

هل عايشتِ بعضًا من شخصياتها؟

  • نعم، فكل عمل يصدر لي يحمل جزءًا مني ومما رأيتُ وعايشت وأحببت وكرهت وتعلمت، حتى لو كانت تلك المعايشة موقفًا واحدًا بنيت عليه شخصية كاملة. فالنص مجتمعًا يحملُ من تركيبتي المتراكمة التي تتداخل فيها عناصر كُثُر. وتختلف التركيبة ونسبة العناصر بعضها لبعض من عمل لآخر، لكنها في النهاية كلها مجتمعة تحمل أجزاء مني، وإن كان جزء الخيال يمتلك أسهم أكبر من جزء الواقع، لكنهم جميعًا أذرعي التي أعبر بها عن نفسي وعن عوالم تدور حولي/حولنا.

ما هو إحساسك والطبعة الثانية منها على وشك الصدور بعد معرض الكتاب؟

  • هو نفس أحساسي كلما أعرف أن نسخة جديدة بيعت أو أن أحدًا اشتراها؛ قلق في البداية ثم ترقب ثم اعتياد ثم مفاجأة حين أقرأ عنها خبرًا أو يرسل لي أحد القراء رأيًا. قلبُ الكاتب معلقٌ في غلافِ كتابه؛ أينما حطَّ الكتاب سقط القلب.

الكاتبة هبة أحمد حسب والإعلامي رامي رضوان

 

هل تتوقعين أن يتم إنتاجها في صورة حلقات تليفزيونية؟

  • أتمنى نعم، أتوقع لا.. أعتقد أن الإنتاج الفني ليس بحالة جيدة في الفترات الأخيرة. ولو كنتُ مكان أي مُنتج فني ما غامرت بأموالي لأنتج عملًا لكاتب ليس وراءه تاريخ طويل من النشر. وخسارات هذه الأيام غير سريعة الاستدراك.

خلتطك الكتابية متعلقة بالروح عادة، هل أنت إنسانة متعلقة بالأرواح؟ وهل تؤمنين بالغيبيات؟

  • نعم، تربيتُ في بيتٍ صوفي، وإن كان مصطلح “صوفي” غير متردد في هذا البيت لكنه صوفي بامتياز. أخذني جدي طفلةً لزيارات آل البيت والأولياء دون وعيٍ مني أو فهم. ثم وعيت قليلًا فشاهدته يستيقظ في الليالي، صيفها وشتائها، يجلس على سجادة صلاة يتمتم ويقرأ ويسبِّح أورادًا طويلة تنتهي مع طلوع النهار. وكان له جدول أسبوعي لزيارات آل البيت والأضرحة والمقامات الشهير منها والمُتواري. فأنا شئتُ أم أبيت تشممت وتشبعت بتلك الروائح والأنفاس والأرواح.

من مثلك الأعلى في الكتابة، ولمن تقرأين؟

مثلي الأعلى هو يوسف إدريس، وكان أكثر من أقرأ لهم ثم توقفتُ عن ذلك منذ سنوات، ولهذا قصة طريفة.. كنتُ في بداية تجاربي لكتابة القصة منذ أكثر من عشر سنوات أحضر ندوة أسبوعية لشباب الأدباء، وكان كل كاتب يطبع عدة نسخ من القصة التي سيقرأها على الحضور. وبعد إحدى الندوات كنتُ أجلس مع صديقاتي جاءني أحد شعراء العامية يسأل: مين فيكم هبة حسب؟ فلم أرد في البداية، كان يسأل بعصبية و”حمقة” غير مفهومة. وحين كرر السؤال أجبته: أنا.. فسألني عن إحدى قصصي كنتُ قرأتها في الأسبوع السابق وطلب مني نسخة من القصة. أعطيتها له في صمت فأخذها وتركنا في صمت أيضًا. وفي الأسبوع التالي جاءني نفس الشاعر (الذي أصبح صديقًا فيما بعد) وأعطاني القصة وقالي له أن أحد الأشخاص الذين يثق بتحليلاتهم النقدية يخبره أنه سمع بنتًا في الندوة الأدبية كتابتها تشي بأن “يوسف إدريس جديدًا قادمًا إلى الساحة الأدبية”، وتراهنا على مبالغة الناقد فيما يقول. ثم يخبرني سعيدًا أنه خسر الرهان وأن كتابتي مميزة. منذئذٍ توقفتُ تمامًا عن القراءة ليوسف إدريس خشية التأثر والتلَبُّس، وللحفاظ على لغتي الخاصة خالصة مميزة تشبهني أنا وحدي ولا تشبه أحدًا حتى لو كان يوسف إدريس.

هل فن القصص القصيرة أحب إليك أم الرواية.. ككتابة طبعا؟

  • الرواية تشبع الرغبة الجائعة بداخلي للكتابة بنهم وانطلاق كقطر لا يعبأ بمحطات. بينما تظل القصة هي معشوقتي الصعبة، أُمُّ خبرتي وبنتُ تجربتي. أجد اللذة في مراوغتها حتى أُحكم السيطرة عليها فأطوِّعها لأفكاري أو تحكم هي السيطرة عليّ فتغلبني وفي الحالتين أنا منتصرة لا شك. والقصة عكس ما يقول نقاد الجيل أنها فنٌ في طريقه إلى اندثار وأن الرواية تسحب البساط بعيدًا. وأنا، وأنا أكتب الاثنتين، أقول إن القصة فنٌ مُحايل ومتطور ومواكب للعصر وسرعته وما زالت تسود المشهد الأدبي، بينما الرواية فنٌ جامد مؤطَّر في قوالب. والدليل أننا على صفحات التواصل الاجتماعي نرى يوميًا مئات بل آلاف المشاهد القصيرة التي يحكيها أصحابها وتبدو لنا كقصص قصيرة مكتملة الأركان غير أن أصحابها ليسوا من فئة الكُتاب. فها هي القصة تصل للقارئ أينما جلس وفتح هاتفه، وها هي يكتبها أي شخص مرّ بقصة ويقرأها الآلاف. بينما الرواية مهما تقلصت و”اتسخطت” لتصبح “نوفيلا” ليس لها إلا الكتاب الذي مهما بلغ عدد مشتريه لن يضاهي عدد الملايين الذين يتعرضون لآلاف القصص كل يوم. القصة تنال قارئها في كل وقتٍ ومكان.

الكاتبة هبة أحمد حسب والإعلامي رامي رضوان

 

هل هناك أعمال قادمة لك قريبًا؟

  • العمل الجديد رواية أجيال لم تلحق المشاركة بمعرض الكتاب للأسف. راودتني فكرتها وبدأتُ فيها عام 2014 وها نحن بعد 6 سنوات سنبدأ استعدادات نشرها بعد انتهاء المعرض بإذن الله.

وما هو حلمك ككاتبة؟

أن يسعني الوقت لأكتب آلاف الأفكار التي تتخطَّف عقلي كل يوم، وألا يندم قارئٌ يومًا على وقتٍ أو مالٍ دفعه في كتابٍ لي.

بحضور الإعلامي رامي رضوان.. الروائية هبة أحمد حسب ناقشت روايتها “المجموعة أ” (فيديو وصور)

 

تابع مواقعنا