الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لماذا هاني أبو ريدة؟

القاهرة 24
الثلاثاء 28/يناير/2020 - 03:47 م

في معظم بلدان العالم المسؤول الذي يستقيل أو تتم إقالته لا يعود لمنصبه ابدًا لكن ذلك لأن الاستقالة أو الإقالة تتم بناءّ على أسس علمية وحقائق مثبتة سواء فشل فيما تعهد بأنه سينفذّه أو ثبت عليه بالدليل القاطع أنه لا يصلح للمنصب.

لكن في محيطنا الشرق أوسطي شاهدنا كثيرًا من المسؤولين يُقالون أو يستقيلون ثم يعودون لمناصبهم، وهذا يحدث لأن أسباب الاستقالة أو الإقالة لم تكن مقنعة خاصة في مجال مثل كرة القدم فالقرارات في معظم الأحيان تصدر لامتصاص غضب الجمهور بعيدًا عن كفاءة المسؤول.

من هذا المنطلق لم أتعجب من الأخبار التي تم تداولها عن نية المهندس هاني أبو ريدة الترشح لرئاسة اتحاد كرة القدم الذي استقال منه ومجلسه بعد الخروج المدوي لمنتخب مصر من دور الـ16 في بطولة الأمم الأفريقية التي أقيمت في مصر في الفترة بين 21 يونيه و19 يوليو 2019.

هذه الاستقالة كان وراءها أسبابا كثيرة ربما معظمها لا يتعلق بدور هاني أبو ريدة نفسه، لذلك فأنا أرحب بهذا القرار فالتجربة أثبتت إننا بحاجة لقوة ونفوذ هذا الرجل في الاتحادين الإفريقي والدولي لكرة القدم.

الترحيب بالقرار له أكثر من مبرر فلسان حال جماهير كرة القدم في مصر بمختلف انتماءاتها يردد نغمة واحدة وهي سيطرة التونسي طارق بوشماوي والمغربي فوزي لقجع عضوا الاتحاد الافريقي لكرة القدم على زمام الأمور داخل الكاف، لصالح أندية ومنتخبات بلديهما.

ولذلك وأكثر أقول نعم لرئاسة هاني أبو ريدة للاتحاد المصري لكرة القدم لدورة جديدة، فنحن بحاجة لمثل هذه النوعية من القيادات والتي لها ثقل ووزن وكلمة مسموعة داخل الاتحادات القارية والدولية، وأبرز الأدلة أنه حين واجهت مصر جنوب إفريقيا لتنظيم كأس العالم 2010 فازت الأخيرة بالتنظيم وحصلت مصر على “الصفر” الشهير، لكن بعد 9 سنوات وحين تكررت المواجهة للمنافسة على تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية فازت مصر بـ16 صوت مقابل صوت وحيد -وهو الصوت الخاص بدولة جنوب أفريقيا- .

ولذلك حصد الاتحاد المصري جائزة أفضل اتحاد للكرة في 2019، والمعروف للجميع إن هذه الجائزة ربحناها تقديرا لمصر على استضافتها بطولتي كأس أمم إفريقيا للكبار، وكأس أمم إفريقيا تحت 23 عاما، خلال عام 2019 بنجاح تام وواضح للجميع.

والحقيقة أن هذه الجائزة كانت تقديرًا ل “شخص” هاني أبو ريدة عند صنّاع القرار في الكاف، حتى وإن كان هناك اتجاه داخل الكاف لمنح أبو ريدة جائزة مستحدثة، وهي جائزة الشخصية الرياضية لعام 2019، تكريما له على قيادته للاتحاد الذي استضاف كأس أمم إفريقيا، لكن الإدارة العليا لـ “كاف” استقرت في النهاية على منح الاتحاد المصري جائزة أفضل اتحاد، واستلام أبو ريدة لها تكريما له بالاتفاق مع عمرو الجنايني رئيس اللجنة الخماسية المكلفة بإدارة اتحاد الكرة الآن.

أما فيما يتعلق بفساد الرجل كما يروّج البعض له فالحقيقة أن هناك جهات رقابية هي الوحيدة المنوط بها التحقيق في هذا الأمر وفي النهاية ستتم إدانته لو كان مُدانا، لكن حتى هذه اللحظة لا يمكن اتهام الرجل بأي شكل أو تشويه سمعته دون دليل واضح.

ورغم وجاهة رأي البعض بأنه من حق المصريين رؤية وجوه جديدة تحكم مقاليد الأمور في الجبلاية، لكن الحقيقة نحن جربنا هذا بالفعل، ورغم ذلك يظل “أبوريدة” الأقوى فحتى الآن وبحسب اطلاعي على هذا الملف فإنه يتدخل لإنهاء كثير من الأزمات وهذا ما يثبت أنه رجل دولة حقيقي، وليس “طق حنك” كما يفعل البعض.

أعتقد أنه لو صدقت الأنباء سيكون المنصب محسوما له بالتزكية، ولكن بعيدًا عن المعارك الإنتخابية فإن ما يعنينا نحن إن فاز أن يكون خير نصير وداعم للأندية المصرية كما يفعل نظرائه من المنتمين للاتحادات المختلفة بدعم أنديتهم ومنتخبات بلادهم داخل الكاف والفيفا.

تابع مواقعنا