إسفاف أم حرية؟.. “القاهرة 24” يحاور مؤلفي كتب أثارت الجدل في معرض الكتاب (صور)

شهد معرض الكتاب في نسخته لعام 2020، تواجد العديد من الكتب التي حازت انتقادات واسعة ووصفها البعض بأنها تحمل محتوى لا يرقى أن يوضع في كتاب ويُعرض في ملتقى ثقافي كمعرض الكتاب، الأمر الذي تناوله العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية تارة والهجوم تارة أخرى.

“القاهرة 24” تجول في معرض الكتاب لرصد عدة نماذج لكتب أثارت الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واكتشاف ما بها من محتوى لم يلقَ استحسان الآلاف.

شقط مبكر في معرض الكتاب

في الصالة رقم 2 جناح A21 هناك كتاب بين العديد من الكتب المطروحة للجمهور ويحمل اسم “اللبوسة”.

هذا الكتاب يحمل العديد من العناوين الفرعية في صفحاته المختلفة، من بينها “ازاي تخلع من القفشان”، والتي يصفها البعض بأنها إسفاف لا يرقى أن يتم طباعته داخل كتاب ويطرح للجماهير.

“ازاي تخلع من القفشان” يحوي العديد من التفاصيل والتي جاءت نصًا كالآتي:

• هو أنا مش بتصل بيك مبتردش ليه؟ = كنت بنضف الشقة -شقة إيه.. بتنضف بقالك يومين؟! =منا هقولك أصل محدش هنا خالص.. عارفه أحمد صاحبي الطويل القمحاوي اللي ودنه بتطرطأ لما بيحلق؟ =هي اولريدي مطرطأه من غير حلاقة. =المهم يعني كان سهران معايا وبهدلنا الشفة بقي بقايا بيتزا وكراتين وسلوفان الكريبات دة و آزازيز بيبس وأعقاب سجاير.

فيما حملت الصفحة رقم 55 عنوان “عصابة سرقة الزوجة النكدية”، والتي جاء في نصها الآتي: = استاذ أحمد؟! – أه = جوز استاذة منى؟! – أيوة أنا الزفت مين معايا = احنا عصابة الوفاء والأمل – ماشي = ماشي أيه يعني؟! – اعملك أيه يعني = أنت مش ملاحظ أن مراتك مش موجودة في البيت؟! – أه وقاعد أسجد وأعمل طيارة أبو تريكا في الصالة ومن ساعتها ومبسوط =ماشي احنا اللي خاطفينها.. وعاوزين 100 ألف جنيه فدية اهاهاهاهاهاها بجد؟!

من جانبه، قال نادر بكر مؤلف كتاب “اللبوسة”، إن سبب اختياره لهذا الاسم أنه كان يدرس في كلية التمريض في أثناء تأليف الكتاب، مبينًا أنه “اسم غريب يشد أي حد معدي في المعرض”.

وأضاف بكر في تصريحات لـ”القاهرة 24″، أن عمر كتابه 4 سنوات وما يعرض في معرض الكتاب الحالي هو الطبعة الخامسة، متابعًا: “اللبوسة عبارة عن اسكتشات كوميدي لمواقف حياتية بشكل  هزلي مُستعيناً بمنشورات فيس بوك التي كنت أنشرها علي حسابي الشخصي”.

وأشار بكر إلى أن كتابه استغرق شهرًا واحدًا لتأليفه، معلقًا على الانتقادات التي وجهت إلى كتابه بأنه كتب عبر حسابه على “فيس بوك” أن كتابه “خفيف ونكت مش أكثر”، مشيرًا إلى أنه يقدم محتوى كوميدي ولا علاقة لكتابه بالأدب.

ورفض مؤلف “اللبوسة”، فرض الرقابة علي الكُتب المطروحة داخل معرض الكتاب، قائلًا: “ملهاش لازمة أنك تعمل رقابة أصلاً.. وعلى القارئ اختيار ما يناسب ذوقه الأدبي وما يفضل قراءته”.

بلا نيلة

داخل نفس الصالة وذات الجناح، هناك كتاب آخر يحمل عنوان “بلا نيلة”، في صفحته الـ77 عنوان “أب وأم عايزين ضرب الشبشب”.

ذاك العنوان حمل نصًا جاء كالآتي: “امبارح كنت في مول داون تاون إسكندرية وعشان امبارح جمعة فالدنيا زحمة بقى وهيصة، وقبل ما نروح بشوية دخلنا كارفور عشان نشتري شوية حاجات قبل ما نروح، وعند قسم الملابس كان في أسرة عبارة عن أب وأم وطفل كبير شوية 4 سنين مقعدينه في الترولي بتاع الماركت، وطفل تاني لا يمكن يزيد عن 4 سنين مقعدينه في الترولي بتاع الماركت، وطفل تاني لا يمكن يزيد عن سنتين ممشينه علي الأرض جميل.. أسرة جميلة، اللي جميل بقى أن الأم الأمورة اتشغلت في عرض كدة علي البديهات”.

وفي إحد صفحات “بلا نيلة” دونت كاتبة الكتاب فقرة حملت رقم 59، قالت فيها: “في نوعية من الكائنات اللي عايشين معانا علي نفس الكوكب الفيس بوكي والنوعية منها ذكور من نوعيه مخاوي الليل الواد الجامد واللي آخره الأسماء العجيبة، وده كائن فيه منه مسالم بيتغذى علي البلوك وبيحلي بالشتيمة وبيبقى منشكح آخر حاجة ونشاطه عبارة عن شقط البنات من البوستز بتاعة صحابه، وتلاقيه راح مبرشط في البوست أوي وأي تاء مربوطة، وأرشق يا معلم البنت تبقي كاتبة واو جميل وده يقولها روعة كومنتك بتدل علي رقة إحساسك إلهي تنشك في..”.

من جانبها قالت هند عبدالله، الشهيرة بـ”نور مانجا”، إن كتابها “خفيف ولطيف”، مبينةً أنها كتبته منذ أربع سنوات وتلك هي الطبعة الرابعة للكتاب.

وأضافت نور مانجا في تصريحات لـ”القاهرة 24″، أن الكتاب هدفه انتقاد الأوضاع السلبية داخل المجتمع، مشيرةً إلى أنه لقي إعجاب الكثيرين، موضحةً أن انطباعات البعض عن الكتاب منذ 4 سنوات كانت تصف محتواه “بالمبالغة”، ولكن مع مرور السنوات قالوا إن الانتقادات بداخله حقيقية و”أقل من اللي بقى يحصل بكثير”.

وحول الفترة الزمنية التي استغرقتها في كتابة “بلا نيلة”، بينت أنها استغرقت نحو عشرة أشهر في كتابه كِتابها.

وتابعت: “طبيعي يبقي فيه ناس مش عاجبهم الكتاب زي ما فيه ناس عاجبهم، مفيش كتاب فالدنيا الناس اتفقت عليه دي حاجة متزعلش خالص”، مشيرةً إلى أنها مع فرض الرقابة علي المحتويات المقدمة للأطفال داخل المعرض، ولكنها ترفض فرض الرقابة علي المراهقين والشباب فوق السن، مبينة أن الشباب يستطيعون الحصول على المعلومات من الميديا والإنترنت.

الاهتمام مبيتطلبش

داخل الصالة 2 جناح B50 وجدنا كتاب آخر بعنوان” الإهتمام مبيتطلبش” جاء في الصفحة 88 فقرة بعنوان “الإستمرارية”، قال فيها الكاتب: “في بنات ممكن يكراشو كل يوم علي راجل مختلف انهاردة عمرو بكرة كريم بعده يوسف ، يوم الخميس عادل والجمعة إجازة.. أي واحد نافخ عضلاته وواخدله حقنتين نكراش عليه.. لأ وألف لأ مش هو دة الحب لو لقيتي مشاعرك اتغيرت ناحيته في وقت قصير يبقي انتي مكنتيش بتحبيه.. كان مجرد إعجاب وراح لحاله.. لكن لو مشاعرك فضلت ثابتة مع الأيام وزي ما هي متغيرتش يبقى اللي جواكي حب الفيصل هنا هو الوقت الوقت وبس”.

مينا مجدي، مؤلف كتاب “الأهتمام مبيطلبش”، قال إن كتابه عبارة عن “فضفضة ساخرة” هدفه مخاطبة الفتاه بشكل عام وسرد المُشكلات العاطفية والاجتماعية والنفسيه التي تواجه الفتاه داخل المجتمع وطُرق التعامل مع هذة المشكلات ومُعالجتها.

وتابع مينا في تصريحات خاصة، أن الكتاب لقى إعجاب الكثيرين من القراء، متابعًا: “كل يوم بلاقي متابعين ومعجبين جُدد للكتاب، وتلقيت اتصالات من قراء في سيناء قالولي قبل ما نقرأ الكتاب مكناش عارفين نتعامل مع مشاكل بناتنا ورفضهم لزاوج الصالونات ودلوقتي بينا عارفين نتعامل معاهم”.

وفت مؤلف “الاهتمام مبيتطلبش”، إلى أنه تأليف كتابه استغرق شهرًا واحدًا، متابعًا: “الفكرة جاتلي ابتديت انفذ على طول”، مردفًا: “مشوفتش أي انتقادات سلبية للكتاب حتى الآن واللي وصلي من الناس إني ليه دائمًا بكتب عن البنت ومافي كتب موجهة للذكور”.

وأوضح أن بعض الانتقادات الموجه لأسلوبه في عدم استخدام العربية الفصحى: “أنا شاعر عامية ده أسلوبي”، وأن اللغة المصرية العامية “جميلة” وأسلوب الكتابه بها من أهم أساليب الكتابة المستخدمة في الفترة الحالية، مشيرًا إلى رفضه التام لفرض الرقابة علي الفن بشكل عام، ولكن يجب أن يكون هناك رقابة داخلية داخل دور النشر، لحظر استخدام ألفاظ خارجة في الكتب المطبوعة داخل دور النشر المختلفة.

اقرأ أيضا:

تعرف على أبرز برامج فعاليات معرض الكتاب الدولي 2020 (صور وفيديو)

رئيس الوزراء يفتتح فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب