الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لا أريد لتلك “المباراة” أن تنتهي!

القاهرة 24
الثلاثاء 04/فبراير/2020 - 11:59 ص

لم يكن في اليوم ثمة شيئ غريب، لا الهواء حامض ولا السماء فيها أي غيوم، لم نرى غرابا كي يقول لنا إن تلك الساعات نذير شؤم، ولم يغضب الكون بأمطاره ليعيق الطريق، بل كان يومًا شتويًا ذا شمس دافئة ولسعة برد يزيلها حرارة التشجيع، هل كان العالم يستعد لاستقبال الزهور الذين ارتدوا اللون الأحمر في الصباح ونزفوا في الليل.

لم يراودني شك في صدقهم، لا لأنهم شباب مثلي عرفوا معنى الانتماء من خلال “تيشيرت” أي كان لونه، بل لأنني أثق كثيرًا فيمن يحبون كرة القدم.

الموعد كان الأول من فبراير عام 2012، يوم للمتعة، وللإثارة، ولبعض المناوشات هنا وهناك كالعادة في مباريات الأهلي مع النادي المصري البورسعيدي، مناوشات لا يمكن فصلها عن متعة كرة القدم التي تشمل أيضًا الأخطاء التحكيمية، مناوشات ناتجة عن حب جنوني للعبة ولم نكن استثناء ففي ببلاد العالم جنون التشجيع ظاهرة طبيعية.

المشوار لم يكن بعيدًا، وصلوه سريعًا يهتفون “يوم ما أبطل أشجع هكون ميت أكيد”، كل شيء يمر أمام عيني كأنه البارحة، هتافات، تحذيرات ما قبل الذهاب، توسلات بعض الأهالي لأولادهم كي يبقوا ولا يذهبوا، كل شيء لم أنسَ مشهدًا واحدًا.

انتهت المباراة، لا يهم النتيجة، لأن هناك 72 شابا سقط، 72 حلما قد ذهبوا، 72 نفسا تقطعت وتمزقت قلوب ذويهم وأنفطرت، و72 يدا ستبني البلاد قُطعت، لو لم يموتوا لكان منهم من سيبني بيتي، أو يغني في فرح ابنتي، ربما كانت معارك النصر تنتصر بأحدهم لكنه هُزم قبل أن يستعد لخوضها.

لم يضاهيهم أحد في صدقهم، أحبوا اللون الأحمر فسالت دمائهم بنفس اللون في نهاية مباراة، أحبوا الكيان فكانت آخر كلماتهم “الحقوا اللعيبة”، هؤلاء شباب صدقوا فيما قالوه.

هل أنتهى بكاء القلوب الحزينة، الكوارث المفُجعة، هل اكتفت الملاعب بالدماء، هل انتبهت الأجهزة الأمنية للمصائب، هل أعرض عنا “فبراير” بعد ذكراه الأليمة.

الإجابة لا! فبعد ثلاثة أعوام وفي الثامن من فبراير 2015 تكرر الأمر ولكن هذه المرة في مواجهة بين الزمالك وإنبي، ليسقط 22 شهيدا آخرين كان هتافهم المدوي “الزمالك ده أعظم نادي.. الزمالك وأفديه بحياتي” هم أيضًا سقطوا وفاءً لناديهم، هم أيضًا هتفوا قبل الموت “افتح بنموت”، أما أنا فكلما مر علي هذا الشهر أقول “لا أريد لتلك المباراة أن تنتهي” سواء الأهلي والمصري أو الزمالك وإنبي، المهم من ألا تنتهي ألا يحدث هذا كله!

تابع مواقعنا