الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عتاب محبة.. لا تخذلوا مؤمن زكريا

القاهرة 24
الثلاثاء 11/فبراير/2020 - 05:19 م

المرض هو الشيء الوحيد القادر على إعادتك طفلًا من جديد، طفل لا تُهمه الأموال قَدْر الكلمة الطيبة، يفرح بالبسمة الحانية وسؤال الأصدقاء وزيارَات الأقارب والذِّكرى بالخير، ربما لذلك جعله الله تكفيرًا للذنوب أن تشعرَ أنَّ الله يبتسم لك.

ولذلك أيضًا فإن الأطباء جميعًا أجمعوا على أن الحالة النفسية لأي مريض جزءٌ كبيرٌ من علاجه، ولذلك أيضًا فإن أي تقصير لا يمكن سوى وصفه بالـ”خُذلان”.

“هناك تفاصيل لا تُحكى إلا لله”، كلمات كتبها نجم الأهلى مؤمن زكريا على حسابه بتويتر تحكي الكثير، فـ”الحرّاق” لا يزال يتذكر تفاصيل كثيرة عاشها بين جمهور القلعة الحمراء، الهتاف باسمه، أهدافه، حب النادي، كم مرة سمع أن “النادي بيتك” من مسؤولي الأهلي، وكم مرةً أكدَّ هو أنه ابنٌ بارٌ لهذا الكيان الكبير.

لكن رغم كل ذلك يبدوا أن “في الفم ماءٌ” ومؤمن زكريا لا يريد إفراغ هذا الماء بتصريحات تدين ناديه، ولكنه أفصح دون أن يوضح عما يعانيه، فحين سُئِل عن دعم النادي الأهلى له قال: لم أجد دعمًا معنويا أو ماديا، وحين سُئل أيضًا هل يتصل بك زملاؤك أجاب “لا تعليق”!

ورغم اختلافي بعض الشيء في هذا الأمر، لأنَّ من تكفل بعلاجه هو المستشار تركي آل الشيخ، المستشار الشرفي للنادي الأهلي -في ظل منظومة قوانين قد لا تسمح بصرف الكثير- أقولُ برغم ذلك فإن غياب الدعم المعنوي في رأيي تقصيرٌ من النادي الأهلى المعروف بوفائه للاعبيه.

هذا التقصير لم يقابله “مؤمن” بجفاءٍ بل لم يتأخر لحظة واحدة في دعم زملائه فحضر مباراة الأهلى والنجم الساحلي التونسي في المواجهة الهامة ببطولة دوري أبطال إفريقيا، مؤمن فعل هذا لأنه أهلاوي حتى النخاع، حتى لو ارتدى فانلة نادي الزمالك في يوم من الأيام، لأن هذا هو الاحتراف، شاءَ من شاء وأبى من أبى.

“مش عاوز أقول حاجة تحزّن الجمهور” إجابة أخرى لمؤمن زكريا عن سؤال وجه له: هل تأخر عنك النادي الأهلي؟ لكن ما لا يُدركه الـ”حرّاق” أن تلك الإجابة أحزنت الجمهور بالفعل لا من أجل النادي بل من أجلك أنت، أما الذين خذلوك فليس لديهم في قلوبنا أدنى رصيد.

مؤمن زكريا يخضع للعلاج في أمريكا الآن، ولدي من الثقة فيه وفي قوة إرادته ما يجعلني آمل بعودته القريبة للملاعب ليملأها صخبًا وأهدافًا جميلة، أما الذين خذلوه فيكفي أن نقول إن هذا الابتلاء وارد أن يحدث لأي شخص وقتها سيعرف كم يعود طفلًا يحتاج للمحيطين به أن يعتنوا به جيدًا.

تابع مواقعنا