الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بالنقاب.. فتيات يتعلمن “البنجاك سيلات” الإندونيسية لحمايتهن من التحرش (صور وفيديو)

القاهرة 24
كايرو لايت
الخميس 13/فبراير/2020 - 11:13 م

بصالة ألعاب المركز الثقافي الإندونيسي بالقاهرة يُرفع الستار عن مشهد يُسعد كل عين تراه، مجموعة بنات يصطففن واحدة بجوار الأخرى ليتلقين درسًا من مدرب لا يقل في الالتزام والجدية عنهن شيئًا.

تدريب البنجاك سيلات بالمركز الإندونيسي
تدريب البنجاك سيلات بالمركز الإندونيسي
اللون الأحمر هو المسيطر على المشهد الذي سطرت خطوطه فتيات مصريات قررن أن يتعلمن رياضة قتالية تدافعن بها عن أنفسهن من كل معتد أو متحرش، إنهن يتعلمن رياضة البنجاك سيلات، إندونيسية الأصل والنشأة، والتي اجتاحت بيوت المصريات كوسيلة يجدن بها ما يجعلهن مقاتلات دون أية عوائق تمنعهن من ذلك، وبأبسط الإمكانيات الممكنة.
تدريب البنجاك سيلات بالمركز الإندونيسي
تدريب البنجاك سيلات بالمركز الإندونيسي
تجلس رضوى شريف، 22 عامًا، وخريجة كلية الزراعة جامعة عين شمس، وسط الفتيات تنصت جيدًا لما يقوله المُدرب لها، حدثناها عن الرياضة، فأوضحت أنها دخلتها في شهر أغسطس عام 2016 بعدما عرفتها من إحدى صديقاتها، وقد اكتشفت أن  السيلات مفيدة حيث حصلت حاليًا على”حزام وردة 2″، ومن المقرر أن تتسلم “الحزام 3” خلال شهر من الآن، فهي حلمها أن تحصل على الحزام الأزرق وتكون مدربة.
رضوى شريف
رضوى شريف
وتابعت: “قبل السيلات كنت بحب الرياضة لكن مكنش عندي صبر ولا مرونة في الحركات، بعد السيلات اتعلمت إنها بتعلم البنت إنها لازم تصبر وتفكر قبل ما تأخذ قرار تضرب حد، القرارات السريعة تتأخد بحكمة، وأهلي مكنش عندهم اعتراض إلا بعد الإصابات لكن اكتشفوا إنه عادي، والرياضة مأثرتش على دراستي بل ابتديت أجيب امتيازات بعد ما دخلت الرياضة”. وأردفت رضوى أنه تم عمل حوالي 4 بطولات للرياضة في مصر، وقد حصلت هي على مركز أول “كلاس d” في 2017، وأخذت مركز أول في “كلاس e” أيضًا. وعن شروط التأهل للامتحان في هذه الرياضة، فأكدت شريف أنه يوجد عدة شروط من ضمنها السير حوالي 45 كيلو مترًا من “شبرا حتى بنها”، أما عن اللغة فلم تشكل عائقًا أمام المتدربات، فالمدربون يتقنون اللغة العربية ويتحدثون بها مع المتدربات المصريات، بخلاف بعض الكلمات الإندونيسية البسيطة المستخدمة أثناء التدريب، وهناك العديد من المتدربات يعرفن اللغة الإندونيسية وتعلمنها في المركز الثقافي الإندونيسي. أما الزي الرسمي للسيلات، فأشارت رضوى إلى أن بدلة السلات لونها أحمر، ومنها البناطيل ومنها الجيبات، وذلك لتبلي احتياجات المحجبات والمنتقبات في التدريب، مما جعل البنات توافق على تعلم هذه الرياضة، فهي توافق تقاليد الزي الإسلامي. صديقتها صفية أسامة البالغة من العمر 18 عامًا، طالبة بالصف الثالث الثانوي الأزهري، تهاجم بجسارة في التدريب، لم يمنعها النقاب من ممارسة اللعبة والتدريب والوصول لمراكز بها مكّنتها من الحصول على أحزمة فيها.
صفية أسامة
صفية أسامة
تروي صفية تفاصيل دخولها لعالم البنجاك سيلات مؤكدة أنها عرفت اللعبة من إحدى صديقاتها، وقد أفادتها رياضة البنجاك سيلات في الدفاع عن نفسها أمام أحد المتحرشين ذات يوم. وأضافت لـ”القاهرة 24″: “كنت ماشية عادي في حالي راجعة من الدرس، شاب كان ماشي ورايا قعد يتكلم كلام مش لطيف مردتش عليه، بعدها زاد وتعدي حدوده ومسك إيدي، فأنا بعدت إيده من عليا وضربته في وشه، بعدها هو وقع ومسكت حاجتي ومشيت، والحاجات دي أنا كنت متعلماها هنا، وأنا اتعرضت لموقف زي ده قبل ماتعلم الرياضة لكن للأسف مكنتش عارفه أعمل حاجة وصوتت وبس، لكن الرياضة علمتني الدفاع عن النفس”. وعن رد فعل أهلها تجاه لعبها رياضة السيلات، فأشارت صفية إلى أنهم كانوا رافضين لفكرة لعبها، ظنًا منهم أن التدريب على الرياضة به تجاوزات، لكن اكتشفوا أنها أخلاق، وهناك حدود في لعبها حتى أن ملابسها فضفاضة، وليس هناك أي احتكاك بين المدربين والمتدربات، كما أن أهلها أحبوا الرياضة بشدة بعدما استطاعت صفية أن تدافع عن نفسها أمام المتحرش بها. تتمنى صفية أن ترفع من مستواها أكثر في الرياضة، وتصل لدرجة ليونة مرتفعة في اللعب، وأن تأخذ العلم وتعلمه لغيرها وتصبح مدربة. أما المدرب الإندونيسي المتواجد بصالة التدريب، فقد قطع شوطًا كبيرًا في رياضة السيلات في مصر، فمنذ أن جاء القاهرة عام 2012 وهو يتدرب فيها حتى صار مدربًا لغيره من المصريات والمصريين. تحدث محمد علي، راويًا تفاصيل نشأة الرياضة في مصر لـ”القاهرة 24″، فالرياضة بها مدرستين، إحداهما هي “التابكسوتي” وهي التي يرتدي فيها اللاعبون واللاعبات زيًا أحمرًا اللون، بينما المدرسة الأخرى زيها الرسمي لونه أسود، وقد بدأت السيلات في مصر عام 1992 في مدينة البحوث الإسلامية بالعباسية، قبل إعلان التدريب رسميًا بالبلاد، ولكن أعلن التدريب بها رسميًا عام 2003، وعدد المتدربات حوالي 300 وهناك تزايد في العدد، حيثتم فتح فروع عديدة.
المدرب محمد علي
المدرب محمد علي
وأردف: “نعلم البنات أشياء ضد التحرش ودفاع عن النفس في الطريق، أبسط حاجة يمكن أن تُقال عن مميزات السيلات أنها قتال شوارع، وفرق اللعبة عن الكونفو والكراتيه هو الإسقاط والإيجاد”. روني الزبيري، الوحيد بمصر الحاصل على حزام أسود بوردة واحدة في رياضة البنجاك سيلات كأعلى مستوى في اللعبة بمصر، وأول من علم الرياضة للمصريين والمصريات، قد جاء لمصر عام 2005.
روني الزبيري
روني الزبيري
وأضاف الزبيري لـ”القاهرة 24″ أن رياضة السيلات قد دخلت مصر في الثمانينات عن طريق الطلاب الإندونيسيين الذين يدرسون بالأزهر الشريف، وقد تجمعوا مع مدرب لهم وأحبوا أن يتدربون مع بعضهم، حتى انتشر الأمر، وقامت السفارة الإندونيسية بالقاهرة في عام 2011 بفتح فرع تدريب وتمرين رسمي داخل المركز الثقافي الإندونيسي لتعليم المصريين والإندونسيين المقيمين بمصر رياضة السيلات، وقد فتحت العديد من الفروع بمختلف أنحاء مصر وأصبح طلاب المركز هم المدربون بهذه الفروع. وتابع: “إحنا هنا في مدرسة سيلات تابكسوتي عندنا 3 مستويات للحزام، المستوى الأول هو الأصفر ويسموه طالب، ومستوى حزام أزرق للمدربين، ومستوي حزام أسود للخبراء، في كل لون حزام يوجد 5 مستويات، بالنسبة للأسود بيكون امتحانه في إندونيسيا أمام الخبير الأعلى حزام هناك، والمصريون لم يحصل فيهم أحد بعد على الحزام الأسود”. وأردف المدرب روني أن هناك نظام غذائي للرياضة، فالأكل الصحي ضروري، وعلى الأقل يجب ألا يأكل المتدرب ساعتين قبل التدريب، وبعد التمرين يأكل أكلًا مفيدًا به بروتين وخضار بعيدًا عن الدهون، حتى يأخذ الجسم شيئًا مفيدًا بعد التمرين. وأشار روني إلى أن رياضة السيلات ليس بها فروق قائمة على حساب سن أو نوع المتدربين والمتدربات، بل إن عدد اللاعبات البنات أكثر من الشباب في هذه اللعبة، وأما بالنسبة للحركات العنيفة القتالية فهي تخضع لقواعد تحمي الفتاة وتحافظ على أنوثتها. أما فرق السيلات عن باقي الألعاب القتالية الأخرى مثل الكارتيه أو الكونفو، فهو كما بيّن روني أنه بشكل عام لمن يشاهد من الخارج هذه الألعاب لن يجد فرقًا، أما المتخصصون فسيعرفون جيدًا أن لعبة السيلات لا تركز على أعضاء معينة في الجسم، بل إن كل أعضاء الجسم تعمل، وعلى سبيل المثال فإن رياضة “التايكوندو” يتم استخدام الرجل فيها أكثر من اليد، أما السيلات فتركز على كل الجسم. وأضاف: “السيلات ليس بها حركات هوائية، في السيلات يكون هناك ثبات على الأرض، وبها قتال هوائي بأشكال معينة وأيضًا قتال أرضي على الأرض للدفاع عن النفس، فلعبة سيلات ليست بعيدة عن ثقافة إندونيسيا، فهم هناك يتعلمونها من الجدود لأنها جزء من تراث إندونيسيا، وبعض المناطق في إندونيسيا واجب بها على الشباب تعلم السيلات، لذلك ينتشر بها اللعبة”. وأما عن التكاليف المادية لهذه اللعبة في مصر، فذكر روني أنها على حسب مصاريف المكان المختلفة من فرع لأخر، ولكن في المركز الثقافي يكون الدعم كاملًا من سفارة إندونيسيا، وكل المتدربين والمتدربات في المركز قد سجلوا بعدما اجتازوا “الإنترفيو”، فهو بمثابة منحة مجانية للمتدربين والمتدربات من مصر.
تدريب البنجاك سيلات بالمركز الإندونيسي
تدريب البنجاك سيلات بالمركز الإندونيسي

تابع مواقعنا