السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“حبايبنا”

القاهرة 24
الجمعة 14/فبراير/2020 - 04:33 م

كلام كتير اتقال عن الحب فى روايات، وفي السينما، وحتى فى الحياة الواقعية.. قولناه بنفسنا أو سمعناه من غيرنا لينا أو من غيرنا لغيرنا.. مئات الأفلام فيها قصص رومانسية بين أبطالها أكيد كل حد فينا لقي نفسه على الأقل فى جملة على لسان بطلها أو بطلتها.

دي مجموعة من الجمل اللى كانت فى حوار أعمال أدبية أو درامية أو سينمائية عالمية أو عربية مهمة.. جمل بتعرف الحب من وجهة نظر اللى قالوها.. جايز يعجبوكم كلهم.. جايز محدش فيهم يعجبكم خالص.. جايز يعجبكم فيهم جملة واحدة بس أو أكتر.. فى النهاية الموضوع نسبي، وخاضع لذوق كل واحد ونظرته للحب:

Love story (1970) –

“أجمل معنى للحب هو أن لا تضطر للإعتذار أبداً”

The Time Traveler’s Wife (2009) –

“الليلة أشعر أن حبّي لك أكثر قوّة حتّى مني أنا.. كما لو أنّ هذا الحبّ يمكن أن يستمرّ من بعدي، يحيط بك و يحضنك.”

Gone with the wind (1939) –

” أحببتك أكثر ممّا أحببت أي إمرأة أخرى و أنتظرتك كما لم أنتظر إمرأة أخرى”

Dirty Dancing(1987) –

“أنا خائف من الخروج من الغرفة، وعدم شعور بقيّة حياتي بنفس الطريقة التي أشعر بها عندما أكون معك”

The Reader (2008) –

“هناك شيئاً واحداً فقط يجعل نفسي مكتملةً، ألا وهو الحب”

Braveheart (1995) –

“قلبك حرّ، ليكن لديك الشجاعة للإصغاء إليه و إطاعته”

Titanic(1997) –

“لو قفزتي أنتي سأقفز معك، و لن أتركك بمفردك”

“الفوز بهذه التذاكر كان أفضل ما حدث لي فى حياتي.. لقد أحضروني إليكي”

Bridges of Madison County (1995) –

“كأنّما كل ما فعلته طوال حياتي هو أن أشقّ طريقي إليكِ”

As good as it gets (1997) –

“وجودك يجعلني أرغب ان أكون إنساناً أفضل ”

The Notebook (2004) –

“الحب الأفضل هو الذي يوقظ الروح.. الذي يجعلنا نتطلع ونطالب بالأكثر.. الذي يزرع النار في قلوبنا ويجلب السلام إلى أذهاننا.. هذا ما آمل أن أقدّمه لك إلى الأبد!”

The English Patient (1996) –

” أعدك بأنني سوف أعود إليك.. أعدك أنّني لن أتركك أبداً”

City of Angels (1998) –

” أن أتنفّس عبير شعرها لمرّةٍ واحدة، أن ألمس يديها مرّة واحدة، أفضل عندي من العيش إلى الأبد بدونها”

A walk to remember (2002) –

” على الدوام، سأظل أشعر بأنني أفقدها وأشتاق إليها ولكن حبنا مثل الريح لا يمكنني رؤيته لكن يمكنني الإحساس به”

A Knight’s tale (2001) –

“إن كان لي أن أطلب من الله أمراً واحداً، فهو أن يوقف القمر في هذه الليلة، وأن يجعل جمالك فيها يدوم إلي الابد”

The Fault in our stars (2014) –

” سيكون من منتهى سعادتي أن يُكسر قلبي على يديكِ”

The Wedding Date (2005) –

” أشعر بأنني كنت سأفتقدكِ حتى لو لم أكن قد قابلتك أبداً”

A beautiful mind (2001) –

“إن أهم اكتشاف في حياتي، هو تلك المعادلة الغامضة عن ماهية أسباب الحب، و ما المنطق وراءه.. أنا هنا الليلة فقط بسببك، أنتِ كل أسبابي”

– مسلسل “رحلة السيد أبوالعلا البشري” (1986)

علي لسان البطل “محمود مرسي”: (أنا بتكلم عن الحب المثالي.. عذريته، رومانسيته، بلمسة الطهر اللي فيه، بروح الشاعرية اللي جواه. زمان كنا بنحب زي ما نقرا شعر أو نسمع مزيكا أو نتفرج على لوحات ناجي وصبري ومحمود سعيد.. كانت لمسة من الإيد مجرد لمسة تغيبنا عن الوجدان، ونظرة من العين تسهرنا للفجر، ورعشة الكلمة الحلوة على الشفايف تبكينا.. تصورى إننا كنا بنخاف من القرب أكتر ما بنخاف من البعد وفي ابعد نرجع نحِن تاني.. كانت الأشياء البسيطة جدا في الحياة بيبقى ليها قيمة كبيرة جدًا، وشوشة الريح في الشجر، نور القمر في المكان حولينا.. كل حاجة كان بيبقى ليها معنى وطعم ومتعة.. أغاني أم كلثوم كنا نقعد نسمعها بالساعات منتكلمش خالص، وفي نفس الوقت بنقول كل حاجة.. عشان كدا الحب كان بيفضل ويعيش.. مهما فصلت بين المحبين بلاد وفرقت بينهم جبال حتى.

– مسرحية “سيدتي الجميلة” (1969)

على لسان البطل “فؤاد المهندس”: (الشئ اللي مش قادر أفهمه إني كنت لابس قميص بـ 6 زراير وكرافتة مربوطة وصديري وچاكتة مقفولة ومع ذلك قدرتي توصلي لقلبي و تسرقيه!.. إزاي؟.. ماعرفش!)

  • الروائي الروسي ” فيودور دوستويفسكي” قبل وفاته بـ لحظات قال لـ مراته: (لم أخنك حتى في الذاكرة).
  • في رواية “أنا كارنينا” للأديب ” ليو تولستوي” قال: (إذا البشر أرادوا حياه فليفسحوا في قلوبهم مجري لنهر من الحب)

*الإنبوكس:

أنا “يونس”.. 28 سنة.. خريج كلية تجارة.. هكون شجاع، وهشيل أى خجل من قصتي وهتكلم بدون كسوف عشان الصورة تبقي واضحة وكاملة، وأول خطوات شجاعتي إني معنديش أزمة أكتب إسمي الحقيقي زي ما هو.. “محمد يونس الفخراني”.. هبتدي أحكي عني من كام سنة فاتت.. من 8 سنين.. تحديداً تالتة كلية.. أنا مدمن متعافي..

بدأ مشواري مع الإدمان من أول يوم فى تانية كلية، ووصل لأعلي درجاته السنة اللى بعدها.. نفس الحدوتة المتعادة بتاعت أصدقاء السوء اللي بيكونوا الأبطال الأوائل في القصص اللي من النوع ده، وأنا طبعاً كنت الصيد السهل اللي الريق لازم يجري عليه.. أنا إبن ناس، وأسرتي ميسورة.. مش الغني الفاحش اللي بيوفر لكل واحد فى الأسرة عربية مثلاً لكن عندنا عربية واحدة فى البيت، وعايشين في شقة مِلك فى حتة كويسة، ووالدي كان موظف كبير فى الحكومة، ودخله خلاّه يعلمني أنا وأختي الصغيرة “تقي” تعليم خاص.. إشتراك النادي..

سفرية الصيف فى الأجازة.. اللبس الشيك.. المصروف الكبير نسبياً مقارنة بباقي الزمايل.. كل دي حاجات كانت بتدي صورة إيجابية عني للي بيشوف من بره.. رغم إننا مثلاً مش أسرة بتعرف تحوش مدخرات على جنب!.. فكان الظاهر بتاعنا بيهيأ للناس إننا شايلين شيء وشويات لكن والدي كانت نظرته للحياة إن الفلوس إتخلقت عشان تسعد صاحبها مش للتكنيز.. بالتالي العيال لازم يعيشوا أحسن عيشة بالفلوس اللي أبوهم عملها، وبالنسبة لـ بكره بتاعهم فهو بتاعهم هما، وكل خطواته لازم هما اللي يعملوها بنفسهم زي ما عايزينها تكون، وبدون مساعدة من الأب والأم.. والله بعد عُمر طويل الأب والأم سابوا حاجة يبقي خير، ولو ماسابوش يبقي كتر خيرهم إنهم علموا العيال، وربوهم كويس، وعملوا اللي عليهم.. الحقيقة إن ده وضع كنا موافقين عليه موافقة ضمنية إحنا الأربعة، ومريحنا..

دخلت الكلية.. أول سنة كنت الأول على الدفعة.. تاني سنة خُد جرب دي كده، هتعجبك.. جربت، وإتعلقت.. سنتين كاملين.. المخدرات أخدت كل مصروفي.. رغم محاولاتي للمدارية لكن غصب عني تأثيرها ظهر على صحتى ودراستي.. والدي عرف.. تعب، وجاتله جلطة.. والدتي خرجتني من الكلية، وعملت لى وقف قيد، وأخدتني لـ مصحة عشان أتعالج.. هربت منها.. ماقدرتش أبعد عن الكيف..  بس هجيب فلوس منين!..

بيعت ساعتي، وموبايلي، وإستلفت من قرايبي.. لكن وبعدين.. الفلوس خلصت، وحتى مجرد إستمرارى فى الإقامة عند الزميل الفالصو اللي كان سبب إدماني بقي غير مرغوب فيها.. ما خلاص “يونس” بقي الجربة المنفض اللي مفيش من وراه رجا هيخليه ليه!.. طردني.. لجأت لـ طوب الأرض محدش تقبلني، ولا فتح لي بابه..

رجعت البيت.. رغم إن والدي جاله بسبب الجلطة شلل فى جنبه الشمال كله، ولسانه فقد القدرة على النطق لكن لما شافني ضحك، وقال إسمي، وخدني فى حضنه.. دي كانت الإشارة.. الإشارة ليا عشان أحاول أرجع لـنفسي بتاعت زمان.. ده اللى جه فى بالي لكن واضح إنها كانت إشارة من ربنا برضه لحاجة تانية خالص لما شاء إنه يسترد وديعته ويتوفي والدي بعد رجوعي للبيت بإسبوع واحد بس!.. وفاته كسرتني، وخلّتني أنا كمان فقدت شغفي للحياة.. بس لازم تكمل!.. اللي هو مابقاش فيه خيار عندك خلاص إنت راجل البيت دلوقتي، وماينفعش تسيب أمك وأختك لوحدهم..

أخدت قرار إجباري بالبُعد عن المخدرات.. أعراض الإنسحاب بسبب الإقلاع الذاتي اللي إتبعته كانت مؤلمة وبتسيب شروخ فى الروح قبل الجسم.. كنت بحس إن فيه تعابين بتمشي تحت جلدي، وبتلدغني، وعايز أهرش في كل حتة فى جسمي، وبعمل كده فعلاً بس برضه مش قادر.. تبول لا إردي، تقلصات فى عضلاتي، صداع مش بيروح، نوم ممكن توصل مدته لأيام، عدم رغبة فى الأكل، وترجيع يومي رغم إن مفيش حاجة فى بطني لدرجة إني أوقات كنت فاكر إني هرجع معدتي نفسها!.. غصبت على نفسي مش هبقي خاضع تاني ليها..

والدتي ألحت إني أروح المصحة عشان يبقي الموضوع ماشي سليم، وطبي بس أنا رفضت.. جابلتي دكتور فى البيت يتابع معايا.. حالتي الجسدية إتحسنت.. بس النفسية ساءت.. وزني فقد على الأقل 20 كيلو من الإجمالي بتاعه.. مش هعمل قوي وإني وقفت على رجليا بسرعة..

الموضوع أخد سنة كاملة بس بأضعاف السنتين اللي أدمنت فيهم.. خرجت من الأزمة دي إنسان محطم نفسياً، ومعنديش طاقة لأى حاجة.. رجعت الكلية، على أساس إنها الملاذ الأخير اللي ممكن ألاقي فيه نفسي.. رجعت من الأول لـ سنة تالتة لإني كنت سقطتها.. كان أغلب المعارف إتخرجوا خلاص، وجت دفعات جديدة.. حاولت أتواصل مع البنت اللي كنت بحبها، وأقرب صديق ليا عشان أقابلهم.. رفضوا.. مش رفضوا المقابلة بس لكن رفضوني أنا شخصياً.. مع إن البنت دي عمري ما حبيت حد قدها قبل كده، ورحت إتكلمت مع والدها وأخدت والدي الله يرحمه من إيده فى سنة أولي كلية عشان نخطبها رغم رفضه، وعشان أثبت إني شاريها وعايزها، وكنّا زي العصافير، وكل اللي يشوفنا يقول هيبقوا زوجين فى قمة التناغم.. بس بقي واضح إنها كانت منجذبة لـ وسامة “يونس”، وحال أسرته، والوجاهة فقط لا غير..

مش “يونس” نفسه.. صديق عمري برضه من أيام إعدادي، واللي عمره ما قصدني في حاجة ورديته؛ ردني، وقفل بابه فى وشي.. عدم جدعنته معايا كانت واضحة من بداية ما مشيت فى طريق الإدمان، وهو شايفني بروح منه لـ ناس تانية، و لـ سكة آخرها موت ووقف يتفرج عليا وبخل حتي بـ نصيحة!.. بالبلدي كده “عمل نفسه شجرة”.. قضي الأمر.. أنا لوحدي، ومفيش حد جنبي ولا معايا ولا هيستحملني.. دى كانت قناعتي.. كانت نظرتي واقعية لوصف الحال.. أو كنت فاكرها كده!.. فيه دكتور نفسي أجنبي تم التعاقد معاه من مستشفي كبيرة فى القاهرة عشان ييجي يكون متواجد فيها لمدة 3 شهور.. أمي صممت إني أروح له.. حجزت بصعوبة رغم إرتفاع سعر الكشف عنده.. على مدار 4 جلسات حكيت له عن كل حاجة.. الأجانب ماعندهمش هزار ولا بيخبوا ولا بيجملوا حقيقة مرضك..

حتى لو دكاترة نفسيين اللي هو الفرع تقريباً الوحيد في الطب اللي محتاج تاخد بالك من نفسية مريضك.. لأ.. بيقول لك الحقيقة كده خبط لزق فى وشك.. بعد آخر جلسة كتب فى الورقة بتاعت الملف الطبي بتاعي اللي عملهولي: (السيد “يونس” شخص قابل للإنهيار تماماً).. ماشي يا عم متشكرين..

ماجابش ولا قال جديد.. أدوية، ومضادات للإكتئاب.. والدتي وأختي “تقي” ماسابونيش لحظة.. بقوا هما اللي يهتموا بـ مذاكرتي، وبيا مش العكس!.. الفرق بيني وبين “تقي” 6 سنين بس بوجودها كان عندي إتنين أمهات مش أم واحدة!.. قسموا اليوم بينهم وبين بعض.. تصرفات كتير أثبتوا بيها حبهم الغير مشروط ليا.. ألاقي “تقي” تخبط الباب عليا.. تدخل.. تخطف الكتاب بتاعي من إيدي وتداريه وتقول لي: (ها!).. أرد: (ها إيه!).. تقول: (سمّع).. أقول: (أسمّع إيه يا “تقي”! هو أنا فى حضانة!).. ترد: (عايزة أعرف ذاكرت ولا لأ)..  يخترعوا أي أفلام عشان مابقاش لوحدي أو أقع أسير للإكتئاب.. بالمناسبة مش هما بس اللي كانوا بيعملوا كده.. “شيرين” كمان!..

جارتنا اللي في نفس سن “تقي” وساكنة فى العمارة اللي قدامنا علي طول.. بنت جميلة، وهادية، وكانت بتتلكك عشان تبقي معانا فى الشقة معظم اليوم.. كانت مهتمة جداً بكل حاجة خاصة بيا.. إهتمام من بتاع الأهل واللي من الدم مش أبو أداء واجب.. بـ فضل ربنا ثم وجود التلاتة عديت السنتين اللي باقيين.. وقوف “شيرين” جنبي دعمني بشكل كبير.. إتولدت جوايا مشاعر تجاه البنت دي تضاعفت مع مرور الأيام والشهور..

كان عندها من الشجاعة إنها تسبقني وتقولها فى وشي: (من زمان بشوفك حبيبي).. إستغربت وسألتها: (ده حصل إمتي!).. إستغربت أكتر لما كان ردها إنها كانت بتشوفني من شباك أوضتها اللي مواجه لـ شباك أوضتي، وأنا باخد الجرعة أيام الإدمان، وبقع على الأرض بعدها، وهي كانت بتبكي عشان مش عارفة تعمل حاجة عشاني.. “شيرين” كانت أول حد يعرف موضوع إدماني قبل البيت حتي!.. وفى فترة أعراض الإنسحاب كانت بتبكي برضه وهي شايفاني من الشباك بتلوي من الوجع.. سألتها: (وآخرتها؟، مش هينفع تبقي لـ واحد فاشل ومدمن قديم)..

قالت إنها عدت المرحلة الأصعب وحبتني فى أسوأ حالاتي، ومش محتاجة تشوف مني الحلو عشان تتأكد من حبها ده.. إتخطبنا قبل ما تخلص كلية، وأنا إشتغلت محاسب فى بنك.. إكتفيت من الدنيا بيهم.. فاكر يا “تامر” سنة 2014 لما كتبت فى مرة عندك على فيسبوك عن مجموعة من الجزر موجودين فى أمريكا وآسيا معروضين للبيع بمبالغ بتتراوح من 3 لـ 5 مليون جنيه مصري؟.. طبعاً بأسعار قبل التعويم.. وقتها إنت قولت إن الجزر دي السعة بتاعتها بتشيل من 500 لـ 3000 شخص، ويا سلام لو الواحد أخد حبايبه، والقريبين منه، وجمعوا فلوس من بعض وراحوا قعدوا سوا هناك..

أنا حفظت البوست ده عندي، ومن وقتها بقي دايماً مسيطر عليا هاجس إني عايز آخد كل اللى يهموني فى الدنيا وأقفل عليهم وأعيش معاهم هما بس فى حتة بتاعتنا لوحدنا.. أبعدهم وأبعد بيهم عن كل سخافات البشر اللي حوالينا.. لحد ما جت اللحظة اللى إتحول فيها ده لـ واقع لما شوفت إعلان من الحكومة عن طرح مجموعة من الأراضي فى مناطق صحراوية للإستثمار الزراعي!.. ليه لأ.. مع إنها مش شغلانتي ولا كنت أفكر ولا أحلم بـ كده في يوم.. إتكلمت مع والدتي و”تقي”، و”شيرين”.. رغم إن القرار مش سهل، وحياتنا كلنا هتتنقل لـ حتة تانية خالص، وبعيد بس التلاتة وافقوا.. قدمت.. إتوافق علي طلبي، وأخدت الأرض.. والدتي باعت الدهب بتاعها، ودفعنا المقدم، والأقساط بعدها تباعاً من اللي كنت بدأت أحوشه من مرتبي + مكافأة نهاية خدمة والدي الله يرحمه.. بيعنا الشقة..

إتجوزت أنا و”شيرين”.. إتنقلنا كلنا هناك.. قررنا إن علاقتنا بالمدينة اللي تبعد عننا بالعربية حوالي ساعة ونصف هتبقي فى أضيق الحدود!.. لما وصلت الأرض إتعرفت على شاب مهندس إسمه “طارق” واخد حتة الأرض اللي جنبي برضه.. أرضه أصغر بس هو أخدها قبل ما أنا آخد أرضي فبدأ يزرعها، وظهر جمال المكان بالخضرة اللي فى كل تفصيلة.. هدوء.. بساطة العيشة.. الأرض البكر اللي بتكتشفها من أول وجديد.. “طارق” كان جايب والدته معاه.. إكتشفت من كلامي معاه إن هو كمان، وبسبب الخذلان أخد قراره بالإستقلال والبعُد عن الناس والبداية من جديد، وجاب معاه الإنسانة الوحيدة اللي عارف إنها بتحبه بدون مقابل.. مع الوقت الأسرتين قربوا من بعض، وبقيت أنا وهو أصدقاء كإننا نعرف بعض من سنين.. “طارق” خطب “تقي”!.. ضمينا الأرضين على بعض وحطينا عليهم يافطة كبيرة عليها كلمة واحدة بس.. “حبايبنا”.. إسمعني الإسم د بالذات؟.. أومال إيه!.. ما أصل هما “حبايبنا” دول اللي قادرين يبدلوا حالك من حال لـ حال.. حتي لو كنت شخص قابل للإنهيار تماماً.

*الرد:

النهاردة 14 فبراير.. عيد “الحب”.. الكلمة اللي من حرفين بس، ورغم كده جننت الدنيا من بداية الخلق ولحد نهايته، وقام بسببها حروب، وإتشرد ناس، ومات ناس، وبيها عاش غيرهم.. المحرك الأساسي لأى إنسان فى أي حاجة بيعملها هو “الحب”.. لو مش بتحب الشيء الفلاني أو الشخص العلاني عمرك ما هتديه 100% من إهتمامك حتى لو حاولت تبين العكس!..

حط واحد فى وظيفة مرتبها كبير، وفيها وضع إجتماعي مبهر، لكن مجبر عليها ومش بيحبها؛ عمرك ما هتاخد منه أداء يوازي مميزات الوظيفة!.. إضغط على بنتك عشان تتجوز واحد مش بتحبه لمجرد إن ظروفه الإجتماعية مناسبة لتطلعاتك إنت كـ أب، وبدون ما مشاعرها تتحرك ناحيته؛ هتبقي حكمت عليها بـ حاجة من إتنين يا إما هتتطلق منه يا إما هتخونه..

وجّه إبنك بالعافية إنه يدخل كلية معينة عشان إنت بتعتبرها كلية من كليات القمة اللي ليها مكانة وسط الناس رغم إنها مش من إهتمامات الولد، ولا بيحبها؛ هتّخرج لنا بكره وبعده دكتور فاشل بينسي فوط فى بطون العيانين أو مهندس عمايره اللي بيبنيها المتانة بتاعتها زى ورق الكراريس!..

الإجبار، والغصب بيبهتوا على البني آدم، والثمن بيدفعه هو نفسه، وغيره.. “الحب” هو الضمانة الوحيدة لإستمرار أى علاقة من أى نوع مهما كان الوضع، أو عاكست الظروف.. الحب اللي جاي من الناس اللى بيشوفونا فى أسوأ ظروفنا مش أحلاها.. الحب الغير مشروط اللي بدون مصلحة، ولا غرض.. بنعيش بالحب، وبنكمل بيه، وبـ “حبايبنا” حتي لو كنا أشخاص قابلين للإنهيار تماماً.

تابع مواقعنا