الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

محمد فريد يحكي مع العباس السكري: “مخدتش حقي من الفن وأًُُُُُعُاني من التهميش” (1)

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
السبت 15/فبراير/2020 - 02:00 م

منتهى الحب أن يمنح الفنان حياته وأيامه وأعصابه لمهنته وصنعته وفنه.. ومنتهى الفرح عندما يحصد تعبير إعجاب من جمهوره بكلمة أو إشارة أو معنى.. لكن منتهى الحسرة أن يشعر بالعجز لأنه أصبح غير قادرا على العطاء بفعل فاعل، قد يكون الفاعل هو السوق وتقلباته وظروفه وقسوته، التى لم يضعها أى فنان فى الحسبان، حتى الفنان الكبير محمد فريد الذى صنع تاريخا على مداد نصف قرن، كان كافيا لأن تعرفه كل الأجيال من خلاله، فهو “صبى العالمة” فى المسلسل الأشهر “ليالى الحلمية”، و”الغفير” فى “أنا وإنت وبابا فى المشمش”، وشخصيات أخرى متنوعة قدمها فى كل أعماله الخالدة فى الدراما العربية مثل “رحلة أبو العلا البشرى” و”غوايش” و”ساكن قصادى” و”الشهد والدموع”، وأيضا فى الموسيقى والسينما ومسرح العرائس، وفي حلقات ينشرها موقع “القاهرة 24″، نكشف كواليس وأسرار حياة الموهوبون في الفن والمستضعفين فيه.

هذا العطاء الثرى والمتنوع لم يشفع للفنان الكبير عند المنتجين، وأصبح يظهر على استحياء فى الأعمال الدرامية، وضاع نصيب محمد فريد فى الدراما والسينما والمسرح؟.. لهذا يقول فى حديثه معنا :”لم أقصر فى حق نفسى مطلقا، ولا فى حق فنى، لكن المنتجين هم الذين قصروا معى، وأصارحك أنى أعانى من تجاهل كبير، قد يبدو متعمد لعدم ظهورى فى أعمال، كما أننى فى الفترة الأخيرة تعرضت لموقف محرج أغضبنى عندما فوجئت بعدم كتابة اسمى على تتر إحدى المسرحيات”.

محمد فريد
محمد فريد

يضيف الفنان فى حديثه :”اذا منحت نفسى درجات فأضع لها فى تقديرى 7 من 10 ، لأنى كنت مجتهد جدا فى حياتى الفنية، وراض عن حياتى كلها باستثناء المرحلة الأخيرة، التى تجاهلنى فيها المنتجين، ولا أرى عيبا فى نفسى لأنى قدمت كل ما استطيع من فنون، منذ بداية الرحلة التى تزيد عن 50 عاما”.

 غير راض عن المرحلة الأخيرة فى حياتى

سألته كيف تقضى يومك الآن وأنت شبه بعيد عن التمثيل، قال:”مثل كل الناس، الأيام تنتهى يوما بعد يوم، أستيقظ مبكرا، أجلس فى شرفة المنزل أمام الحديقة، أتناول فطارى، وأتذكر بعضا من الماضى، ثم استيقظ من غفوة الماضى على صوت أحفادى الذين يصرون على أن ألعب معهم، وبعدها أجلس أمام التلفزيون أتابع أفلام الأبيض والأسود، بتاعة زمان”.

الفنان محمد فريد
الفنان محمد فريد

محمد فريد بات يحب الماضى أكثر من الحاضر، يرى فى البدايات جمال اللهفة، وحب البحث عن الذات، والرغبة فى تحقيق الحلم، بكل ما فيه من مجهول وخوف وعدم استقرار، لذلك يتحدث الفنان عن مرحلته الأولى ساردا بعضا من حياة نفسه :”المحطة الأولى تبدأ من بنى سويف، حيث المدرسة الثانوية، ولقائى بالرائد أستاذى عبد الله فرغلى الذى كان يعمل مدرسا فى مدرسة بنى سويف الثانوية، وكان يخصص يوم الخميس من كل أسبوع للطلبة يعرضون فيه مسرحيات ترفيهية لزملائهم وكنت أنا واحدا من ضمن الفرقة، ومنذ ذلك الوقت نما بداخلى احساس التمثيل، وحلمت أن أكون ممثلا، رغم أنى خريج من مدرسة خيرية اسلامية فى المرحلة الاعدادية، ولكن مع دخولى الثانوى ولد عندى طموح الممثل، وكانت دراسة الموسيقى فى الفصل شىء جميل، حتى اننى احترفت الموسيقى وعملت على تخت فى مقتبل حياتى، عندما تركت بنى سويف وجئت الى القاهرة بحثا عن حلمى”.

لم ينسى العم محمد فريد لحظة من البدايات، لذا يستكمل الفنان حكاياته الأولى :”فكرت فى الذهاب الى القاهرة عندما انتويت الالتحاق بمعهد السينما، وقتها كان العطاء مفتوحا، تجد كثيرون يقفون بجوارك، ويدعموك فى بداية الطريق، لا صوت يعلو فوق صوت الحب والعطاء، وبعد مرور الأيام والشهور من البحث والعمل والمذاكرة، وجدت المخرج الكبير صلاح أبو سيف يطلبنى للعمل معه فى فيلم “السقا مات”، وكانت الفرحة الكبيرة، وقتها لم أصدق، وذهبت إليه لكى أقابله، وجدته رجلا يحمل عبق الماضى وسحره ورقته وجماله، ولم أفكر فى الأجر واعتقد جميعنا فى هذا الوقت كذلك، خصوصا وأن الأجور كانت ضعيف جدا، لكن كنا شعلة نشاط وحب ولم نفكر فى الفلوس بقدر تفكرينا فى الظهور، وكانت إشادة المخرج تمثل لنا الطعام والشراب”.

محمد فريد
الفنان محمد فريد

ويروى محمد فريد جانب مهم فى مطلع حياته عندما كان يعمل فى الموسيقى، حيث يقول عن هذه المرحلة :”بدأت عازف موسيقى مع فرقة مزيكا متجولة، كانت تعمل فى الكباريهات، وكنت أحب الكباريهات جدا فى هذا الوقت، لأنها كانت محترمة، وأدين بالفضل لصاحبة التخت الذى كنت أعمل عليه وهى سيدة من الشرقية كانت تعزف على آلة القانون وكنا نعزف خلفها، وعملنا فى أكثر من كباريه وكانت أيام حلوة، نعزف ونغنى ونطرب الجمهور”، ويضيف :”كنت صديقا للموسيقار بليغ حمدى، ودائما كنا نجلس فى منزل الشاعر الكبير سيد حجاب، والتقيته بعد حادث مقتل سميرة مليان، وقتها كان مضطربا وحزينا ويشعر بالظلم الكبير، وأيضا من أصدقائى الموسيقيين عمار الشريعى، كان دمه خفيف جدا، دائم الهزار وكل كلمة يطلقها نضحك عليها”.

فريد شوقى كان بيخاف من “الفئران”

ويحكى محمد فريد عن تجربته مع الكبيرين أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ، حيث يقول :”عكاشة كان صديقى الصدوق وكنا نلتف حوله فى بيته بالقاهرة والاسكندرية، كان معطاء كبيرا، وهو من رشحنى للعب شخصية طأطأ فى ليالى الحلمية، وقتها كان المخرج إسماعيل عبد الحافظ مش شايفنى فى الدور، ثم تفاجىء باتقانى للشخصية، وقال لى انت طلعت عفريت، وذلك من كتر اعجابه بالشخصية”، وتابع :”اسماعيل عبد الحافظ كان بيبعت يجيبنا من البيت ويشرح لنا العمل كله قبل ترشيح الادوار ويريحنا كلنا، وبعد النجاح الكبير الذى حققه الجزء الأول والثانى اتمرعنا ومحدش كان عارف يكلمنا”.

محمد فريد يحكى مع العباس السكرى
محمد فريد يحكى مع العباس السكرى

ويستكمل :”من دواعى الفخر فى حياتى أنى تعاملت مع العملاقين فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولى، فى فوازير عمو فؤاد، وجدو عبده، والاستاذ فؤاد المهندس كان يحبنى كثيرا لأنى كنت بسمع الكلام، وبينى وبين وحش الشاشة فريد شوقى ذكريات كثيرة وعملت معه فى مسرحية “مية مساء” وكنا نسهر عنده كل ليلة، وكان دائما يطلق ايفهاته على الحضور، ومن المفارقات أنه كان يخاف من “الفئران” جدا، وذات مرة خرج من غرفته “جرى” لما رأى فأرا بداخلها واستنجد بى لقتله، ويضيف :”أكتر واحد كان بيضحكنى سيد عزمى، بس للأسف سيد ومخلص البحيرى وسيد زيان وكل الجيل لم يأخذوا حقهم، حتى أنا فى هذه الأيام استطيع القول بأنى لم أأخذ حقى من الفن، لكنى أخذته من الشارع والجمهور”.

تابع مواقعنا