الجمعة 26 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“بحصانة بلد كاملة متهانة”

القاهرة 24
الثلاثاء 25/فبراير/2020 - 04:10 م

قبل مباراة السوبر المصري حّذرت من “مراهقة” شيكابالا الرياضية في بلد ليس لها ذنب سوى إنها استضافت المباراة وأكدت أن احترام مصر في الخارج أمر مهم، الكثيرون هاجموني بعد هذا المقال واتهموني بالعنصرية، اعتدت على مثل هذا الهجوم خاصة إني لا أخفى انتمائي للنادي الأهلى لكن كثيرون لم يدركوا الفرق بين الانتماء وما قصدته من ضرورة الحفاظ على هوية بلد وإظهارها بأفضل صورة بغض النظر عن من الفائز.

الذين كالوا لي الاتهمات صمتوا بعد صدق حدسي وارتكاب “شيكا” أفعال مسيئة وما قابله من رد بعض لاعبين النادي الأهلى وكانت النتيجة “صورة مسيئة” أعقبها قرارات صدرت من لجنة الانضباط والأخلاق التابعة للاتحاد المصري تقضي بفرض عقوبات على الأهلى والزمالك ولاعبي الفريقين المتسببين في تلك المهزلة.

الأهلى رفض تلك القرارات باعتباره الطرف المعتدى عليه وهدد باللجوء للفيفا وكذلك نادي الزمالك، حتى هنا الكفة متساوية كما يقولون، لكن الفرق بين نادي يُدافع عن حقه وفي نفس الوقت يُدرك مسؤوليته تجاه جماهيره والدولة التي ينتمي إليه وبين نادي لا يهمه جماهيره ولا دولته بل ويتعمد الإهانة وفي نظري يرتكب جرائم يُعاقب عليها القانون هو الفرق بين الأهلى الذي رغم لجوئه للفيفا أكد التزامه بلعب المباريات وبين الزمالك الذي رفض خوض المباراة بأسوأ سيناريو ممكن.

في حالة “شيكابالا” قلت أن تلك طبيعته وهذا يجعل لبعض تصرفاته العذر، لكن ما فعله مرتضى منصور ليس من طبيعته تلك المراهقة، وليس لـ”مراهق” أن يُحكم سيناريو كالذي حدث في الساعات الماضية، ولا يمكن لعضو مجلس نواب يُشرع قوانين بلد يقطنه 100 مليون مواطن.

نعم ليست مراهقة لكنها إهانة، وجريمة ضد البلد من نائب مفترض فيه أنه أول من يُدرك إن لبلدك عليك حق، لكن بدلًا من ذلك وبعد أن قرر مرتضى منصور عدم لعب المباراة بسبب مسلسل الإهانة، تصريحات أن فريق الناشئين هو من سيلعب المباراة، صمت الأهلى لأن ذلك يحدث أحيانا وذهب للملعب.

السيرك نصبه مرتضى منصور، أخبار عن تأخير أتوبيس لاعبي الزمالك رغم أن الأهلى وصل في الموعد بجهد رجال المرور، ثم احاديث أخرى أن الناشئين تركوا الاتوبيس ليتناولوا الطعام، وهلم جرا حتى انتهى الأمر بإبلاغ اتحاد الكرة بتعثر فريق الزمالك وهو ما أجل المباراة حتى الثامنة والنصف وكان ذلك وقت كاف لأن يذهب لاعبي الزمالك لبيوتهم!

لو اكتفى بذلك ربما كانت الجرائم محدودة لكن رئيس نادي الزمالك ليداري ما فعله كال الاتهامات للغير فتعلل بسوء الأحال الجوية ثم غلق الطرق بسبب الأمطار وهو ما دفع رجال المرور “وحسنا فعلوا” بتسريب فيديوهات تؤكد أنهم أخلوا الطريق أمام اتوبيس نادي الزمالك وكشفت قوة التأمين المصاحبة للأتوبيس أن اللاعبين تركوا الاتوبيس أكثر من مرة، لصلاة العشاء تارة، وللذهاب لدورات المياه تارة أخرى!

والسؤال هل لو كانت المباراة بنفس تفاصيلها في دوري أبطال إفريقيا هل كان الزمالك سيتحجج بذلك، بالطبع لا، هل ما فعله يقف عند حدود كرة القدم بالطبع ايضًا لا، فما فعله نادي الزمالك برئيسه ولاعبيه يظهر للعالم أن مصر التي نظمت بطولتين منذ أشهر قليلة فشلت في تنظيم ديربي الكرة المصرية بسبب “شوية أمطار”، ويكفي أن طاقم التحكيم الأجنبي المكلف بإدارة المباراة ضحكوا قائلين “لم نرى مثل هذا في حياتنا” هل هذا هو ما يريده مرتضى منصور، نائب الشعب الذي حول بلاده لـ”مسخة” يتحدث عنها الجميع ويسخروا منها والمطلع على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة “تويتر” يعرف كيف تم استقبال تلك “المسخرة” في الخارج!

الاستثمارات الرياضية أيضًا حضرت في مشهد أمس وتساءل نقاد الرياضة كيف لمستثمرين أن يستثمروا في الرياضة في ظل أوضاع كتلك، بل والأبشع كيف تم استغلال فريق الناشئين بالزمالك في مهزلة مثل التي حدث ليدمروا شباب يتحسسون فانلة ناديهم فوجدوا أنفسهم محل سخرية من مواقع التواصل الاجتماعي هل تلك هي القيم التي يريد مرتضى منصور ترسيخها في الأجيال الجديدة!

“بحصانة بلد كاملة متهانة” كلمات وصف فيها الصقر أحمد حسن المشهد العبثي ليعبر عن كل ماحدث وهو يسأل نفسه كيف يمكن أن يحدث ذلك من عضو مجلس نواب، ولم أجد أبلغ من تلك الكلمات عنوانا لمقالي!

تابع مواقعنا